:lol:

هلق اترك الدين وحكينا بالسياسة، فإذا كنت ترى أن الكلام لا غبار عليه فلا تزاود علينا بالدين الله يستر علينا وعليك!

مرجعية الإخوان ليست دينية محضة، فالدين بمفهومه الحضاري هو المصدر الأساس والمرجعية العليا التي نحترمها ونجلها ولا نتعدى قطعياتها وثوابتها...

قانون العقل المدني بحسب تعبير ديكارت، هو هو ما نصطلح عليه إسلاميا بسنن الفطرة وهو مصدر رديف يغطي مساحة واسعة تشكل قاسما مشتركا بيننا وبين شركائنا في الثقافة والوطن ممن لا ينتمون إلى ديننا بمفهومه الشعائري...

جوهر انتمائنا القومي مصدر مهم من المصادر التي تتشكل منها مرجعيتنا...

ونحن بهذا كله نفهم الإسلام كحضارة...

ما قلنا يوما ولن نقول بأننا جماعة دعوة منفكة عن السياسة، ولا أننا ننتصر لعبادة دون معاملة، ولا أننا حركة دراويش لا شأن لهم بالسياسة!

كنا ولا نزال مصممين على أننا في مضمار السياسة حركة سياسية نحمل مشروعا محددا، ونطرحه بنفس حضاري ديمقراطي كخيار للأمة، لا نكفر من خرج عنه، ولا نستعلي به عن النقد والتقويم، ولا نرى أن اجتهاداته وصية على المجتمع، بل شعبنا سيد قراره، وخياراتنا السياسية في قبضته يقلبها كيف شاء...

نعم لنا في مجال الفقه شأن آخر، لأننا نتعاطى مع شريحة مختلفة...

مع خواص المتدينين الذين يحتكمون إلى أحكام الشريعة إنما يكون الحكم حكم الله، (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)

وهو مقام لا ينفك عن نظريتنا الديمقراطية الشاملة لأن هؤلاء ارتضوا الإسلام دينا، وتعاملهم مع نصوصه على أساس من هذا الإيمان...

مقام السياسة في غالب ساحاته الأعم مقام اجتهاد ونظر، وموارد الاستدلال الديني فيه مرنة جدا، ومع هذا فنحن لا نكره الناس على خيار، ولكننا نجادل ونجالد من أجل إقراره دستوريا وقانونيا بما أوتينا من سلطان سلمي...


مثال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في صلب السياق ولا أدري كيف أخرجته، ولا ماذا تقصد باختلاف الظروف والأهداف!

أناأتكلم عن فكرة التفاوض كما أجاب الأستاذ البيانوني في التصريح المذكور...

وقد قلت بأن مفاوضتنا لا تخرجنا عن بوتقة إسلامنا لأننا نتأسى بسيد الخلق حين فاوض حال ضعفه وفاوض حال قوته. فاوض المشركين وفاوض اليهود، فاوض العرب وفاوض العجم...

ومن هنا فأنا لازلت أقول منذ أمد، قل لي: على ماذا نفاوض، ولا تقل لي هل تفاوض؟ لأنني قد أفعل أو لا أفعل تبعا للمصالح المرجوة، وأنا في كلا الحالين لم أخرج عن سلوك
قدوتي، وصريح أوامر ربي في كتابه العزيز...

وحين نستقبل من أمرنا ما استدبرنا، ونسأل ذات السؤال، فسنجيب ذات الجواب، لأننا بالفعل ديانة وسياسة، مبدأ وتكتيكا، لا نرى غضاضة في أصل فكرة التفاوض، وإنما الذي أورثنا وأورث الأمة هذا الموقف المتشنج من العملية السلمية، مضمون ذلكم التفاوض...

فاوضوا في أتعس ظروفهم، ودون ضمانات دولية نزيهة، وبأثمان بخسة، باعوا القضية!

حتى الان لم ار في التصريح خروجا عن ثوابت الدين أو الوطن، وأكون لك ولغيرك من الشاكرين إن دللتموني على ذلكم الخروج المزعوم!


