المسألة اعقد من انه انتصر او هزم ، المسألة هي اله الاعلام الامريكية الجبارة التي تستطيع صنع الاحداث والشخصيات ، ابو مصعب مات ولكن الاتجاه الذي يمثله مازال مرحباً به في "المشهد العراقي" ،اذ كيف يمكن للشيعة او اللبراليين الجدد او الاكراد ، ان يحكموا بدون بعبع سني يبرر لطريقتهم في الحكم ؟
ما لا يفهمه البعض هو ان الميديا الامريكية صنعت من ابو مصعب شخصية شريرة كتكملة لشخصية صدام ، ليظل سبب شن الحرب قائماً ، فالميديا الامريكية بالغت وبذلت مجهودا كبيرا في صناعه شخصية صدام كشخصية كريهه بالغة الكراهية حتي لقاربت ان تدعي انه مسخ من كوكب اخر ، او متحول جيني يرتدي قناعاً يظهرة كانسان ، صنعت هذه الشخصية بحيث يصبح مجرد وجودها في الحكم سببا كافيا لشن الحرب علي الدولة التي تحكمها ، وبين يوم وليلة ، وجدت هذه القوات ان الشخصية الكريهة قد زالت من الحكم وبالتالي فقد انتفي سبب وجود هذه القوات ،وهنا ظهرت ضرورة صناعة شخية تسد هذه الفجوة ، ووجدوا ضالتهم في حبيبكم الزرقاوي الذي تم تركيز الضوء عليه وربما تنفيذ بعض العمليات باسمه" لمساعدته ".
فطالما بقيت القوات الامريكية في العراق فتستمر صناعة شخصيات تحمل اللواء من صدام والزرقاوي وتواجه امريكا والحكومة.
وجود القوات الامريكية خارج امريكا ليس بالامر السهل ، فامريكا ليست برطانيا ، وشعبها يؤمن ان له رساله الحرية التي يؤديها ضد الاشرار ، وما نراه في العراق لهو مجرد محاولة لتطمين الشعب الامريكي بان امريكا لم تضل الطريق ، وانها مازالت تحارب الاشرار.
وحتي الحكومة العراقية لها مصلحة في الاهتماام المبالغ به بهذه الشخصيات الهامشية والقزمة في المشهد العراقي ، فهذه الحكومة في وضع لاتحسد عليه فهي تشعر بحكم الظروف انها فاقدة للشرعية لذلك فهي تحاول ان تكتسب شرعية من اي حرب وهمية ضد اي اي شئ وضد اي شخص ففي العالم الثالث تكتسب الشرعيات بالحروب وهذا ما يعيه حكام بغداد الجدد جيداً.

وبناء علي ما سبق ، فانني اظن ان اي مقاوم سيتقدم للحصول علي مكانة ومكان الزرقاوي سيلقي بالترحيب من الجميع ، فلربما سيخرج علينا ابو سفيان الحارثي ، او ابو الدرداء المصري او ابو بربور الفاسي ليؤلب السنة علي الرافضة والاكراد الكفار وتوعدهم بحز رقابهم ، وحينها سيجد الاهتمام من البيبي سي والجزيرة والسي ان ان وتلهج الالسنة بشتيمته وتكتب المقالات وتسيل براميل الحبر و انهار الدم مرة اخري...

تحية