زميلنا العراب، لم يكن النقاش بشكل أساسي لك، فأعتذر إن أهملت الإجابة على ما يشبه الأسئلة.

أخي الحبيب علي نور الله

الشهيد يقسم ثلاثة أقسام،

شهيد دنيا، شهيد آخرة، شهيد دنيا وآخرة.

شهيد الدنيا والآخرة هو من يقتل في معركة ضد غير المسلمين لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، صادق النية، مقبلا غير مدبر إلا تحرفا لقتال أو تحيزا لفئة. وهذا لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه، ويدفن في ثيابه وجراحه، وهو في الدرجة العليا في الجنة، مع الأنبياء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا. ويستوي في ذلك من استشهد في جهاد الطلب ومن استشهد في جهاد الدفع ومن استشهد في رد الصائل إن كان الصائل من غيرنا.
وسيد الشهداء هؤلاء هو سيدنا حمزة عليه السلام.

شهيد الآخرة هو أحد مجموعة من الذين ذكرهم رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم
قال صلى الله عليه وآله وسلم: الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله، المطعون شهيد، والغِرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله أو دون دمه أو دون دينه فهو شهيد.

ويدخل فيه من يقاتل البغاة والمارقين من المسلمين، على أن يكون قتالهم تحت راية الإمام المبايع الشرعي، ويدخل فيه من يدفع عن نفسه الصائل على أن يكون الصائل ليس جيشا من غيرنا، كأن يقاتل قاطع طريق أو وحش مفترس، ويدخل فيه من يقتل لكي يفتن عن دينه كما حدث مع سادتنا ياسر وسمية رضي الله عنهما، ويدخل فيه من يقتل لأنه يقول ربي الله ولأنه يأبى الخضوع لانحراف عن منهج الله، كمقتلة عثمان والحسين وابن الزبير. هؤلاء في الآخرة شهداء، إلا أننا نغسلهم في الدنيا ونكفنهم، ونجهزهم جهاز الموت، ثم نصلي عليهم.

ثم هناك شهيد الدنيا، وهو من يقتل في معركة صورتها أن تكون كلمة الله هي العليا، وضد غيرنا، سواء أكان الجهاد دفعا أو طلبا، على أن الطلب لا يقع إلا تحت راية الإمام. إلا أن هذا الإنسان عنده فساد نية أو ذنوب بحق العباد لا يمكن غفرانها وتجاوز البريئ المسفوك دمه.
ومثال عليه قزمان، الذي ظنت الناس أنه في الجنة لقتاله الشديد في معركة أحد، وقال عليه الصلاة والسلام قزمان في النار، وحين سئل عن نيته قال إنما أقاتل على أحساب قومي. ثم بعد أن قتل، عامله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معاملة سائر شهداء أحد. فهو شهيد دنيا إلا أنه ليس بناج يوم القيامة.

أخي الحبيب، نحن نتبع ولا نبتدع، وليس الشهيد بالنسبة لنا لقب نفاخر فيه العالمين، بل هو أحكام عملية للتطبيق، أما شهيد المنزلة العليا يوم القيامة فلا سبيل لمعرفته ما لم نخبر من علام الغيوب.
الشهيد بالنسبة لنا هو من قتل في معركة صورتها أن تكون كلمة الله هي العليا، ولو عدم الإمام، لأن ليس كل القتال يتطلب وجوده، والقتال في العراق لا يشترط وجود إمام مطلقا ولا في فلسطين ولا في سائر البلاد المحتلة. على أن تكون هذه المعركة ضد غيرنا ليس ضد فريق منا. هذا المقتول بهذه الكيفية هو شهيد دنيا، لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ويدفن في ثيابه، وقد يكون عند الله أول من تسعر به نار جهنم، وقد يكون من الناجين، هذا يحتاج بحث في نفس الشخص مطول لا نعرفه، قد يتمكن القاضي الشرعي أن يجري شيئا منه، على أن غياب المدعى عليه بالموت يسقط القضايا الجزائية عليه، وتبقى الحقوق المدنية.

كلمة شهيد ليست مدحا ولا ذما، هي وصف حال ومجموعة أحكام.