{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
وفاة المناضل الكبير نبيل الهلالي - خبر عاجل
روزا لوكسمبرج غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 825
الانضمام: May 2003
مشاركة: #21
وفاة المناضل الكبير نبيل الهلالي - خبر عاجل


[CENTER]كلمة القديس نبيل الهلالى فى ندوة العدد الخامس من افاق إشتراكية التى عقدت تحت عنوان اليسار و إنتخابات 2005 .... الازمة وطريق النهوض[/CENTER]
نبيل الهلالي :
شكرا لمركز آفاق اشتراكية على عقد هذه الحلقة النقاشية فاليسار مطالب بحق بتدارس احواله المتردية واستيعاب دلالات ودروس المعركة الانتخابية بسلبياتها وايجابياتها, ولقد عقدت اطراف مختلفة من اليسار خلال الايام الماضية سلسلة من اللقاءات ناقشت ذات الهموم وذات المهام.
غير ان هذه اللقاءات الهادفة الى توحيد نضال اليسار حملت بصمات تشرذم و تفتيت اليسار وعكست المناخ غير الصحي وغير الموضوعي السائد في العلاقات بين اطراف اليسار ولا أفهم كيف سننجح في تحقيق النضال المشترك لليسار في المجتمع ونحن عاجزون عن مجرد تحقيق الحوار المشترك لليسار داخل اطار مجرد ندوة أو حلقة نقاشية لو كنا جادين حقا في توحيد اليسار فعلينا جميعا ان نعلو فوق حزازاتنا وخلافاتنا وأن نؤمن بمشروعية تباين اجتهاداتنا ولتتسع صدورنا للاختلاف ولنؤمن بمقولة طالما نرددها دون ان نلتزم بها، وهي ان الخلاف لا يفسد للود قضية.
في حدود الوقت المتاح للحديث سأتطرق الى بعض المحاور الواردة في ورقة العمل وسأعقب على بعض الأفكار التي طرحت في المناقشة.
بداية أود أن أقول أنه مع الأخذ في الاعتبار بأن الانتخابات جرت في ظل ديمقراطية مغيبة ومع التسليم بالآثار السلبية لاستخدام اسلحة المال والبلطجة والعنف وتسخير الدين، إلا أنه في النهاية كل طرف خاض المعركة الانتخابية حصد ما زرعت يداه.
فجماعة الاخون أدارت معركتها بمهارة وإتقان وأعلى قدر من الأداء التنظيمي ووحدة الصف وحديدية الالتزام، ولذلك جنت ثمار ما زرعت.
في حين أن قوى اليسار واحزاب المعارضة الرسمية خاضت المعركة بمنطق (يللا نفسي)، خاضتها متنافسة مشتتة متفرقة وأدارتها من داخل المقرات والحجرات المغلقة فدفعت فاتورة القصور والتقصير.
أولا - دلالة نتائج الانتخابات
علينا كيسار أن نساعد المواطن العادي البسيط على قراءة الدلالة الصحيحة لنتائج الانتخابات حتى لا يتوهم احد أن زيادة عدد الفائزين من خارج صفوف الحزب الحاكم علامة تبشر بتحقيق تحول ديمقراطي وبكسر احتكار الحزب الحاكم وبروز معارضة حقيقية داخل المجلس الجديد .
فرغم أن الحزب الحاكم قد مني بهزائم مدوية، إلا أن الطبقة الحاكمة الرأسمالية الكبيرة كطبقة هي التي اكتسحت الانتخابات وفاز مرشحوها من كبار رجال الاعمال الموزعين على قوائم الحزب الحاكم وجماعة الاخوان المسلمين والمستقلين , لقد حققت الرأسمالية الكبيرة بجناحيها المدني والإسلامي الهيمنة على المجلس الجديد وسيعبر نواب الجناحين عن ذات المصالح الطبقية تحت قبة المجلس.
