الحكيم الرائى

الحوار كان حول موضوع مختلف حول التماهى الايديولوجى الارتزاقى وبشكل طوعى مع ايديولجية العدو... وليس حول خصوصيات الوضع الفلسطينى


لكن هذا لن يمنع للتعليق على ما قلت

( مثلا يعنى يقول انا احدهم من عرب ال 48 رغم عنى عقدت صلحا مع اسرائيل وحملت جنسيتها وتعهدت الا اقوم باى عمل عدائى ضدها لان هذا واقع فرض على)


وجود هذا الفلسطينى فوق الجغرافيا الفلسطينية يعتبر ضمن المفاهيم الصهيونية الكلاسيكية ذروة العدائية..ليس جوهر الموضوع ان الفلسطينى الموجود داخل مايسمى باسرائيل ان يحمل الجنسية الاسرائيلية بل هو انه موجود فوق جغرافيا وطنه .. فى صراع العوامل الديمغرافية تلعب فيه دورا لا يقل عن القنابل النووية والتوازنات العسكرية


(ان ماحدث لعرب ال 48 هو مايحدث للعالم كله الان )

لا هو لا يشبه اى شىء اخر فى العالم المعاصر انها ليست عملية حركة سكانية طبيعية وطوعية او مجرد موضوع اقليات بل هو اخر جيوب حركات الاستيطان الاستعمارى المعاصر فى العالم الحديث .. وهذا ما يعطيه خصوصية شديدة فى ثقافة العالم المعاصر ويفسر التركيز الشديد عليه و تحولها التدريجى لمركز استقطاب للقوى الليبرالية التحررية فى العالم


(لكن مثلا بعض الناس يقبل ان يقيم الفلسطينيون سلاما مع اسرائيل ولايقبلون ان يفعل هذا احدا غيرهم كأن الفلسطينيون)

انت الحكيم الرائى فى مصر لست مضطرا وليس لديك مصالح لان تتعامل مع وقائعك بنفس المنطق الذى يتعامل معه فضل مع وقائعه فى فلسطين ... ليس المطروح فى كل العمليات القائمة السلام بالمعنى الاخلاقى و الايديولوجى بل هو ادارة لعملية صراعية حتى لو نشا اتفاق سياسى ما ستظل العملية الصراعية مفتوحة حتى ولو بوسائل اخرى..لاسباب تتعلق ببنية الصراع نفسه وليس برغباتنا .. فى اطار هذه العملية اسرائيل ومعها اميركا معنية بتوفير عمليتين الاولى وهى عزل الفلسطينيين عن كل رصيدهم الاستراتيجى وامتداداتهم وعناصر قوتهم الاقليمية لدفعهم نحو حالة من الاختناق والاستسلام وثانيا توفير بيئة استراتيجية مناسبة تتقبل ليس وجود اسرائيل ( فهذا الشىء قبله العرب رسميا وبالاجماع فى قممهم ورفضته اسرائيل ) بل هو قبول الدور الوظيفى لاسرائيل فى المنطقة كمركز لاطراف مجزاءة..ماهى مصلحتك انت فى ذلك ان تدخل فى شكل من اشكال العلاقة التى يقصد بها اضعاف الفلسطينيين والخضوع لمركز جديد وانهاء ذاتك كحالة بلا مشروع وبلا احلام وبلا قضية او هوية ومسلط فوق راسك 200 راس نووى قادرة على ابادتك
بالمعنى السياسى العملى لا احد يعتب عليك عندما تتعامل وتناور مع وقائع قهرية ووفقا لمصالحك اذا كنت صانع سياسة ... المشكلة هنا ( ونحن هنا لسنا صناع سياسة بل مجرد مثقفين عرب وقد نشكل بشكل او باخر حالة ضميرية ) المشكلة تبدا عندما يتم تسويق هذه المناورات السياسية بصيغة ايديولوجية وانكسار روحى شامل وتسويق نفسك انك امتداد مسخ لايديولوجيا العدو العنصرية


(((وبعض الناس يقبل ان يقيم الفلسطينيون انتخابا تحت الاحتلال ويرفض انتخابات عراقية تحت الاحتلال ))

وهنا انت ايضا تخلط الاحداث فالانتخابات فى كلا المكانيين يعبران عن حاجات مختلفة تماما ولا وجه للمقارنة بينهما بتاتا

((نحن الشعب الفلسطينى الشعب الوحيد الذى يحق له عقد مفاوضات سرية او علانية مع العدو الصهيونى ))

هنا ايضا انت لست دقيقا... نحن اخر من دخل هذه العملية فى المنطقة ودفعنا لها اضطراريا بعد ان نجحت الية العزل التى شرحتها اعلاه والتى لم تفيد اى طرف عربى بتاتا ولم تحسن فى وضعه من اى ناحية بل اصبحت دولة تاريخية ومركزية مثل مصر بلا وزن استراتيجى او قيمة وفى حالة ركود سياسى واقتصادى وروحى ( فى السياسة عندما ترضى الخنوع و وترضى ان تفقد دورك الاستراتيجى فانك تفقد كل شىء .. الاقتصاد.. والحرية.. والخبز .. والاحلام..بل والقدرة على التحرر الفكرى والتقدم )... ونحن والاهم وعلى خلاف كل الاطراف الاخرى ليس لدينا خيار مفاوضات فقط بل خيار حرب وايذاء ايضا ونمارس كليهما بالرغم من الغياب المطلق لتوازن القوى

نحن لسنا عبئا عليك بتاتا يا صديقى ...انت فى دولة لها اتفاق سلام كامل مع اسرائيل منذ ربع قرن .. كل الدعم ( اذا استثنينا العربية السعودية ) الذى يتلقاه الفلسطينيين مصدره غربى واروبى تحديدا ومن القوى الليبرالية والتقدمية والتى معظمها ليس عربى