كالعادة، نسمع مزاودات رخيصة و"لاءات" وموقف طفل يبكي في الزاوية وكلما سألته ماذا به، هز برأسه وبكى قليلاً وقال: "بديش" ...

طيب شو بدك يا إبن الناس؟

ولكن قبل هذا علينا العودة من جديد والتأكيد على هذا:

"حماس خائنة" منذ البداية عندما أسس مؤسسوها حركة قائمة على أيديولوجية طائفية استوردت نتنها من حظيرة "حسن البنا الساعاتي وسيد قطب". ماذا "خانت حماس"؟
خانت "الوحدة الوطنية" و"المصير المشترك والتراب المشترك" لجميع الفلسطنيين. خانت "المساواة في الهم والمساواة في الوطن والمساواة في الحل".

كل "حمساوي" هو "خائن" صغير وعدو "لفلسطين القضية والوطن" لأنه تنكر في حلوله "النظرية والأيديولوجية" لحقوق كل من هو ليس على ملته أو على ملة شيوخه.

حسناً، لنر الآن أشياء أخرى :

قرف الشعب الفلسطيني من العراقيل والعقبات التي يتعرض لها وقرر انتخاب حماس علها تكون خياراً موفقاً يستطيع أن يخرجه من "الحلقات المفرغة" التي يدور بها منذ أعوام. فماذا كانت النتيجة؟

كانت مثل ما قلناه فوق ومثل هذه "المواقف العنترية" التي "يزأر" بها صاحبنا "الخرفان الأخضر" هنا. "لا" لهذا و"لا" لذاك، و"الاقتصاد في الأرض" و"المبادرات السياسية معدومة" والمواقف الأيديولوجية "مشحّره" و"خليها على ربك يا مواطن".

المشكلة أين؟
المشكلة أن المتضرر الأول من بقاء الحال على هذا المنوال هو الشعب الفلسطيني نفسه الذي اصبح لا يعرف إلا طعم الموت والجوع و العذاب. هنا، نحن بحاجة "لمشروع سياسي" - وإن على صعيد المناورة- يستطيع أن يحدث حراكاً في الساحة السياسية.

أهون شيء بالعالم هو "لاءات حماس". فهذه "اللاءات" لا تجعل "حماس" تتحمل أي عبء في تحسين الأوضاع ولا تحملها أي مسؤولية للمبادرة. وأصعب شيء هو محاولة للخروج عبر "مشروع سياسي" يفك ضائقة الشعب ويحقق ولو بعض أمانيه وفي نفس الوقت لا يفرط بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.

موقف "حماس" حتى اليوم هو موقف "لا مسؤول" ينفع في "المعارضة" (وهذا ما فعلته وكبرت عليه طوال تاريخها) ولا ينفع في "السلطة". ولربما تحسب "حماس" بأنها سوف تطعم الشعب "شعارات" و"مزايدات وطنية" (كالتي ترونها في خطاب صاحبنا فوق) ولكن ليس إلى أجل بعيد. فلو بقيت "حماس" في السلطة (وأنا أتمنى لها ذلك) فإن عليها أن "تتبنى مشروعاً سياسياً قابلاً للتفاوض " أو أن "تستقيل". وسواء اختارت الخيار الأول أو الثاني فإن هذا يعني "فشل شعاراتها الحلية"، وهذا كاف في هذه المرحلة.

الغريب أخيراً، هو موقف "حماس" من "الاستفتاء"، فهي تخاف - كما يبدو - من تسليم زمام المبادرة للشعب الفلسطيني. وهي تريد أن تكون وحدها من يتحدث باسم هذا الشعب، ولكن ماذا لو تحدث الشعب باسم نفسه عبر استفتاء شعبي؟
سوف نكون أمام نتيجتين: إما رفض "وثيقة الأسرى" أو "قبول لها". في حالة الرفض، سوف يتأكد بأن "العته الحمساوي" قد نخر رؤوس أغلبية الشعب، ولكنه من ناحية أخرى سوف يضع "حماس" من جديد أمام مسؤوليات "تحريك الأوضاع" لان الله لن يرسل لنا بالمن والسلوى من السماء.
في حالة القبول، سوف تكون أغلبية الشعب الفلسطيني "خائنة" - مثل كاتب هذه السطور بعرف صاحبنا الخرفان الأسود- وهذا ما عليه أن يدفع "حماس" إلى التحرك على اساس هذا المطلب "الشعبي" أو "الاستقالة".

والأيام آتية ..

واسلموا لي
العلماني