وحتى لا يبدو اليسار متجنيا على جماعة الاخوان فعلينا أن ننبه إلى أن الإنفاق غير المحدود على حملة الاخوان الانتخابية يكشف الطبيعه الطبقيه لجماعة الاخوان وقد مول بنك التقوى الإخواني وهو من أكبر بنوك العالم الرأسمالي وتبرعات كبار الرأسماليين حملة الدعاية الاخوانية. ولقد هللت الرأسمالية الكبيرة بالفوز الاخواني بما في ذلك الرأسماليون من أعضاء لجنة السياسات.
فالرأسمالي الكبير شريف دلاور عضو لجنة السياسات قد صرح بأن "الاخوان لا يختلفون كثيرا في توجهاتهم الاقتصادية ولن يختلفوا عن توجهات الحكومة والحزب الوطني، وتزايد تواجدهم إثراء للمجلس وما حققوه في الانتخابات تطور ايجابي."
وجماعة الاخوان من جانبها حرصت على أن تؤكد على لسان الاقتصادي الإسلامي الإخواني الدكتور عبد الحميد الغزالي في تصريح نشرته المصري اليوم بأنه "لا يوجد إختلاف جوهري بين السياسات الإقتصادية للحكومة وما يتبناه الاخوان المسلمون.. والفرق ينحصر في إرادة التنفيذ لأن الحكومة لا تنفذ ما تعلنه من برامج." أليس هذا تعهدا صريحا معلنا بأن الاخوان سوف يكونون اشد عزما واكثر عزما في تنفيذ السياسات الاقتصادية التي تطحن الجماهيرالكادحه.
وإذا كانت ورقة العمل تشير الى أن الانتخابات قد اسفرت عن تعزيز مواقع اليمين في المجتمع، فإني أعتقد أن الأمر أدهي وأمر, إذ لا يقتصر على مجرد انتصار اليمين كإتجاه فكري وإنما تمثل وجه الخطورة في هيمنة رأس المال الكبير هيمنة مباشرة على المؤسسة التشريعية بعد أن هيمنت من قبل على المؤسسة التنفيذية بتسليم رجال الأعمال مفاتيح مجلس الوزراء وبعد أن هيمنت على الحزب الحاكم من خلال لجنة السياسات.

حول تفسير تراجع اليسار
أتفق تمام الاتفاق مع ما قيل في هذه الندوة حول أن انفصال اليسار الشيوعي وغير الشيوعي عن قاعدته الطبقية هو السبب الرئيسي لضعفه وتراجعه. ولا يكفي أن نردد من طرف اللسان أن الشيوعيين هم ممثلو الطبقة العاملة وأن اليساريين هم المدافعون عن الكادحين مستندين في ذلك الى مجرد مقولات نظرية , فلن يحقق اليسار تلاحمه مع قاعدته الطبقية الا عندما يحقق تواجده وسط جماهير العمال والفلاحين وعندما يطرح نفسه طرفا نضاليا على هذه الجماهير من خلال مشاركته الفعالة والفعلية في معاركها النضالية.
ولا بد أن نعترف بأن اليسار بكل أطرافه غائب عن ساحات هذه المعارك وقانع بمجرد التصفيق لها من فوق مقاعد المتفرجين,وبسبب هذا الانفصال والانعزال عجز اليسار عن تزويد الحركات الاحتجاجية الجماهيرية بالبعد السياسي المفتقد، وفشل في ربط النضال الديمقراطي بالنضال الاقتصادي في المجتمع. ولم يتحقق ذلك التلاحم الواجب بين الحركات الاحتجاجية الاقتصادية في المصانع والحقول وبين التحركات السياسية المطالبة بالتغيير السياسي التي نظمها المثقفون في شوارع مصر وفشل اليسار أيضا - كما قال بعض من سبقونى - في مساعدة الطبقات الشعبيه في اقامة مؤسساتها الديمقراطية وتنظيماتها الجماهيرية , وأستأذنكم في بعض الاستطراد في هذه النقطة، لطالما نادينا كيسار بشعار استقلالية الحركة النقابية، وعلينا أن نسائل انفسنا ما الذي قدمناه للطبقة العاملة لكي نحول هذا الشعار الى واقع, رغم أن المحكمة الدستورية العليا في أحكام عديدة، أكدت على حق العمال في اقامة تنظيماتهم النقابية دون انتظار لأي تصريح من الدولة، وأعربت عن تطلعها الى وجود حركة نقابية تستقل بذاتيتها ومناحي نشاطها.
فحتى عندما ارتفع صوت القائد النقابي عطية الصيرفي مناديا بالتعددية النقابية تعرض لهجوم حاد من داخل صفوف اليسار بحجة ان التعددية ستفتت وحدة الحركة النقابية.
وعندما شرع اليسار في اقامة اتحاد عام للفلاحين سرعان ما اجهضت المحاولة وهي في المهد , ولا ألقي القول جزافا اذا ما حملت قيادة التجمع مسئولية محاصرة وخنق هذا الاتحاد الوليد وبدلا من أن يبادر اليسار الى مساندة الحركة الطلابية المصرية في تأسيس اتحادها المستقل، ترك الساحة لمبادرة الاخوان المسلمين الذين اعلنوا تأسيس اتحاد الطلاب الحر, كما أهمل اليسار مهمة تجميع شباب مصر داخل تنظيم شبابي مستقل وعندما بذلت في السبعينات محاولة لتشكيل اتحاد شباب ديمقراطي مصري ركز هذا الاتحاد جهده في توحيد الشباب المصري خارج الحدود وفشل الاتحاد الوليد في خلق امتداد له داخل الحدود وشاب التجربة عيوب ذاتية في هذه اللجان لعل اهمها افتقاد الاتحاد للاستقلالية عن الكيانات الحزبية، مما سهل سقوطه صريعا للصراعات الحزبية.

حدود الخطر على الدولة المدنية
هذا الخطر قائم بلا أدنى شك ومصدره ليس فقط جماعة الاخوان وانما الدولة أيضا التي قد تلجأ في مباراتها مع الاخوان الى المزايدة عليهم. وفي تصوري ان الاخوان المسلمين اذكى من ان يحاولوا اليوم الانقلاب على بقايا وشظايا الدولة المدنية في مصر. إنهم لن يسعوا الى إقامة الدولة الدينية من اعلى، لأن ذلك ينسف جهودهم من اجل تقديم انفسهم على المستوى المحلي والعالمي في صورة الاسلام المعتدل. لذلك اتوقع أن يركز الاخوان في المرحلة القادمة على بناء الدولة الدينية من اسفل عن طريق اشاعة الافكار والثقافة والتقاليد التي تُخدم على قيام الدولة الدينية مستقبلا.

حول فكرة البديل الثالث
لي تحفظ على هذه الفكرة لأنها قائمة على تصور وجود قطبين متصارعين على أرض الواقع، وهذا التصور صحيح من حيث المظهر خاطئ من حيث الجوهر. لأن النظام الحاكم والإسلام السياسي وجهان لقطب واحد لذلك فمهمة اليسار ليست إيجاد قطب أو بديل ثالث وإنما تحديدا العمل على قيام قطب بديل لسلطة الرأسمالية الكبيرة الحاكمة بجناحيها المدني والإسلامي.
التعامل مع الاخوان المسلمين
بداية أفضل أن تكون صيغة السؤال هي كيف نتعامل مع الإسلام السياسي ؟ لأن هذا التيار أوسع من جماعة الاخوان، وهناك بعض أقسام منه تعارض بعض اطروحات وممارسات الاخوان، ولا يجوز ان نضع هؤلاء وأولئك في سلة واحدة.
ثانيا، التعامل مع الإسلام السياسي في المرحلة القادمة يحتاج إلى أكبر قدر من المبدئية والموضوعية والمرونة السياسية. خاصة بعد أن حصل الاخوان من خلال الانتخابات على شهادة آيزو تشهد بانهم أكبر القوى السياسية تنظيما وأكثرها تأثيرا على الناخبين، وخاصة أن الجماعة تمارس تغيرا ملحوظا في خطابها السياسي سواء الموجه للأقباط وقوى المعارضة في الداخل، أو للولايات المتحدة واسرائيل في الخارج. لغة تستهدف طمأنة الجميع، وكسب القبول من الجميع.
وفي تعاملنا مع هذا التيار يجب أن نتجنب خطأين قاتلين بالنسبة لليسار.
الأول: الإنبهار بالفوز الاخواني الى حد الهروله نحو التحالف معهم بأي ثمن وقبول هيمنتهم على أي عمل مشترك بحجة ضمان موقع لليسار في الصورة السياسية القادمة.. الأمر الذي يحكم على اليسار بالموت تهميشا.
الثاني: العداء الهستيري والرفض المطلق لأي تعامل مع الاسلام السياسي، واصدار الاحكام المسبقة عليه بالاستشهاد بتاريخه السياسي، متناسين ان النقد اذا زاد عن حده، انقلب الى ضده، ويكسب الاخوان التعاطف الجماهيري. وهذا الخطأ من شأنه أن يحكم على اليسار بالموت انعزالا.
والأسس المبدئية التي يجب أن تحكم تعاملنا مستقبلا مع الاخوان هي:
1- الاسلام السياسي قوة سياسية لها وجودها وثقلها في الساحة السياسية. ومن واجبنا كيسار الدفاع عن حقه في الاعتراف بشرعية وجوده من خلال اقامة حزب سياسي مدني وادانة أي انتهاك لحقوق الانسان يتعرض له عناصر هذا التيار. إن من ينكر هذا الحق يدفن رأسه في الرمال كالنعام متناسيا أنه مفتقد مقدرة النعام على عدم الموت اختناقا.
2- معركتنا الأيديولوجية والفكرية مع الاسلام السياسي واطروحاته وممارساته لا تقبل التوقف، أو الالتقاء في منتصف الطريق. والواقع الراهن للاخوان المسلمين اللذين يجاهرون بتبني ذات السياسات الاقتصادية للحكم، المعادية للجماهير الشعبيه والذين يقطعون على انفسهم عهدا بالالتزام واحترام كافة الاتفاقيات التي عقدها نظام التبعيه بما في ذلك معاهدة الصلح مع العدو الصهيوني.
هذا الواقع الراهن يستحيل في ظله تحقيق أي تحالف تكتيكي من اجل التغيير بين اليسار والاخوان، ومع ذلك تظل هناك قضايا تسمح بالعمل المشترك معهم، بل توجب العمل المشترك معهم، مثل النضال ضد الطوارئ والتعذيب، ومن اجل اطلاق سراح المعتقلين والمسجونين السياسيين.
والصيغة الصحيحة والملائمة لمثل هذا العمل المشترك هي التنسيق، لا الجبهة، ولا التحالف. وفي تقديري أن ساحة المواجهة الاساسية مع الاخوان امام الجماهير لا يجب أن تكون ساحة الصراع الايديولوجي، وإنما ساحات الصراع الإقتصادي والإجتماعي، ثم ساحة الصراع السياسي مع السلطة. وشعار (الاسلام هو الحل) الغامض المبهم، الذي نجح في جذب قطاع عريض من الناخبين، انتهت الى حد كبير فترة صلاحيته. والاخوان سوف يواجهون في الفترة القادمة امتحانا اصعب امام الجماهير، فهم مطالبون تحت قبة البرلمان وخارجه بترجمة شعارهم الى مواقف و تصويتات محددة مع أو ضد سياسات وتشريعات واجراءات الرأسمالية الكبيرة الحاكمة ومخططات توريث الحكم. إن موقف الجماعة من ذلك هو الذي سيوضح للجماهير الخندق الذي اختارته لنفسها، هل هو خندق الجماهير الكادحة المستغلة المطحونة، أم خندق الرأسمالية الكبيرة المستغلة الطاحنة.
وما أتوقعه أن الكتلة التصويتية الاخوانية داخل مجلس الشعب سوف تكون داعمة للخصخصة وافقار الشعب. وسوف تقتصر معارضتهم على المطالبة ببعض المطالب الديمقراطية، وكشف بعض ظواهر الفساد وإثارة بعض القضايا ذات الطبيعة الأخلاقية وكلها أمور بعيدة عن الهموم الاساسية للجماهير الكادحة.
على سبيل المثال لا الحصر؛أحدثت الجماعة ضجة حول سماح الحكومة باقامة مولد ابو حصيره واعتبرت ذلك مظهرا للتطبيع مع العدو الصهيوني، مغمضة اعينها عن مظاهر اخطر للتطبيع مثل الشروع في اقامة مشروعات مشتركة في سيناء واتفاقية الكويز، وهي احدي الاتفاقيات التي إلتزمت الجماعة علنا باحترامها.
حول تحالف اليسار
اذا كان وضع اليسار الحالي لا يسر عدو ولا حبيب (باستثناء اللواء حبيب العادلي طبعا) فإن انتشال اليسار من ازمته ومحنته لن يكون ابدا باستخدام بلدوزرات لإزالة الكيانات القائمة، العلني منها والسري، لنبدأ في اقامة كيان جديد لليسار من نقطة الصفر. واليسار المصري مطالب اليوم بأداء ثلاثة مهام، كلها عاجلة لا تحتمل أي منها التأجيل أو الترحيل.
المهمة الأولي:هي إيجاد إطار لتجميع اليسار الشيوعي، بضم الكيانات الشيوعية القائمة، والماركسيين المستقلين. إطار علني قادر على توحيد نضالات الشيوعيين وكلمة الشيوعيين الموجهة إلى الشعب. وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون هذا الاطار ذو طبيعة أيديولوجية. وهذه المهمة حيوية ولا غنى عنها لنجاحنا في تجميع اليسار بالمعنى الواسع لأن أي بنيان لليسار في غيبة الشيوعيين سوف يفتقد العمود الفقري.
وعندما أقول أن اتحاد الشيوعيين هو كيان عقيدي، لا أقصد أبدا أنه كيان عقائدي.. فالعقائدية والجمود انحراف عن العقيدة، والماركسية ليست نصوصا مقدسة مكدسة في أدبيات الأولين، وهي لا تقدم لنا حلولا سابقة التجهيز تصلح في كل زمان وفي كل حين. الماركسية منهج لتحليل الواقع وتفسيره ودليل عمل للكفاح من أجل تغييره.
المهمة الثانية:هي إقامة تحالف أو إتحاد أرحب لليسار بالمعنى الواسع يضم كل مكونات اليسار المصري من شيوعيين وناصريين يساريين وتجمعيين راديكاليين فضلا عما اصطلح على تسميته هذه الايام في ادبيات اليسار باليسار المجتمعي. بل يتسع هذا الاطار حتى لليسار الليبرالي اذا ما افرزت التطورات داخل حزب الوفد استنساخها لإتجاه شبيه بالطليعة الوفدية. بل وحتى لليسار الديني.. الموجود خارج الحدود.. والمفتقد حتى الآن في مصــر بسبب ضعف اليسار في المجتمع الذي يفقده القدرة على التأثير الإيجابي على القوي السياسية الأخرى.
المهمة الثالثة:إقامة جبهة إنقاذ وطني حول برنامج حد أدنى عاجل سياسي إجتماعي إقتصادي. برنامج لا يستهدف بالضرورة تحقيق الهدف الاستراتيجي لهذه القوة السياسية أو تلك، إنما يستهدف انتشال مصر الحاضر من واقعها المأزوم.. وليس رسم صورة مصر المستقبل، كما تتمناها هذه القوة السياسية أو تلك. وهذه الجبهة يجب أن تطرح نفسها بكل الوضوح باعتبارها بديل عن الحكم القائم.. بديل يسعى إلى السلطة من خلال الآليات الديمقراطية لتداول السلطة. وبالتالي فهذه الجبهة لا مكان فيها لإي قوة سياسية تحرص على إقامة جسور مع السلطة، إو الحفاظ على شعرة معاوية معها، أو تدعو للمصالحة الوطنية مع النظام.

مشكلات على طريق تحقيق المهام السابقة
هناك بعض المشكلات التي سوف تعترض نضالنا من أجل تحقيق مسئولياتنا الثلاث التي أشرت إليها.
هناك أولا: الاختلاف حول صيغة الكيان المجمع لليسار فكلنا في اعتقادي مُجمعون على مبدأ تجميع اليسار، لكننا مختلفون على الصيغة! هل هو حزب اشتراكي علني، ام تحالف للاشتراكيين، ام تحالف لليسار، ام حزب غير أيديولوجي لليسار المجتعي الواسع. واعتقادي ان نقطة الانطلاق في نضالنا يجب أن تكون الاهتداء الى الوعاء القادر على التجميع، وليس تبني صيغة تزيد من تفرقنا، وتعمق تشتتنا.والصيغة المثلى في نظري هي صيغة تحالف اليسار.. وليس حزب اليسار. لأن طرح حزب جديد في الساحة السياسية لليسار لن يحل المشكلة بل سيضاعف المعضلة. لأن أي حزب جديد يطرح نفسه في الساحة سوف يعجز أن يكون عصا موسى القادرة على ابتلاع الكيانات اليسارية الاخرى. أي حزب جديد لن يكون اكثر من اضافة كمية لحالة التشرذم التي تنتظر نقلة كيفية.
وأنا كيساري شيوعي لن أقبل أبدا أي دعوة لبناء حزب غير أيديولوجي جديد لليسار بديلا عن الكيانات اليسارية القائمة.. حزب جديد يدعو الكيانات اليسارية الاخرى لإلقاء راياتها المستقلة والانخراط في صفوفه. اليسار الشيوعي كفاه ما عاناه من حل للتنظيم الشيوعي المستقل، من انخراط في تنظيمات السلطة الناصرية وصولا إلى الأستغراق الذي كاد أن يصل الى حد الذوبان داخل حزب إصلاحي هو حزب التجمع.
المشكلة الثانية التي تواجهنا هي الانبهار بما يسمى اليسار المجتمعي، وهو مصطلح يحتاج الى اكبر قدر من التحديد لو أن المقصود به هو التعبير عن أن اليسار في المجتمع اوسع وأعرض من مجرد الشيوعيين والماركسيين والتجمعيين والناصريين فهذه قولة حق. أما إذا كان المصطلح من قبيل التعبير عن فقد الثقة والأمل في اليسار ذي الهوية الأيديولوجية، واعتبار اليساريين الأيديولوجيين ظاهرة تجاوزها الزمن وأن يسار المستقبل الذي يجب أن نراهن عليه بكل أوراقنا هو اليسار العريض الذي بلا هوية والذي يرفض الفكر الشيوعي والإنتماء لكيانات اليسار، فهذا طرح خطير ومرفوض لأنه ينطوي على رهان خاسر على الفئات الوسطى في المجتمع بديلا عن الطبقة العاملة والفلاحين. وهي فئات لأنها تكتوي بنار سياسات الخصخصة والافقار فهي تنجذب اكثر فاكثر لاطروحات وشعارات اليسار. إن هذا القطاع المسمى باليسار المجتمعي موجود فعلا ومن الاهمية بمكان كسبه وجذبه لتحالف اليسار. لكنه قطاع ينجذب لليسار بالميول والعواطف وليس بالاختيار الفكري، وهو يملك مجرد وعي سياسي جنينى لكنه يفتقد للبوصلة الفكرية، وبالتالي هو معرض ومهدد بالتوهان في صحاري السياسة والفيافي ما لم يزوده اليسار العقيدي بالوعي السياسي بالقدر الكافي. وأنا أقترح ان نتفق على أن اليسار المجتمعي يجسد ما يسمى في لغة الهندسة بنقطة التماس بين الدوائر.. دائرة اليسار العقيدي و اليسار غير العقيدي. ونقطة التماس بين هذه الدوائر لا تنفي أو تلغي هذه الدوائر من الوجود.

