{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مرة بعد مرة : تثبت الليبرالية العربية أنها عاهرة قطاع عام
حسان المعري غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,291
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #16
مرة بعد مرة : تثبت الليبرالية العربية أنها عاهرة قطاع عام
حازم صاغية
Wednesday, 07 June 2006
حين ظهر معارض سوريّ يقيم في واشنطن على إحدى الشاشات العربيّة، قال ما مفاده إنه يفضّل القيم العربيّة في الرجولة والشهامة والكرامة على القيم الأميركيّة
وانه ينوي لعائلته وأبنائه العيش في ظلّ القيم المذكورة. لكن المعارض هذا لم تتراخ صلابته في طلب الديموقراطيّة لبلاده، ولا تراخى تمسّكه بالتعهّدات والشعارات التي سبق للرئيس جورج بوش أن طرحها على العالم.
وهو بعض ما ينمّ عن تناقض بعيد الدلالة بين ليبراليّة عربيّة «قديمة» تسعى وراء القيم التي يمجّها المعارض السوريّ، كما يمجّها أبو مصعب الزرقاوي وصحبه، وبين أخرى «جديدة» تلهث وراء الموقف السياسيّ الأميركيّ كائناً ما كان.
فإذا صحّ التعيين هذا، وهو في أغلب الظنّ صحيح، جاز التساؤل: ماذا سيفعل ليبراليّو المحاكاة المطلقة للسياسة الأميركيّة إذا ما غيّرت واشنطن جدول أعمالها وطوت موضوع الديموقراطيّة؟ وهذا كي لا نتساءل عن الخطّ الذي قد يعتمده «الليبراليّون الجدد» فيما لو وصل الديموقراطيّون في 2008 الى البيت الأبيض؟
لكنْ حتى في ظلّ الإدارة الراهنة، تزدحم الإشارات الدالّة إلى تعديل في الوجهة الحاليّة (؟)، يندرج فيها البحث الأميركي عن «استراتيجيّة خروج» من العراق، والقبول بمحاورة إيران، وتبريد الجبهة مع سوريّة، فضلاً عن ميول يعبّر عنها بعض الجمهوريين التقليديين، كجيمس بيكر، الى مراجعة النهج البوشيّ - المحافظ الجديد.
فهل سيقلّد «الليبراليّون الجدد» في ربوعنا اللهاث القديم للشيوعيين العرب وراء مواقف موسكو من فلسطين والوحدة وغيرهما من قضايا أثيرت عهدذاك، حين راحوا يتمايلون ذات اليمين وذات اليسار تمايُل السياسات التي ينهجها الكرملين؟
يساور المرء أن «الليبراليين الجدد» موشكون على محنة ربما كانت قاضية، لن يخفّف من وقعها إلا ضآلة حجمهم التي تقلّل الانتباه اليها. وهي محنة كانت قد لاحت نُذرها مع أيلولة السياسيّ العراقيّ أحمد الجلبي الى هامش هامشيّ في سياسات بلده، ثم ظهّرها انسداد الأفق اللبنانيّ بعد «ثورة الأرز» حيث تبدّى، بين ما تبدّى، أن تحالف الطوائف شيء وبناء كتلة تاريخيّة تطلب الديموقراطيّة شيء آخر، وأن إخراج سوريّة من لبنان، مثل إسقاط صدّام في العراق، مهمّة تختلف، في طبيعتها وفي القوى المطلوبة لها، عن دمقرطة العراق ولبنان وسوريّة.
وفي هذا وذاك كان التبسيط والنزعة الشعاريّة سيّدي الموقف، فلم تحظَ المجتمعات المعنيّة وثقافاتها بالاكتراث الذي يستحقّه تغييرها، فيما غابت عن الاهتمام مسائل ليس أقلّها التاريخ والاجتماع. وفي سياق كهذا، أشاح البصر «الليبرالي الجديد» عن ضرورة إنشاء طبقة وسطى سابقة على الديموقراطيّة وذات مصلحة فيها، ولم يُعر بالاً لكيفيّة إنجاز مهمّة كتلك من دون إصلاحات زراعيّة تنتج طبقات من الفلاحين المتوسّطين في بلدانهم، أو من دون درجة من الاستقرار الإقليميّ، الجالب للاستثمارات الخارجيّة والمسكّن للعواطف العاميّة الهائجة والذي يقطع الطريق على التوظيف الانتهازيّ المتعدّد المصادر للمأساة الفلسطينيّة. وهذان مجرّد مثلين يقولان كم كان مطلوباً من «الليبراليين الجدد» الاستثمار في المسائل الاجتماعيّة والداخليّة، كما في «لفت نظر» واشنطن الى أهميّة الضغط على الاسرائيليين من أجل العودة الى «خريطة الطريق» أو أيّة صيغة أخرى تشبهها.
بيد أن التجاهُل لفّ هذين المبدأين مثلما لفّ الإصلاحات الدينيّة ووضع المرأة، ما خلا خطابيّات سريعة ومتسرّعة وعناوين عامّة لا تغني ولا تسمن. فالذي ساد، مرّةً أخرى، سياسويّةٌ ضيّقة تستعيض عن الاجتماع بتغيير السلطة، وعن المجتمع بطلب السلطة، مثلما تستعيض عن إحداث تعديلات بطيئة ومديدة في الصلب الاجتماعي بالقفز الفوريّ لتطبيق... الديموقراطيّة!
ولا يعود مستغرَباً، والوضع على ما هو عليه، أن يقول المعارض السوريّ ما قاله، تماماً كما لم يكن مستغرباً، في مرحلة أسبق عهداً، أن يتدحرج الشيوعيّون العرب باتجاه التصالُح مع أسوأ القيم «الأصيلة» التي هي، طبعاً، قيمنا. ولا يعود، كذلك، مستغرَباً أن يعيد المعارض المذكور النظر بنفس القيم التي أعاد النظامُ الذي يعارضه النظرَ بها، فيما حزب دينيّ يقف على رأس المعارضة الأكثر جدّيّة للنظام إياه. وهكذا لا يبقى إلا الطوفان يغمرنا جميعاً أصيلين، تجمع بيننا قيم مُعتّقة في الأصالة مهما فرّقتنا السياسات.
كاتب ومعلّق لبناني.
الحياة
06-21-2006, 08:43 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
مرة بعد مرة : تثبت الليبرالية العربية أنها عاهرة قطاع عام - بواسطة حسان المعري - 06-21-2006, 08:43 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الحل الثالث : الليبرالية الاجتماعية الجواهري 0 578 09-10-2013, 02:45 PM
آخر رد: الجواهري
Question إشكالية حزب الله : (طاهرة) في بيروت عاهرة في بغداد! 4/4 زحل بن شمسين 3 927 06-07-2013, 07:07 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  هل عبد العزيز بن باز شخصية حقيقية توجد أدلة موثقة تثبت وجودها ? neutral 106 22,222 10-19-2012, 10:48 PM
آخر رد: marie
  إعلان السابع من مايو “يوم الليبرالية” الأول في السعودية .. بسام الخوري 1 862 05-08-2012, 02:32 AM
آخر رد: بسام الخوري
  رد الدكتور سليم العوا علي الشيخ حازم شومان بشأن أفكاره عن الليبرالية فارس اللواء 5 3,042 08-03-2011, 09:05 PM
آخر رد: فارس اللواء

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS