بغض النظر عن الزرقاوي وإدانته أو اعتباره بطلا،

الشهادة في الإسلام هي اجتباء من الله تعالى لصفوة من الناس، يموتون في ظاهر العين في معركة لتكون كلمة الله هي العليا.

وليس كل من يموت في هذه المعارك هو شهيد، بل الشهيد يموت عادة في هذه المعارك.

نحن لا نعلم أن فلان صديق أو شهيد إلا إن أخبرنا الله أن هذا الرجل شهيد، إلا أننا قد ندعو لمن يموت في مثل المعارك أن يتقبله الله شهيدا.

أما عن تعاملنا معه، فالزرقاوي مسلم، وتجري عليه أحكام الإسلام، وإن كان الزرقاوي على سبيل الفرض قد ارتكب مخالفات شعرية من باب تكفير مسلمين آخرين واستباحة دمهم، وهو كفيل بإعدامه إن ثبت عليه في محكمة شرعية محترمة، إلا أن هذه المخالفة منه لا تنزع تطبيق أحكام الإسلام عليه، ومن ضمنها كيفية الدفن الشرعية.

عادة في الإسلام، يجب على المسلمين كفاية غسل الميت وتكفينه والصلاة عليه وتشييعه ودفنه والدعاء له.
حين يقتل المسلم في معركة، ويكون مقتله على صورة الشهادة، ونحن لا نعلم أنه شهيد ام لا، وصورة الشهادة أن تكون قضية المعركة هي إعلاء كلمة الله، ويكون الطرف المقابل من غير المسلمين، حينها لا يغسل المقتول منا، ولا يكفن، والصلاة عليه ليست إلزامية، ويدفن في ثيابه.

تم قتل الزرقاوي في معركة مع أمريكا، والقضية هي تحرير العراق. ولو قتل الزرقاوي في معركة مع القوات العراقية لاختلف الحال كثيرا، على أن القوات العراقية لا تملك لنفسها أمرا ولا ربطا ولا حلا.

وهو على هذا، يدفن كما يدفن الشهيد، ولا نعلم حسابه عند الله أهو شهيد أم ناج أم هالك.
وفي الدنيا لا ندينه ما لم يدن نفسه أو أدانه القاضي الشرعي المحترم.