أولا أرجو من جميع الاخوة الذين لهم رأي آخر أن لا يفهموا اختلافي معهم هو بقصد حب الاختلاف فقط. ولكن في الحقيقة هذا ما أميل الى ترجيحه. وما أقوله هو فقط وجهة نظر ربما تكون خاطئة 100%.

لماذا نقول بأن السد قد فتح في الماضي؟

نجد الايات القرآنية التي تحدثت عن ذو القرنين تبدأ بالعبارة، "حتى إذا..."

حتى إذا بلغ مغرب الشمس...
حتى إذا بلغ مطلع الشمس...
حتى إذا بلغ بين السدين...
وفي سورة الانبياء، الاية 96، "حتى إذا فتحت..."

ولا يجب المرور على العبارات القرآنية مر الكرام. وعلى هذا، فانه اذا كانت الايات في سورة الكهف تتحدث عن احداث ماضيه، فالاية من سورة الانبياء جائت أيضا بنفس الصيغة.

يقول الله سبحانه وتعالى، "ثم ان علينا بيانه"، ويقول أيضا، "لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون"، وعلى هذا فإن الله لن يترك آية في القرآن إلا وسيوضح معناها قبل قيام الساعة. لذا علينا ان نجتهد في الايات التي تصعب علينا، ونحاول ان نجد تفسيرا لها. ولا حرج في طرح النظريات والتحقق من صحتها. ونسأل الله التوفيق.

وردت الايات التي تحدث عن ذو القرنين بصيغة في غاية الصعوبة. ربما يستطيع ان يستشف منها القارئ بعض الدروس والعبر، ولكن بالتأكيد لن يدرك معناها الحقيقي بالشكل الكامل. من حق السائل ان يسأل كيف بلغ ذو القرنين مغرب الشمس ومطلع الشمس؟ نجد في كتب التفسير من يقول بأنه لم يبلغ مغرب الشمس أو مطلعها ولكن ترائى له، بينما يجمعون على انه بلغ بين السدين! هذا في الحقيقة تناقض. "بلغ" تعني وصل الى، فإن كان قد وصل الى بين السدين، فلابد انه قد وصل الى مغرب الشمس ومطلعها. وتقول الاية، "وجدها تغرب في عين حمئه"، قالوا هو لم يجدها ولكن رآها كما يراها أي واحد ثاني عندما تغرب! ماهي العبرة في أن يرى الشمس كما يراه أي شخص عند الغروب؟ من ناحية أخرى نجد مصطلح "وجد" قد استخدم مع الناس الذين بين السدين، "وجد من دونهما قوما لايكادون يفقهون قولا"، وعند مغرب الشمس، "ووجد عندها قوما". لايمكن ان تكون هذه المصطلحات جاءت عشوائيا"؟ لن نستطيع ان نفك هذه الرموز إلا اذا تمكنا من تحديد شخصية ذو القرنين. وبعد ان نحدد شخصيته، سنحاول معرفة الاماكن التي بلغها. ربما مصطلحات "مغرب الشمس"، و"مطلع الشمس" لا علاقة لها البتة بالشمس التي نعرفها. كيف سنتمكن من تفسير هذه الايات الغامضة اذا لم نضع الاحتمالات ونقوم بعملية تقصي الحقائق؟ أمّا إذا رفضنا بشكل قاطع ان يكون الاسكندر المقدوني هو ذو القرنين، فهذا يعني اننا نرفض أول الاحتمالات والمرشح الاول لأخذ هذا المنصب! بهذه الطريقة لن نفيد القرآن بشيئ.