هذا ويجب على كل بوذي أن يعتقد أن "بجوا متيا" قد حدد موعد ظهورها، والتي صرح بها مراراً أمام تلاميذه، لو لم تكن قد تحققت طبق موعدها المحدد لاشتبه صدقه على أتباعه، ولسجلت الكتب عدم تحققها.

كما أننا وجدنا برهاناً آخر على تحقق هذا النبأ، وهو أنه قد اكتشفت في بلاد "تبت" كتب ترجع إلى القرن السابع الميلادي، وقد وردت فيها كلمة "مشيح" - اسم عيسى عليه السلام- على هذا الشكل: " مِي شِي هُو " انظر كتاب:

A record of the Buddhist Religion by I-Tsing, Translated by J. Takakusu, Clarendon Press, Oxford P.169, 223

مع العلم أن مؤلف هذا الكتاب القديم الذي يوجد فيه اسم " مِي شِي هُو " (أي مسيح) مسجل في كتاب قديم يرجع إلى القرن السابع الميلادي على وجه التقريب.

إذن فهذا الكتاب تضمن لفظ "مشيح" أحياناً أخرى.

ومن جملة الشهادات التي وجدناها في الكتب البوذية أنه قد ورد في الصفحة 45 من كتاب Buddhism by Sir Monier-Williams أن التلميذ السادس لبوذا كان اسمه "يسا". وبما أن المسيح ولد بعد بوذا بخمسة قرون أي في القرن السادس بعده، فقد سمي بالتلميذ السادس.
علماً أن البروفيسور Max Muller في عدد أكتوبر 1894م، وأيده قائلا: لقد قدم مؤلفون مرموقون مراراً النظرية القائلة بتأثير المبادئ البوذية في المسيح. وأضاف أيضاً: ما زالت الجهود تبذل إلى اليوم لحل هذا اللغز أي للعثور على سبب تاريخي حقيقي أدى إلى وصول المبادئ البوذية إلى فلسطين في حياة المسيح.
ولا شك أن تصريحه هذا تصديق للكتب البوذية التي ورد فيها أن "يسا قد اعترفوا بأن المسيح متأثر بمبادئ البوذية بدون شك، أو بتعبير آخر يعترفون بكون المسيح تلميذاً لبوذا.
لكننا نرى أن مثل هذه الكلمات إهانة للمسيح وانتقاص من شأنه عليه السلام، ونعتقد أن ما ذكرته الكتب البوذية من أن يسوع كان مريداً وتلميذاً لبوذا، إنما هو راجع إلى عادة متأصلة لدى علماء البوذية، حيث كانوا يحسبون الأنبياء والأولياء المتأخرين -زمناً- تلامذة للمتقدمين.
وبما أن هناك تشابهاً كبيراً بين تعاليم بوذا وتعاليم المسيح، كما سبق وذكرنا، وبما أن بوذا أقدم من المسيح عصراً، فإن الظن بوجود صلة المتبوع والتابع بين بوذا والمسيح كان أمراً وارداً، وإن كان يمثل إساءة عظيمة إلى المسيح عليه السلام. لكن أسلوب البحث الذي يتبعه علماء أوروبا غير صحيح، إذ أنهم يحرصون على إيجاد دليل على أن البوذية قد وصلت إلى فلسطين في حياة المسيح؟؟ والمؤسف أنه ما دامت الكتب البوذية القديمة قد ذكرت المسيح وصفاته فلم يختار هؤلاء العلماء طريقاً ملتوياً، فيبحثون عبثاً عن أثار البوذية في فلسطين، بدلاً من أن يبحثوا عن آثار أقدام المسيح عليه السلام المباركة في جبال نيبال وتبت وكشمير؟؟!!

يتبع...
سلام