اقتباس:الاستفتاء ردة عن الديمقراطية التي ما فتئ بعضهم يتاجر بأنه لم يجهضها كما فعل غيره!!

الاستفتاء خطوة غير ديمقراطية لثلاث أسباب:

1- أنه التفاف على خيار ديمقراطي لم يأخذ حظه من التجربة بعد.

2- أنه يطرح بعيدا عن مؤسسة الديمقراطية الرسمية (المجلس التشريعي)، وبالتالي فهو التفاف على إرادة نواب الشعب المنتخبين ديمقراطيا.
إنه التفاف بطريقة غير دستورية ولا قانونية وبالتالي فهي ليست ديمقراطية

3- أنه يستغل معاناة الناس والحصار المفروض عليهم داخليا وخارجيا ويسوق لهم الاستسلام كما سوق السادات كامب ديفيد، وكما سوق الحسين وادي عربة، بل وكما سوق صناع أوسلو (جريمة) أوسلو!

رفقاً بعقول القراء يا "اسماعيل"، فأنت تصف "اللجوء إلى الشعب بشكل مباشر" كي يقول كلمته "بالردة عن الديمقراطية" .. "بحياة ربك، كيف زبطت معك هاي"؟:)

كل ما يطلبه "أبو مازن" اليوم، في ضوء الوضع السيء الذي يمر به شعبنا الفلسطيني، هو أن يفكر الشعب الفلسطيني بدون وسيط بحياته ومستقبله، ويقرر على ضوء هذا التفكير إن كان يقبل أو يرفض مقترحات واضحة تطرحها "وثيقة الأسرى".

"أبو مازن" هو رئيس السلطة الفلسطينية، انتخب من الشعب ويستمد سلطاته من الشعب. وها هو يلجأ إلى "الشعب بشكل مباشر" ودون وسيط، وهذه هي "قمة الديمقراطية" التي تعني "حكم الشعب".

ليس هناك من "مادة قانونية" تمنع "أبو مازن" من هذا الخيار "الديمقراطي بامتياز". صحيح، ليس هناك مادة تقول بوجوب الاستفتاء، ولكن ليس هناك من مادة تمنعه أيضاً، والقاعدة "الفقهية والقانونية" العامة المعروفة هي أن "الأصل في الشيء الإباحة" وليس المنع.

ما يطلبه "أبو مازن" هو بسيط ومشروع و"قمة الديمقراطية الحقيقية"؛ فليس هناك "ديمقراطية حقيقية" أكثر من دعوة الشعب إلى قول كلمته بصورة مباشرة واضحة في أمر من الأمور، دون اللجوء إلى "وسطاء "غير مباشرين" كنواب البرلمان أو غيرهم.

رئيس السلطة الفلسطينية يقوم بمثل ما قام به "ديغول" وغيره من القادة الكبار في الظروف المصيرية. إنه يلجأ إلى الشعب مباشرة كي يبت في أمر يشكل إحدى المصالح العليا للشعب العربي الفلسطيني، فما المشكلة في هذا؟ ولماذا لا تقبل "حماس" بحكم من أعطاها السلطة ومن أجلسها في مجلسها؟ لماذا يخاف "الحمساويون" الشعب وقراره؟ .... غريب !!! هل يخافون على الشعب الفلسطيني من أن يبيع قضيته؟ هل هم "ملكيون" أكثر من "الملك"؟

بقي أن "أوسلو" يا "حجي" هي من أجلست "حماس" في السلطة اليوم، وهي من قربت الفلسطينيين أكثر من دولتهم "ألمستقبلية". هنا، لا نستطيع أن نقارن "مبادرة أبو مازن" "بالسادات" أو "بالملك حسين". "فالمرجعيات" ليست واحدة، و"حضور الشعب الكامل" في "الاستفتاء" المقترح ليس لعباً "من تحت الطاولة" أو "حك لي تاحكلك"، ولكنه قرار عاقل يصدر عن شعب صاحب قضية في وضح النهار.

واسلم لي
العلماني