عزيزي كناديان،

اقبل اعتذاري إن كنتَ ترى في مداخلتي تهجما عليك أو استزادة في ما شعرتَ أن "آمون" يغتابك فيه.

عزيزي، أنا شخصيا، كما لا بد أنك تلاحظ وترى، لم أتعرض لك لا من قريب ولا من بعيد. والزميل آمون ، كما أرى، رغم أنه قد يكون استعان ببعض ما قلتَه، لكنه لم يعلن بأنك المعني بكلامه، فهو ينتقد حالة ولا ينتقد شخص.

فإن كنتَ ترى أن كلامه يعنيك ويصيبك، فهذا دليل أنك لا زلت تتمتع بحس مرهف وأن الأمل قائم بإمكانية تخطيك لمشكلتك لأنك تشعر بها وواعٍ لوجودها.

أما إن كنتَ ترى أنها لا تعنيك ولا تمسّك، فلمَ تنزعج إذن؟!

كن سعيداً أنك بإحدى مداخلاتك، أو بجزء من أقوالك ساهمت مع الأخ "آمون" في انتقاد ما لا ينبغي أن يكون ومحاربة ما لا يجب أن يوجد.

أما بخصوص مداخلتي، فكما ترى، هي فكاهية لا أكثر.

أنا لم أثبت ما قاله آمون بشأن بعضهم، بل بكل بشاطة قدمت مادة كنتُ أعتقد أنها فكاهية ، سلسلة لا تنتهي من المتناقضات وأوساطها لتثري الموضوع بالهراء الذي يمكن أن ينتجه عقل لا يعي ما يقول، أو ربما، يعي ما يقول أكثر مكن اللازم.

الحقيقة أنني لا أدري سببا لثورتك العارمة في مداخلتك الأخيرة وشتمك للأديان والآلهة، خاصة أن العزيز "آمون" معروف بصيته الذائع بين الملحدين.

فهو إذن، بعد توبتك وعودتك إلى رشدك، أقرب إليك منه إليَّ أو إلى الدينيين عموما، فعليك إذن أن تشتم التوبة والرشد والانفتاح والاستيقاظ من سبات الدين لأنه هو الذي ساهم في فتح أعين آمون على ما يراه من معضلة وانتقده لها، وبالتالي فإن توبته عن الدين واستيقاظه من سبات الإيمان هو الذي كان سببا في طرحه لموضوع آرقك وأزعجك.

أما الدينيون، الذي شاركوا في الموضوع مبدين إعجابهم، فلا أعتقد ولا أشك ولا أرى ولو للحظة واحدة أنهم فعلوا ذلك لاعتقادهم بأنك هو موضوع الموضوع (أي موضوع الانتقاد)، ولكن يا صديقي هي حساسيتك المفرطة التي حملتك على هذا التفكير.

فأنت اعتقدت أنك، الآن وقد حملت لواء الإلحاد ونفضتَ عنك الأديان، فإن المتدينين والمؤمنين سيرذلونك وسيلاحقونك ويتعرضون لك، وكأني بنا أيام الجاهلية أو إزاء حروب الردة.

وهنا أنت يا صديقي، الملحد و/أو اللاديني، مخطئ.

ولكن، رغم كونك شتمتنا بلا داعٌ، وأسأت إلينا واتهمتنا بما ليس فينا ولا منا، فإنني شخصيا وباسمي الخاص، أسامحك على هذه الزلة. كما وإنني شخصيا أعتذر إليك عما لم يبدو مني ولا مني صدر، وأخيرا أعلمك بأنني أكنّ لك المنزلة نفسها التي كنتُ أكنها لك قبل أن تلحد. منزلة أخ في الإنسانية ، حر وواعي وراشد، يحق له أن يتخذ ما يراه مناسبا من قرارات طالما أنه لا يطال حريتي وحقي في الحياة مساويا له في كل شيء.

وتقبل هذه:wr:

(وردة أكبر من وردة "حارس السراب" نكاية به)

تحياتي القلبية


PS: شاركت في الموضوع للترويح عن نفسي ولبث روح النكتة، فإذا بها تنقلب غما ويأسا