يا علي، ركز معي الموضوع ليس بالهوى والتشهي.

الشهيد نتفق معا أنه مرتبة من الله تعالى لمن يجتبيهم من البشر المكرمين، مثله مثل الأنبياء والصديقين، وهذا واقع شهيد الآخرة، الذي هو حي يرزق عند ربه، والذي يدخل الجنة في أول الناس بدون حساب، والذي يرتقي مع الأنبياء والصديقين إلى الفردوس الأعلى من الجنة.
وهذا لا يجوز لنا أن أن نصفه لمن لا يستحقه، ولا أن نتألى على الله، فنقول فلان شهيد وعلان غير شهيد، لأننا لا نعلم. باستثناء من ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد وعده بالشهادة.

شهيد الدنيا هو ما نعرفه، وهو المسلم الذي قتل في معركة صورتها إعلاء كلمة الله، ويكون الطرف المقابل من غير المسلمين.

المسلمين الذين يقتلون في معارك محقة ضد المسلمين ليسوا شهداء دنيا، كمن يقاتل مع الإمام العادل ضد البغاة عليه، هؤلاء وإن كان أجرهم عظيم بل وقد تصل مرتبتهم يوم القيامة إلى مرتبة شهداء الآخرة، إلا أننا في الدنيا لا نعاملهم معاملة الشهداء.

من قتل دون ماله وعرضه ونفسه ضد صائل عزيزي علي، هو شهيد بنص الحديث، إلا أنه يغسل ويكفن ويصلى عليه، إذن هو شهيد آخرة فقط، ولا يعامل معاملة الشهيد في الأحكام في الدنيا.

الزرقاوي قد يكون مجرما، وقد يكون بحاجة لأن يحاكم وتثبت عليه جرائمه، إلا أن لم يقتل إبان هذه الجرائم المنسوبة إليه، بل قتل إبان معركة مع المعتدين الأمريكان.
من يقتل في معركة مع الأمريكان أو الإسرائيليين، نعامله معاملة الشهيد، فلا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه، ويدفن في ثيابه، ولو كان هذا الشخص قاطع طريق. ثم قد أفضى إلى ربه، ولا سبيل واضح أمامي للتحقق من أن الجرائم المنسوبة إليه هو فعلا من قامها وليست أمريكا، على أنني أقر لك أنه مذنب بتكفير فريق من المسلمين تحكما دون دليل، على أن إخوتنا في العراق قد أعانوا على أنفسهم من حيث يدرون أو لا يدرون.