قد جعلتني أتبسم يا علي، ركز فيما كتبته سابقا يا علي، ولا تخلط علي هداني الله وإياك.

من ذكرناهم من مطعون وغريق ومن يقتل في سبيل الله في غير المعركة المعروفة هم ليسوا أبدا شهداء دنيا، بل شهداء آخرة.

شهيد الدنيا هو من يقتل على صورة الشهيد، وقد تكون نيته حسنة فيكون شهيد آخرة ايضا، وقد تكون نيته سيئة فيكون شهيد دنيا فحسب.

أما سمعت بمثال قزمان؟

قزمان رجل قاتل في أحد حتى ارتث، وقال الناس قزمان في الجنة، فقال الحبيب المصطفى قزمان في النار، فقيل لقزمان قد أبليت البلاء الحسن في سبيل الله؟ فقال إنما قاتلت على أحساب قومي، ثم انتحر. قزمان هذا عومل كسائر شهداء أحد في الدنيا، فدفن بثيابه دون تغسيل ولا تكفين.

شهيد الدنيا يا علي ليس بالضرورة أن يكون ناج، شرطه أن يقتل في معركة مع غيرنا، على صورة إعلاء كلمة الله. ثم قد يكون المقتول فاسدا في ذاته، هذا يحاسبه الله. ما يعنينا نحن كيف نتعامل مع جثته.

شهيد الآخرة مثل سادتنا الحسين وعثمان وابن الزبير وسمية وياسر وزيد بن الدثنة وخبيب بن عدي، كل هؤلاء يغسلوا ويكفنوا ويجهزوا جهاز الموت، ويصلى عليهم، صلى عليهم الله وملائكته وتقبلهم القبول الحسن.

شهيد الدنيا والآخرة مثل سادتنا حمزة ومصعب بن عمير وحنظلة الغسيل، هؤلاء لا يغسلوا ولا يكفنوا ولا يجهزوا جهاز الموت، ولا يصلى عليهم، ويدفنوا في ثيابهم ودمائهم، ومنزلتهم مثل منزلة شهيد الآخرة عند الله.

شهيد الدنيا، هو من يقتل في صورة الشهيدن في معركة بيننا وبين غيرنا، صورة المعركة إعلاء كلمة الله، لا نبحث هنا في النية، عالمين أن من كانت نيته إعلاء كلمة الله كان هو الشهيد عند الله، ومن كانت نيته غير ذلك فشهادته يأخذها ممن أشركه بالله في العمل. على أن الشهادة لا تسقط حقوق العباد من دم ومال وعرض. نبحث هنا كيف ندفن الميت المسلم الذي قتل في هذه الحالة، فندفنه دون غسل ولا تكفين ولا صلاة بثيابه ودمائه.

الزرقاوي مخطئ قطعا بتكفيره فريق من المسلمين، ومخطئ باستهدافه الأبرياء، مصيب باستهدافه الأمريكان وأعوانهم.
لو قتل الزرقاوي في معركة مع بعض ضحاياه لما بحثنا هذا البخث، لكنه قد قتل في معركة مع أمريكا، وأي معركة مع أمريكا على أرض العراق صورتها قطعا هي إعلاء كلمة الله، لأن الله يريد منا أن نخرج أمريكا من العراق.
لأن الزرقاوي قتل في هذه الصورة فهو شهيد دنيا، أما أن يكون شهيد آخرة فأنا لا أجرؤ أن أعطيه اللقب ولا أن أحرمه منه، لأن في ذلك تألي على الله تعالى، لكنني أجرؤ أن أقول أن مقتل الزرقاوي على صورة الاستشهاد لن يعفيه من حقوق العباد المتعلقة برقبته يوم القيامة، من دماء وأموال وأعراض.