عزيزي غالي تحياتي ثانية،

كما ذكر الأخ عبدالمسيح أعلاه، فكاتب مقالتك استعمل أسلوب بتر جزء من نص قاله الرسول بولس وأهمل الباقي. وهنا يظهر تلاعبه.

في الواقع لا حاجة لتعقيد الأمور، فالعبارة واضحة جداً. كل ما يلزم هو قراءة النص المحيط (سياق الكلام) والموضوع الذي كان بولس يناقشه، والأمور ستتضح. صحيح أن بولس يستعمل في العدد 7 من رومية الإصحاح 3 الكلمة "كذب" ليدعم نفس فكرة الموضوع:

" 3: 7 فانه ان كان صدق لمجده فلماذا ادان انا بعد كخاطئ"
" 3: 3 فماذا ان كان قوم لم يكونوا امناء"
" 3: 5 ولكن ان كان اثمنا فماذا نقول العل الله الذي يجلب الغضب ظالم اتكلم بحسب الانسان"
" 3: 8 اما كما يفترى علينا وكما يزعم قوم اننا نقول لنفعل السيات الذين دينونتهم عادلة"
http://st-takla.org/pub_newtest/45_rom.html

وإلى ما هنالك ...

إذاً لم يكن الموضوع هنا يبحث صفة الكذب بحد ذاتها. إن البحث ليقارن بين طرفين متفاوتين جداً: الله من جهة، والبشر الخطاة من جهة أخرى:

صدق الله ≠ كذب البشر
أمانة الله ≠ عدم أمانة البشر
برّ الله ≠ إثم البشر
صالحات الله ≠ سيئات البشر
استقامة الله ≠ زيغان وفساد البشر

إلى آخره ...

وطبعاً كانت تلك المقارنة من قِبَل بولس للتشديد على الفارق الشاسع بيننا كبشر خطاة وبين الله الكامل. إنها قضية إظهار اللون الأبيض بوضوح أكثر عندما تضع جانبه اللون الأسود.

لذلك لم يكن بولس هنا يعلمنا أن نكذب، ولا هدفه التوصية بذلك. إنه يصف حالة كائنة وموجودة، يهدف فيها تبرير الله في أي قرار يقوم به.

عزيزي، إن كان لديك اعتراض على تعليقي أعلاه فتفضل! وإن لم يكن لديك، يمكنك الإنتقال إلى حجج أو نقاط أخرى من مقالة مصدرك. ويا مئة أهلاً وسهلاً!

مع تحياتي ... :97: