العزيز الدارقطني

لست من رواد ساحة الأديان و ربما هذا اول او ثاني مشاركة لي فيها خلا سؤالين طرحتهم على الأخوة المحمدين و المسيحيين في الساحة تختص اكثر بالتنظيم الحياتي و القوانين العامة منها بالعقائد و الأديان, و لكني وجدت العنوان في رأس القائمة عند دخول المنتدة فقرأته و احببت ان اعقب تعقيبا صغيرا, ربما ليس على ما تفضلت به بل على الموضوع بشكل عام و بعض الردود التي فيه

الدارقطني العزيز

لست مشروعا اسلاميا كما اني لست ملحدا, لي قناعتي الخاصة التي لا افرضها على احد كما اني لست ملزما بتقديس و تنزيه صحابة النبي ولا بسبهم بل بأخذهم كبشر يخطئون و يصيبون و فيهم الصالح و الطالح, و هذا لا يلغي احترامي لمن يقدسهم و ينزههم و يجلهم, و طبعا لست في معرض اصلاح ذات البين بين السنة و الشيعة فالتكفير اصبح موضة العصر و المشاكل السنية السنية و الشيعية الشيعية نطغى على ما سواها( يعني لي فيهن مكفبهن). و من هذا الباب و من هذا المنطق اردت ان اعلق على الموضوع

الدين المحمدي و منذ وفاة النبي او حتى قبلها عانا من كثير من المطبات و المخالفات, فمثلا موضوع التخلف عن جيش اسامة و التشكيك فيه و اتهام النبي بالجهر و الهذيان في مرضه الأخير, و بعد و فاته ما اسماه ابن عباس برزية يوم الخميس و ما حصل من كلام لا يمكن ان يصدر عن صاحبا ( او هذا ما ارادوا ان يقنعونا به ) الى طريقة اختيار الخليفة التي لاتمت الى الشورى بصلة, ثم حروب الردة و ما فعله ابن الوليد بما يشبه ارهاب الزرقاوي اليوم مع اضافة الجنس للموضوع بدخوله بزوجة ابن النويرة ,مرورا بالنقل السلس للسلطات (( على طريقة العرب بالديمقراطية)) الى عمر بن الخطاب دون شورى ولا من يحزنون, و بعدها حصر الموضوع في ستة و قتل من يخالف (( هل هاذا ما باض به الدين المحمدي 6 اشخاص مع توليفة غريبة )) و ايضا لا شورى ولا من يحزنون. الى هنا و تبقى الامور ضمن المعقول و يبقى ابو بكر و عمر حاكما عادلا بشكل عام مع بعض الهفوات العامة وان كانت لا تغتفر بمفهوم المحمديين عن الصحابة و منزلتهم

اما بعد ذلك فحدث و لاحرج ضعف عثمان و تقريبه الطلقاء و الطبقية التي بدأت تظهر و الطقم الذي احاط به عثمان نفسه و طلب عائشة (( ام المؤمنين )) بقتل نعثل لكفره و ما حصل مع المصريين الى نهايته المأساوية لتبدأ صفحة سوداء بخروج (( ام المؤمنين )), التي وجب عليها الجلوس و التوقر في بيتها, لتنبحها الكلاب الحوائب على خليفة الأمة ليقتل بين عشر و عشرون الف محمدي ثم يأتي المحمديين ليترضوا على الجميع, و بعدها صفين و مصائبها ليصبح تطبيق الدين المحمدي بالمفهوم الأموي و العباسي عبارة عن كتاب اسود من قتل لمن يسميه المحمديين سيد شباب اهل الجنة و دك الكعبة و اجتياح المدينة و ما حدث من مجازر و اغتصاب لتكر السبحة سوداء مقيتة و طبعا لا ننسى فكرة ابن سبأ السخيفة التي املوها علينا كحليب الأطفال و التي تدل, اذا اردنا تبنيها, على سخافة الصحابة و سطحيتهم و جهلهم و سهولة تسخيرهم و تسيرهم على هوى أي كذاب.

تاريخ الدين المحمدي , واعني التاريخ السياسي و الديني, و منذ وفاة النبي يغلب عليه الون الأسود و في رأي المتواضع يجب ان يكون هناك قرأه جديدة و علمية لا أشعريه للأحاديث و الأحداث و تاريخ الصحابة والخلفاء, لأن هذا الدين او هذه الحركة تملك الكثير الكثير من عناصر القوة و الايجابية التي يجب التركيز عليه و اظهارها و ليس قشور سخيفة قوقعونا فيها ليجعلوه دين كبت لا دين رحمة

و تحضرني قصة حدث في الجامعة اللبنانية فرع الآداب منذ بضع سنوات وفي احد المقررات عن التاريخ العربي حيث كان موضوع المحاضرة عن حرب الجمل. حيث كان المحاضر يتحدث عن علي كرم الله و جهه و عائشة و عمار و الزبير و طلحة رضي الله عنهم حينما استفسر احد الطلاب عن عدد القتلى في هذه الحرب و عندما علم الجواب صاح قائلا ابعد كل هذه الدماء مازلنا نقول رضي الله و كرم الله, اما جهة على حق و الأخرى لعنها الله و اما لعنة الله على الجميع ,
اما مقولة اخطأ و اصاب و اجر و اجران فهي من اغرب و اسخف ما سمعت من حجج في حال قتل الناس و ذبحهم.

كامل محبتي