(f)

ولكن هناك جملة لفتت انتباهي في هذا الموضوع تقول: "ولن نبيع فلسطين في استفتاء عباس".

هذه الجملة "تصور" اللجوء للشعب الفلسطيني، عبر صناديق الاقتراع وبناء على وثيقة منضدة من المناضلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، على أنه "بيع لفلسطين".

أصبحت دعوة الشعب كي يقرر مصيره "بيعاً لفلسطين"، ولا عجب، فحماس تعتبر نفسها وفية لقضية فلسطين أكثر من الشعب الفلسطيني نفسه الذي أمدها بصلاحياتها. وبالنسبة لها "بايعها الشعب بيعة أبدية" يوم أن أعطاها السلطة، فهي لا تفهم بأن هذا الشعب المسكين أعطاها "سلطة" كي تخرجه من مأزقه لا كي تزيد على همه هموماً وعلى كربته كرباً أخرى.

منذ خمسة شهور و"حماس" في السلطة. ومنذ خمسة شهور والشعب الفلسطيني يحاصر أكثر ويجوع أكثر ويعرى أكثر ولا حل ولا انفراج ولا أمل ولا اقتصاد ولا شيء. خواء خواء خواء يحيط به في كل مكان لأن ليس لدى"حماس" من مشاريع سوى "اللطميات والموت في سبيل الله"، ولأن "اللامشروع" الذي تمارسه "حماس" جعل الشعب الفلسطيني يقف وحيداً مكتوفاً ويترك جلاوزة "الصهاينة" بمباركة "خنازير الانجلوسكسون" وصمت "الاتحاد الأوروبي" يسومونه سوء العذاب كل يوم.

حوصرت "حماس" من جميع الجهات، فلم يعد لديها إلا التصعيد مع اسرائيل كي تتنصل من أي مشروع إيجابي قد يمنح الجائع لقمة والظاميء شربة ماء.

لا، ليس صحيحاً بأن "حماس" تأثرت - فجأة - من مصرع بعض الضحايا الجدد في الغارات الاسرائيلية الارهابية المدمرة. ولكن الصحيح بأنه لم "يبق" في يد "حماس" إلا تصعيد العنف والقتل والتدمير، فهي قد ولدت ونشأت وكبرت وسمنت على جميع احباطات ومآسي شعب فلسطين، فلماذا لا تعود إلى الأكل من نفس "الصحفة" التي كبرت عليها؟

"حماس" مسؤولة اليوم عن "وقوف الشعب الفلسطيني" عارياً وحده، ولم تجد "مشروعاً" للتخفيف من آلامه إلا التحرش ا ليومي باسرائيل عبر صواريخ لم تقتل "عنزة جرباء" كي يتقصف الدولة الصهيونية الارهابية جموع الفلسطينيين ومدنهم وقراهم.

وللحديث بقية ..

واسلموا لي
العلماني