فطبوليات..
تحية...
أهلا بلقيس يا تمووز..بتعرف أشتهيت أعرف شاعر..شاعر حقيقي يعني يحب كرة القدم....و لهذا قصة سأروريها....
أهلا بكم جميعا...لنتابع.."العك" الكروي...
الوصول الى كأس العالم كالوصول الى سدرة المنتهى, و خاصة عند الدول المتخلفة كرويا كسوريا,و قد يهتم رجل السياسة بفريق كرة القدم كثيرا بإعتبار أن الوصول الى كأس العالم دعاية رائعة للنظام السياسي . كان عدي صدام حسين رائدا في هذا المجال, فقد كان يشرف مباشرة على فريق كرة القدم و يعتقد الصداقات مع كبار اللاعبين و المدربين, عدي كان أنفعاليا و طريفا جدا في أسلوب أحتجاجه أو غضبه من فريق كرة القدم العراقي فقد كان يرفع الفريق احيانا بالفلق ,و أو يعذبهم بالكهرباء و قد يحلق شعورهم على الصفر,و كانت لدية غرف تعذيب خاصة في مبنى اللجنة الأولمبية العراقية . منها الغرفة الحمراء , و غرفة الأحلام ,و كذلك لديه هبل و هو تمثال معدني مفرغ يوضع فيه اللاعب و يوصل بالكهرباء لكي "يشعل و يطفي".
أبناء الصف السياسي الأول في سورية "من سوء الحظ" لم يهتموا بكرة الققدم و كان باسل الأسد نجل الرئيس حافظ الأسد يهتم برياضات ذات طبيعة بورجوازية كالصيد و الفروسية و ربما عدي صدام حسين كان أقرب الى الجمهور بعشقة لكرة القدم بغض النظر عن تركيبة كلا الرجلين النفسية , و كلاها غادر الحياة الآن ,و لكن بعض أبناء مسؤلي الدرجة الثانية و بعض كبار ضباط الأمن أهتموا بكرة القدم و لم يكن ذلك كافيا لدفع الفريق الأول الى الأمام و لعلة كان سببا في دفعة الى الخلف بفرض هؤلاء لاعبين من مستوى متدن على المدربين و الفريق.و بأسلوب تشجيعهم المتعالي النزق.
سورية ساعدها الحظ و ليس شيء آخر في تصفيات بطولة عام 1986 بالوصول الى حافة المشاركة في كأس العالم, و قعت سورية في مجموعة سهلة نسبيا مع الكويت و اليمن الذي كان يسمى شمالي , لم تكن الكويت في قمة مستواها و حسمت قمة البطولة لسورية في مباراة دمشق بين الكويت و سورية بهدف أعتقد كان "للاعب محظوظ" يدعى مروان مدراتي , ثم تعادلت سورية مع الكويت في الكويت و فازت على اليمن الشمالي في كلا مباراتي الذهاب و الإياب, في الدور الثاني تعادلت سورية في البحرين و سجل الثعلب نزار محروس و فازت سورية بدمشق بقدم الجميل عبد القادر كردغلي بعد أن تلقى كرة لذيذه من فؤاد غرير و كان هذا الهدف أغلى و أجمل هدف تسجلة سورية في مجمل تاريخها الكروي منذ أن عرفت سورية كرة القدم و حتى هذه اللحظة.
البحرين كانت فريقا ضعيفا تأهل بعد أن فاز مرتين على اليمن الجنوبي بعد إنسحاب إيران,,و كان البحرين ضعيفا ايضا في مباراتيه مع سورية , وسورية أيضا كانت أكثر من ضعيفة و لكنه تقدير العزيز الحكيم و الجهد الشخصي للاعبين أو ثلاثة , اذا أعتبرنا أن المدرب "قواديس" لم يكن ذو حضور فعال فكان الفريق مثل الكنزة الصوف القديمة مهلل و مفكك ,أما الهدف فلا أحد يعرف كيف جاء و لا يعرف أحد كيف شقت الكرة طريقها من حارس المرمى الى المدافع فلاعب الوسط فلاعب أخر فالكردغلي الذي كان و لم يكن له شبيه الى غرير الذي أعادها الى كردغي الذي وضعها في المرمى بعد أن لمست حارس البحرين و كانت المرة الأولى التي تلمس فيها الكرة لا عبا بحرينيا قبل أن تدخل المرمى و كان هدفا يجب أن يعيده التلفزيون السوري كل يوم صباحا و مساءا كشيء من الصناعات الوطنية الفاخرة.أطرف ما في تلك التصفيات كانت تنبؤات المعلق الرياضي اللطيف "ياسر علي ديب" فقد تنبأ بنتائج المباريات جميعها بشكل صحيح و من سوء الحظ أن تنبؤاته قد توقفت هنا.
في المرحلة الأخيرة كان يجب على سورية أن يتخطى العراق,و العراق الشامخ بلاعبية و سطوته المعروفة و حضورة البهي, و من خلفة الشخصية القاسية التي لا ترحم, ترافقه قصص "بطولات الجيش العراقي" على الجبهات الإيرانية, جاء الفريق العراقي من المطار مباشرة الى ملعب العباسيين ذو الأرضية الترتانية ,و أكتفى عدي صدام حسين بالتوقف في الأردن و في أقرب نقطة من الحدود السورية ليتمكن من ألتقاط بث التلفزيون السوري و يومها لم يكن هناك فضائيات و لا أقمار صناعية على المستوى الشعبي و كان العداء المستحكم بين البعث السوري و البعث العراقي على أشده "قال خلافات عقائدية و أيديولوجية يا بعدي",
كنت في ملعب العباسيين في تمام الساعة الحادية عشرة و المباراة كان من المقرر أن تبدا في الثالثة, كنت أحاول الهرب من شخص مشهور بحضورة "النحس" أسمه قصي و كنت و مجموعة من أقراني نبتهل الى الله أنن لا نرى قصي النحس, لأن هذا الشخص كفيل بتحويل النصر عشرة صفر الى خسرة 11 – 10 في اللحظات الأخيرة , شخص وجهه تقطع الخميرة من البيت , ابتهلنا في ذلك اليوم كما لم نبتهل من قبل أن لا نرى بوز الأخص,سار كل شيء بشكل حسن و جلسنا منكمشين قدر الأمكان هربا من قصي,نزل السوريين بلباس أبيض, كان أصواتنا تشق عنان السماء و نحن نكاد نرى سوريا في المكسيك , ركضوا, و تحركوا , محروس ,كردغلي,دهمان,جورج خوري,شكوحي, و الأخرين كنا ننظر أليهم كما ننظر الى ملاك الرحمة نريد منه أن يرفعنا الى جنات الفردوس.
نزل الفريق العراقي كان يلبس الأخضر و أستطعت أن أتبين لاعبه "المحظوظ" الآخر أحمد راضي, هذا الرجل خدمته الكرة و عبدته و قبلت أقدامة و رأسة بشكل لم يحصل للاعب عربي ابدا كانت هناك حالة حب ووله بين الكرة و اقدام أحمد راضي,قوبل الفريق العراقي "بصفير سياسي", و استهجان كروي كبير , تكتل العراقيون و تمايلوا قليلا قبل أن يدخل ميشيل فوترو الحكمن الفرنسي الشهير , شعرة ابيض قليلا يمشي بثقة و على نسق واحد مع حكام الراية يتأبط الكرة و يخطو نحو نقطة مركز الملعب.بدأت المباراة, يا لخيبة أملي,كان فريقنا في منتخهى السوء و لعب بنا العراقيون كما أرادوا و سجل أحمد راضي هدفا لا غيار عليه ألغاه فوترو بحكمة و أقتدار بلغ غضب العراقيين و جامل أكثر من خمسة و أربعون ألف سوري و أنتهت المباراة بالتعادل السلبي, و عند باب الخروج و قبل أن أخطو آخر خطواتي من الملعب شاهدت قصي المنحوس فصاخ بي غاضبا "و ين كنتوا دورت عليكن كتير" وكانت نتيجة مباراة الأياب ثلاثة أهداف لواحد لصالح العراق و تأهلت بدلا عنا الى المكسيك.
حتى لا يزعل أبو أبراهيم ساقول..
"البقايا" في العدد القادم...
|