قراءة لبيتهوفن


شريف بقنة



" إنّ الأمرَ الوحيد الذي يُحيّرني هو أنّني لا أدري إن كنتُ أحبُّ أمّي أكثرَ أمِ الموسيقى !! " بيتهوفن




--------------------------------------------


ماريّا و بيتهوفن

في طريق أحدى الأرستقراطيات الى بيتهوفن لتعلّم دروس في الموسيقى صادفت ماريا ( عشيقة بيتهوفن الوحيدة ) فاصطحبتها معها ، وكانت أوّل مرّة يلتقيان :
بيتهوفن : هل تعزفين على البيانو ؟
ماريا : نعم .. و لكن ..
بيتهوفن : و لكن ماذا ؟
ماريا : ينقصني التمرين .. فأنا لا أملكُ بيانو و أذهبُ الى منزل إحدى قريباتي لأن لديها بيانو .. و كن أتمنّى أنّ ..
و انفجرت تبكي
الارستقراطية : هل أحضرتك معي لتفسدي عليّ الدّرس ؟
بيتهوفن : إنّك آخرُ من يتعلّم الموسيقى !.. إنّك فظّةٌ قاسيةُ القلب ، و الانسانُ الذي لا تحرّكه الدموع الصّادقة لا يحسنُ الموسيقى و لا يجيدها ..
أشار بعد ذلك بإصبعه نحوَ الباب
بيتهوفن : أرجو أن تكونَ هذهِ آخر مرّةٍ أرى وجهكِ فيها .
همّت ماريا بلحاقها إلاّ أنّه منعها من ذلك وهدّأ من روعها
بيتهوفن : لماذا بكيت !
ماريا : بكيتُ لأنّني فقيرة وكنت أتمنّى أن أتتلمذَ على يديك و اكنّي لا أملكُ المالَ اللاّزم لذلك !
سألَها بعد ذلك أن تعزف و لكنها طلبت منه أن يعزف شيئاً من الحانه فتعيدُ هي عزفه ..
يقولُ الأرشيدوق ردولُف أوف أوستريا ( الصديق الوفي لبيتهوفن ) : " حينما قصّ عليّ بيتهوفن قصةَ هذا اللقاء الأوّل بينه و بين ماريا قال لي : " لا أعرفُ يا ردولف كم ساعةٌ لبثتُ أعزفُ على البيانو وهي واقفة .. لقد لبثتُ أعزفُ حتّى ذهبَ ضوءُ النهار و أظلمتِ الحجرة و أصبحتُ لا أتبيّن مواضع مفاتيح البيانو إلاّ بصعوية .."
ظلّ بيتهوفن يعزفُ حتى سمعَ ..
ماريا : ليتني أموتُ الآن ..
بيتهوفن : لماذا تتحدثين عن الموت .
ماريا : ليتني أموتُ و أنت تعزف لي على البيانو ..
ماريا : إنّها أوّلُ مرّة أسمعُ فيها هذا اللحن ..
بيتهوفن : إنّها أوّلُ مرّة أعزفه .
كان ذلك اللحن من مقطوعة " ضوء القَمََر "
صاحبت ماريا بيتهوفن فترةً من الزمن كانت كافية لاقناعه بعشق انثى .
خطبها أحد الأمراء ، و قبلت ، ودعى الأمير بيتهوفن لأحياء حفل زفافهما فلبّى الدعوة و أعاد عزف " ضوء القمر " .
أصيبَ بعد ذلك بأمراض في المعدة و الجهاز التنفسي و أصيب بالصّمم .



--------------------------------------------



" ولدتُ في بون ولكنّي كنتُ أشعرُ دائماً أن روحي مشدودة الى فيينا مدينة الأنغام " بيتهوفن






--------------------------------------------


قراءةُ السيمفونيّة التّاسعة - Symphony No.9

أرى جمجمتهُ هي الكارثةُ المسبّبةُ لتناثر الرؤوس المبتورة غدراً و اصطفاعها بسلاسل فولاذ تنتصبُ من قعقع عظمة ظهره مشدودةٌ بدقّة ناحية السّماء . رأسه منجمٌ مصفّح لكل معادن الأرض القاسية ، تتشرّبُ صراخ الكهرباء الشيطانية . و أتخيّل دائما مطرقة الفولاذ تسقطُ بطريقةٍ آلية على جبينه في المقطع الأخير من السيمفونيّة ، أراهُ لا يُدهش و لا ينتظرُ رحمة و لايُفكّر . يقتلني أنّه لا يتألّم أشعثٌ أغبرٌ معتوه يتسوّلُ في العدَم مستسلماً ولا ينتظرُ عطاءً ؛ إنّه الإيثارُ لا يفهم . تلاطمُ زوابع الكائنات مع المستقيمات في جوف يخلو من جاذبية يخلو من أصوات يخلو من رائحة ، ويخلو من تمرّد وإنّما النحيب . إنها ورقةٌ انسانيّةٌ لم يجرؤ فيها حرفٌ ولا نُقطة ، ورقةُ تطلبُ السماح البسيط و تعترفُ بالرائحةِ و تتباهى بالنقص . أنها " لا ادري " .





--------------------------------------------