أما أن الإسلام هو الحل، فبمفهومه الحضاري العام كان كذلك، وكان محل قبول مسيحيين وآخرين دون غضاضة قبل أن تؤلب بعضهم قوى الاستكبار العالمي التي أشاعت بينهم الرعب الطائفي، وبثت بذور الفتنة لتمزيق أوطاننا!


يقول فارس الخوري رئيس الوزراء السوري الأسبق: أنا مسيحي ولكني أجاهر بصراحة: أن عندنا النظام الإسلامي، وبما أن الدول العربية المتحدة(كان ذلك في عهد الوحدة المصرية السورية واتحادهما مع اليمن) بأكثريتها الساحقة مسلمة، فليس هناك ما يمنعها من تطبيق المبادئ الإسلامية في السياسة والحكم والاجتماع. (نقلا عن : فارس الخوري وأيام لا تنسى، للأستاذ محمد الفرحاني ص267).
كما سأنقل لكم ما دلت عليه الأرقام في استطلاع للرأي نظمه المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، حول تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر، والذي شارك في الإجابة على أسئلته مسلمون ومسيحيون... فكانت هذه الأرقام ذات الدلالة الحاكمة:
- مع التطبيق الفوري للشريعة الإسلامية زادت نسبة المسيحيين عن المسلمين (32% إلى 31% )!
- ومع تطبيق أحكام الشريعة على الجميع ، بصرف النظر عن اختلاف الدين زادت نسبة المسيحيين عن المسلمين (71% إلى 69 %).
وكان تعليل الإجابات:
أننا مجتمع واحد.
وهذه الجرائم حرمها الله على كل الناس..
ولا فرق بين المسلم والمسيحي أمام القانون...
ولأننا دولة إسلامية. )
نقلا عن : جريدة الأهرام في 20/3/1985
ثم ها هو بابا الأقباط الأرثوذكس الأنبا شنودة بقول: ( إن الأقباط في ظل حكم الشريعة، يكونون أسعد حالا وأكثر أمنا، ولقد كانوا كذلك في الماضي ، حينما كان حكم الشريعة هو السائد... نحن نتوق إلى أن نعيش في ظل-لهم ما لنا وعليهم ما علينا- .. إن مصر تجلب القوانين من الخارج حتى الآن، وتطبقها علينا، ونحن ليس عندنا ما في الإسلام من قوانين مفصّلة، فكيف نرضى بالقوانين المجلوبة، ولا نرضى بقوانين الإسلام).
نقلا عن: جريدة الأهرام في 6/3/1985.
لا أريد ان أزاود على أحد بكلام مرسل، ولكنني أسوق هذه الإحصائية المحايدة، وتلك النقولات المتوازنة من مخالفين مختلفين، إلا أنهم لا ينطلقون في محاكمتهم للإسلام وشريعته من عواطف وأحقاد ناتئة! وربما كان من كريم أقدار الله آنئذ أن التغول الأمريكي، والعولمة السرطانية، لم تكن بهذا السعار الحالي بعد أن تربع أصحاب نظرية (صدام الحضارات) على عرش الأرض وحدهم بلا منازع! ولأجل هذا لم تحرك بعض هذه الأقليات بالطريقة التي أثيرت مؤخرا لتطالب بأجندة خارجية كانت في غفلة عنها يوم كانت أكثر وطنية.
فقد قبل عقلاء المسيحيين بالإسلام كنظام وتشريع، واعتبروه هوية حضارية، في حين يحلو لبعض المتأسلمين أن يحوله إلى مجرد فولكلور وأساطير غير ملزم بأفكاره ونظمه وتشريعاته بل وفي شعائره وعقائده وغيبياته، وكل حجتهم حماية حق تلك الأقليات!!!


أما أن أروق معك، فأناآخر رواق حتى إذا بدك خود هاي :23:

شايف!

من عاشر الأدالبة أربعين يوما صار منهم!:emb:



خالص الود والاحترام(f)