حول مقولة حزب من نوع جديد
لا بد من التسليم بأن كل كيانات اليسار الشيوعي تعاني من السلبيات والنواقص، شأنها في ذلك شأن كيانات اليسار غير الشيوعي ايضا. لذلك فالمطالبة بحزب من نوع جديد مطالبة مشروعة تماما. لكن بالنسبة لليسار الشيوعي فإن احتياجه لحزب من نوع جديد لا يعني تخليه عن الهوية الشيوعيية، فلتتعدد المسميات لا مانع، طالما توفرت الهوية الأيديولوجية. وهذه ليست دعوه للإلتزام بقالب التنظيم اللينيني، فالأنماط التنظيمية ليست ثابتة ولا جامدة. وانا اسلم بأن الصيغة التقليدية للحزب الشيوعي عفا عليها الزمن، وعلى الشيوعيين المصريين الإهتداء الى صيغة أفضل وأقدر على ملاءمة واقعنا في مصر.

حول المطالبة بالحزب الجماهيري
هناك أيضا دعوة لاستبدال الدكاكين الصغيرة بسوبرماركت جماهيري واسع، وهذا نوع من الطموح الصحيح، ولكن يظل السؤال كيف يتحقق هذا الطموح. لا يبنى حزب جماهيري أبدا من أعلى، ولا يهبط حزب جماهيري أبدا من السماء. سوف يقوم الحزب الجماهيري يوم نتوجه الى الجماهير، بالنضال مع الجماهير و بكسب الجماهير الى صفوفنا. فجماهيرية الحزب ليست وصفة جاهزة يمكن أن نبتاعها من سوبرماركت الاحزاب. إن أي دعوة لإدارة الظهر للدكاكين الصغيرة من أجل بناء حزب جماهيري بديل.. هي مجرد قفزة هروبية إلى الأمام.. تظل مجرد قفزة في الهواء.

حول بناء تحالف لليسار من اسفل
أؤيد تماما الدعوة لبناء تحالف اليسار من اسفل على أرض الواقع لكي يكون مسقط رأس هذا التحالف داخل ساحة المعارك الجماهيرية. وأضيف الى المعارك التي قدمها الزميل عريان، مجموعة المعارك الآتية من أجل:
· حماية اموال التأمينات من النهب
· حماية الدعم من الالغاء
· حماية العاملين في الحكومة من المذبحة التي تحضر لهم بالغاء الوظائف الدائمة.
ختاما أيها الاخوة
أدرك تمام الادراك أن الطريق الى تجميع اليسار والقوى الهادفة لإنقاذ الوطن.. طريق طويل شاق. لكن المهم ألا ندور وندور في ساقية الحوار بلا نهاية. المهم أن نخطو معا الخطوة العملية الأولى في رحلة الألف ميل. لطالما تغنينا بشعار تحالف اليسار. ولطالما نادينا بشعار جبهة الانقاذ. ومع ذلك لم ننجح حتى اليوم في ارساء حجر الاساس لهذا التحالف أو ذاك على أرض الواقع. فأما آن الأوان قبل فوات الأوان لكي يدركنا الصباح ونتوقف عن الكلام المعاد المباح ولكي نخطو الخطوة الأولى يقينا لو فعلناها سوف نكتشف ما تمثله هذه الخطوة مهما بلغ تواضعها في البداية.. من المفعول السحري والقدرة الخلاقة.. على استدعاء المزيد والمزيد من الخطوات.

06-21-2006, 05:35 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
وفاة المناضل الكبير نبيل الهلالي - خبر عاجل - بواسطة روزا لوكسمبرج - 06-21-2006, 05:35 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مايكل نبيل في الجامعة العبرية في القدس Dr.xXxXx 21 2,579 02-01-2013, 12:18 AM
آخر رد: minatosaaziz
  وفاة المفكر الكبير عبد الوهاب المسيري Serpico 16 4,039 12-02-2010, 08:43 PM
آخر رد: بسام الخوري
  الموت يغيَب المؤرخ العربي الكبير عبد العزيز الدوري في عمان الثائر 0 1,033 11-20-2010, 07:31 PM
آخر رد: الثائر
  وفاة المفكر الجزائري الفرنسي محمّد أركون بسام الخوري 2 1,295 10-28-2010, 05:09 PM
آخر رد: سامي بيك العلي
  عن رضاع الكبير قطقط 7 1,917 07-03-2010, 07:14 PM
آخر رد: على عزت 00

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS