{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
Waleed غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 959
الانضمام: May 2005
مشاركة: #82
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
[CENTER]تابع: ما هي العلاقة بين الدين و العلم؟ تناقض أم إتفاق أم لا يتقاطعان أبدا؟ و هل يمكن جمع كافة الأديان بسلة واحدة؟

2- تابع:المنتجات الدينية:

وضع القضايا المعرفية للخطاب الديني - كقضايا موضوعية (مثل أي قضية علمية للحكم عليها) - هو وضع كارثي لهذه القضايا و تباعا بحق الأديان.

و الدفع بتبرير السياق التاريخي هو دفع ساقط.
و كنا قد أوردنا النص:
"نبرر تهافت هذا الخطاب المعرفي بأنه كان يتحدث لقوم متخلفين و قد تحدث بلغة عصرهم"
و النتيجة المباشرة لهذا التبرير هي إما جهل الإله بمستقبل العقل البشري بعد حين - أو عجزه عن تكييف خطابه لهذا المستقبل - أو قصور خطابه على زمن نزوله و سقوطه تباعا كاهل المستقبل. و هذه النتيجة تتناقض مع فرض تناسب الخطاب الديني مع كل العصور بل و تتناقض مع فكرة الإله من الأساس.
و بخروج الميتافيزيقا من النص السابق سوف يؤول للنص المقبول:
"نبرر تهافت هذا الخطاب المعرفي بأن مصادره كانت من قوم متخلفين و قد تحدث بلغة عصرهم"

إن سقوط الميتافيزيقا بعامة و تحولها لمجرد إحتمال في أحسن الأحوال - ثم خروج تأثير و إرادة الفعل المباشر لكائناتها من قوانين الكون كنتيجة غير مباشرة للعلوم - أضف لذلك تكرار سقوط القضايا المعرفية للخطاب الديني في تبرير و تفسير الظواهر الطبيعية و الإنسانية أمام صرامة تفسيرات و نظريات العلوم - هو تغييرات عقلية كمية هائلة كفيلة بإحداث تغيير كيفي كلي و سقوط الخطاب المعرفي الديني نهائيا.

[U]و الأوضاع المحتملة لكفالة إستمرار الخطاب المعرفي الديني فينا هي أحد المواقف الآتية:


1- الرفض المسبق التام و الصريح لكامل المنظومة العلمية و كامل ما يترتب عليها من منظومات أخلاقية و قانونية و إقتصادية و إجتماعية.
و الموقف السابق هو أكثر المواقف إتساقا و توازنا ذاتيا من الناحية العقلية ظاهريا - إلا أنه يترتب عليه تباعا ضرورة العزلة التامة عمليا - ثم رفض الواقع و الفصام التام عقليا.
حيث أن رفض القضايا العلمية ذات الصرامة العقلية هو وضع مستحيل و غير عقلاني لكون المنهج العلمي يعتمد ذات الطريقة التي يكتسب بها الإنسان العاقل معارفه و قوانينه التي يتعامل بها مع العالم و مع الآخرين - كما أن وضع تلك القضايا جنبا لجنب مع خطابنا المعرفي الديني كفيل بتدميره تدريجيا - لذلك فالأجدى هو الإنعزال التام عن الخطاب المعرفي العلمي و نتائجها نهائيا. و حينئذ لا غبار على عقل يتخذ الخطاب الديني مرجعية معرفية و لا صراع يذكر فيه.
و لكن للأسف فمع كون هذا الموقف هو أكثر المواقف إتساقا و توازنا عقليا من الوهلة الأولى إلا أنه أكثرها إستحالة من الناحية العملية !! ثم أشدها فصاما من الناحية العقلية تباعا.
هل بات ممكنا مجرد تخيل هذه العزلة - المادية بالضرورة قبل الثقافية - في هذا العصر الذي نعيشه ؟ و هل يمكن - أو أمكن بالماضي - فرض العزلة أيا كانت على الجنس البشري ؟
لا أعتقد الإجابة سوى بالنفي.
لقد إتخذ هذا المنطق المتسق عقليا و المستحيل عمليا سيد قطب كمثال نظري هام بمفهومه للجاهلية الحديثة. و تم تطبيقه عمليا في تجارب عدة منها شكري مصطفي على ما أذكر الإسم في جماعته التي أطلق عليها التكفير و الهجرة (نسبة لتكفير و هجرة المجتمع) و الذي وصل به إتخاذ هذا الموقف كمبدأ إلى الوصول لنتائج ذات تسلسل منطقي سليم مثل الرفض التام لكل منتجات المجتمع حتى النقود و الملابس و الأدوات و الآلات بل ووصل به الأمر - و لا نلومه حال كونه بدأ من المسلمات السابقة - إلى الرفض التام للواقع الحالي و تخيل أن آخر الحروب (المذكورة بالقرآن) سوف تكون بالسيف و ليس بالأسلحة الحديثة في رفض فصامي تام للواقع الذي يعيشه.
فشلت تجارب العزلة عمليا مع التكفير و الهجرة و مع أفغانستان و غيرها - و بالتالي عقلانيا حال كون العزلة المادية التامة مستحيل - فإذا كان وضع مجتمع يتخذ الخطاب الديني كمرجعية معرفية مقبولا حال كونه لا يصله شئ من الخطاب المعرفي العلمي الحالي . فهذا الوضع يصبح شديد الفصامية بالنسبة لمن يعتمدون - أو مجرد يصلهم - هذا الخطاب العلمي.
ناهيك عن التبعات الطبيعية لموقف العزلة و أولها العدوانية. و البارانويا (عقدة الإضطهاد).
إن موقف العزلة يلزم تبريره - فلا يعقل فرض العزلة المادية و الثقافية بدون مبرر - و لا يعقل أبدا الإعتراف بمبررها الحقيقي و هو ضعف و إنهيار مرجعياتنا أمام ما نحاول الإنعزال عنه - فما السبيل لذلك سوى الدفع بشر الآخر و إشاعة الإعتقاد العام بأن العالم الخارجي كل همه تسخير طاقاته لتدميري لكي يصبح موقف العزلة في العقول المفروضة عليها تلك العزلة فرضا - يصبح هذا الموقف شرعيا و مدعوما بغريزة حب البقاء لدى الأفراد و المجتمع.
نعم كان من الضروري تحويل الموقف القوي للخطاب الوافد أما خطابي الأضعف - إلى موقف القصد الشرير لحامل هذا الخطاب الوافد و بالتالي إستساغة العزلة و تبريرها.
و هذا الموقف البارانوي هو موقف عدواني بالضرورة من الآخر - فالحرب على ذلك الشرير الحاقد أفضل من إنتظار مؤامراته.

و في واقع الأمر فموقف الحرب على المتآمر الشرير الخارجي هو مجرد الحرب على ما يحمله هذا الآخر من خطاب معرفي يهدد خطابي المعرفي و كامل مرجعيتي التي أعيش بها. و على نتائج هذا الخطاب من نجاح و قوة إقتصادية و إجتماعية مقارنة بوضع مجتمعاتنا.

و يجب علينا هنا أيضا عدم الوقوع بفخاخ الخلط العقلية بين المنافسة الطبيعية بين البشر كأفراد و جماعات و أمم و ثقافات و بين حالة البارانويا العقلية التي نعيشها - فالخلط الشديد سمة أصيلة من سمات عقلية مريض البارانويا. و لكن مقارنة بسيطة بين مجتمعاتنا و أخرى كاليابان و ألمانيا بعد تدميرهما في الحرب العالمية الثانية و عودتهما للمجتمع الدولي في ظل تنافس إقتصادي حاد مع غرمائهم السابقين - قد تكشف شيئا من الواقع. و بخاصة في ظل وجود حقيقة إمكانية ذلك الآخر من تدميرنا عشرات المرات دونما الحاجة لأي مؤامرة.

في واقع الأمر فهذا الموقف ناجحا في حالة واحدة هي فقط العودة الحقيقية بالزمن في ماضي لم يوجد به هذا الخطاب المعرفي الجديد الذي يمثل تهديدا و لا وجود لنتائج هذا الخطاب التي نعيش بها و معها و كأنها من ضرورات الحياة - و كأنها ظواهر أنتجتها الطبيعة و ليس منهج و خطاب معرفي قوي و صارم.

2- الموقف الإنتحاري:
و هو وجود نزعة إنتحارية على المستوى الفردي و الجماعي.و هو موقف هروبي يائس من وضع غير محتمل.
فعلى المستوى الفردي تتضافر عوامل الإحساس بالدونية مضافا لها تشبع وعي الأفراد الزائف بالبارانويا و نظريات المؤامرة و العدوانية الشديدة و الإحساس بالخطر و التهديد الذي تنشره المجتمعات المختلة عقليا لأفرادها مضافا لها الفشل العام بمنظومات المجتمع و الناتج أيضا و بشكل قسري عن الفشل المعرفي من إقتصاد لعدالة إجتماعية - تتضافر كل هذه العوامل لإنتاج الأفراد الإنتحاريين.
و تتضافر تلك العوامل أيضا لإنتاج مجتمعات إنتحارية تنشد العدوان على من يفوقها قوة بآلاف المرات و كأنها مدفوعة برغبة في الفناء.
و لو جربنا تتبع أي من تلك العوامل من شحن إعلامي لفقر و فشل إقتصادي لما وصلنا إلا للفشل الحاد بالمنظومة المعرفية في آخر كل خيط على حدة.

3- وضع التعايش بين كلا من الخلفيتين المعرفتين الدينية و العلمية جنبا لجنب بنفس المجتمع:

و هو موقف عقلاني شديد التناقض و الغرابة - و كونه وضع إتزان مؤقت غير مستقر فهو يمثل أشد الأوضاع السابقة تفجرا و حركة - ليس بالضرورة نحو الأفضل - فهو إما للحداثة و تمثل الخطاب المعرفي الأقوى حسب قوانين العقل - أو عكس هذا الإتجاه لأحد الموقفين السابقين - العزلة أو الإنتحار.

و نظرا لكون هذا الوضع هو الأكبر نسبيا بمجتمعاتنا مقارنة بالموقفين الآخرين - فسنفرد له المداخلة القادمة.

يتبع ,,
06-10-2006, 07:13 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - بواسطة Waleed - 06-10-2006, 07:13 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الحضارة الغربية هي أعظم حضارة في تاريخ البشرية ... العلماني 30 1,784 09-22-2014, 02:54 AM
آخر رد: Dr.xXxXx
  السلفيون يبثون الرعب في مدرسة اعدادية وينزلون العلم التونسي الجواهري 0 571 04-04-2012, 07:06 PM
آخر رد: الجواهري
  أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية مراجعة لكتاب: روح الحداثة فارس اللواء 11 1,917 03-06-2012, 09:07 PM
آخر رد: فارس اللواء
  دور العقلانية الإسلامية في إعادة صياغة الوعي الثوري فارس اللواء 3 1,147 03-02-2012, 09:09 PM
آخر رد: فارس اللواء
  نسف نظرية الخلافة الإسلامية نظام الملك 11 3,238 12-26-2011, 01:02 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 13 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS