أنا - وأعوذ باله من كلمة أنا- لأني - مثلاً- امرأة ومنتفتحة على العالم أخذت السؤال بظاهره وببساطته وأسقطته على فرديتي.. فقط.. ففكرت على طول بأني امرأة سائحة في دهاليز مدينة تيبليسي القديمة في جوريا مثلا.. وأواجه سؤالاً: من أين أنتِ؟ فأرد، أنا عربية.. لأني لو قلت يمنية لما عرفوا وين الله حاط اليمن :23: .. قصة الشعب والتاريخ والانهزامات وخيبة الأمل هذه لا تعنيني.. كل مايعنيني أنني عربية لأني هذا الشيء الذي أعرفه وأنتفع به.. وهذا الشي اللي يقاسمني فيه أناس كثيرون سياسياً وعرقياً جبلوا على هذه الهوية وأشعر بالانتماء لهم والتضامن..
.
.
.
في مرة من المرارير، سألني أحد أصدقائي، هل تتزوجين بأجنبي؟ فأجبته: ولا على جثتي.. فاستغرب من ردي وقال لي، ليش؟ قلت: لأنو مابيتكلم عربي.. كيف أقدرأنكت معه :D .. بجد.. كيف أقدر أسترسل معه في حديث جاد أو هزلي ونحن لا نتكلم نفس اللغة المريحة العفوية.. بيكفي بالشغل نحكي انجليزي لما تطلع أرواحنا :mad2:
.
.
.
أول مرة تبرعت بها في حياتي بمبلغ محترم (نوعا ما) كنت في حفلة نظمتها النساء الكرديات في امستردام دعما لحركة السحاقيات في نيكاراجوا.. في امستردام كنت أشعر أن أقرب النساء لي كن الكرديات.. لا أعرف السبب ولكني أعتقد أن هذا هو جوهر الشعور الاختيار "الذاتي" بالانتماء والاعتزاز بهوية ما حد الدعم والتضامن، والقرب أيضاً..
.
.
.
حبيت جدا ما قالته ديـنــا الحمصية الذكية اللي بتفكر (f). فتعدد الهويات مقياس لمدى قوة الفرد وسعة شعوره بحريته ونبذه للعنصرية.. مايضير أن يكون محارب النور الكردي عربياً، وأن تكون فيلكيس كردية.. أن نكون فرنسيين وعرباً وأكراد مرة واحدة.. بعيداً عن أوراق ثبوت الهوية، أنا اتحدث عن اتنماء فردي له علاقة بتوجه فكري فردي أيضاً..