اقتباس:  كمبيوترجي   كتب/كتبت  
أنا لا أتفق مع تسمية فرقة ضالة وفرقة منحرفة!!! فكل يظن في قرارة نفسه أنه يتبع الحق لقناعاته، لأن ما يتبعه موافق لهواه ...

فحتى السلفية الذين يتبعون السنة الشريفة وما ورد عن السلف الصالح رضوان الله عليهم جميعا، فالأحاديث النبوية الشريفة تم تدوينها بعد 200 عام أو ينيف من موت النبي عليه الصلاة والسلام، وعمر ابن الخطاب رفض تدوينها، وبقي الحال على ما هو عليه إلى أن أتى أحد الخلفاء العباسيين وطلب أن يتم تأسيس مذهب خاص به يجتمع تحته جميع المسلمين إلى نهاية القصة طبعا (وهذه هي القصة التي أعرفها ولا أدعي أنها صحيحة وإن لم تكن سأكون شاكرا لمن يصحّحها) ... طيب هذه الفجوة الزمنية الطويلة! هل تضمن أن كل الأحاديث التي وردت عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام كلها صحيحة؟ سنقول أن التصنيفات وضعت، أوكي ولكن ألا يحتمل وجود أخطاء في هذه التصنيفات نفسها؟؟؟

أخي الكريم

أولا: الأحاديث كانت تُكتب حتى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنهي إنما كان للصحابة في مجلس كتابة القرآن لا في كل وقت وآن، ودليل ذلك صحيفة عمرو بن العاص المعروفة بالصادقة وصحيفة علي وغيرهما

مع مراعاة تقديمهم كتابة القرآن على الحديث لندرة وسائل الخط والكتابة في ذلك الوقت والحين، فكانوا يحفظون السنة حفظا ولا يُخشى نسيانها على أؤلئك النفر من الصحابة، لا سيما وقد نقلها عنهم عدد كبير من التابعين وتابعيهم، ولا يُشترط في السنة نقلها بحروفها كما القرآن العظيم المعجز بكل حرف من حروفه ورسمه.

ومع هذا فإن الحديث قد دون على عهد عمر بن عبد العزيز أي بعد أقل من تسعين سنة من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وما زال بعض الصحابة على قيد الحياة، والعبرة بالحفظ والضبط لا بالنسخ والخط، وكان العرب في ذلك الوقت أضبط الناس، ولا أعرف نهيا لعمر عن تدوينها فهل عندك في هذا أثر أخي الكريم؟

وأما العباسيون فلا علاقة لهم بتأسيس مذهب على جمع الحديث، بل كان من العباسيين من هو على السنة والكثير منهم كانوا بعد ذاك على مذهب المعتزلة في أوج عصر ظهور دواوين الحديث، وكان بعضهم قمة في السوء مع أهل الحديث، لا سيما مع الإمام أحمد صاحب أكبر دواوين الحديث.

ثانيا: وأما احتمال الخطأ فقد كان واردا بل وواردا جدا وكذلك الوضع والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن أين أنت عن علم مصطلح الحديث الذي ظهر لينقح ويحمي هذه السنة المطهرة من كيد أؤلئك الحاقدين العابثين حتى بلغ بعض أهل الحديث بتلك العلوم إلى المئة وصنف ابن الصلاح كتابه في خمس وستينا نوعا سماه بـ علوم الحديث والمعروف بين أهله بـ مقدمة ابن الصلاح.

ثالثا: وهذا الأهم أن كل مسلم سلفيا كان أو أشعريا أو صوفيا أو ماتريديا أو كان جامعا لعدد من تلك المسميات أو بعضها فهو لا يستطيع مجاوزة الحديث في حال من الأحوال، وهذا باختصار ما عليه فرق السنة وكذلك الشيعة دون خلاف، لكن يبقى أهل الحديث أعلم بالصحيح من غيرهم والناس يأخذون عنهم وبقولهم كما يأخذ المرء عن الطبيب.

وعليه فالأسلم والسليم أن يقول المرء إني مسلم أقتدي بهدي الحبيب، فهو صلى الله عليه وسلم التطبيق العملي للقرآن العظيم، وما هديه إلا في حديثه الصحيح السليم.