العزيز مالك عبيد

إذا كنا كإسلاميين نرفض العلمنة بالمجمل، ونرى أنها على الضد من أهدافنا في الدولة والمجتمع، غير أننا لا نعتبر ذلك إقصاء أو مصادرة لتفكيرها مهما كانت النتائج...

نحن بداية نقف من العلمنة كفكرة موقفا نقديا، نقبل منها وندع، نهذب بعض مواقفها الفاقعة، ونتجاوز بعض أهدافها الإقصائية، ونقبل الكثير من آلياتها المحايدة..

وموقفنا تجاه العلمانيين أكثر مرونة، فنحن لا نميل إلى تصنيفهم كخصم مطلق، ولا نضعهم جميعا في سلة واحدة، وقرآننا علمنا العدل مع المخالف، فقال لنا في شأن المخالف الديني نفسه، مع أنه يمثل أفقع ألوان التناقض: (ليسوا سواء)

ونحن بدورنا نقول بأن العلمانيين ليسوا سواء،

منهم أمة أصيلة تنطلق من هوية الأمة الحضارية ولا تنبت عنها، وكل همها وحدة مجتمعها، وعدم التفريق بين مواطنيه تحت أي ذريعة من الذرائع..

ومنهم متعلمنون تغريبيون يخدمون أجندة الغير، وينطلقون من مؤامرتهم في شرخ الأمة وتصنيفها طائفيا بدعوى محاربة الطائفية، وإقصاء التيار الأوسع مها تحت دعاوى حماية الديمقراطية!! وفرض الوصاية المتطرفة على المجتمع تحت ذريعة أن الديمقراطية واللبرلة واليسار مكتسبات علمانية لا يجوز أن تنتقل تركتها للغير!!

الأصلاء من هذا التيار نقف معهم في جبهة وطنية واحدة، تجمعنا القواسم الوطنية والإنسانية والقومية المشتركة...

ونحن جميعا صفا في وجه الأدعياء ممن يستهدفون وحدة الوطن ويمارسون الإقصاء والوصاية وخدمة أجندة الغير...

بالخصوص السوري أميل مثلك إلى أن سورية ربما تختار في مرحلة انتقالية مشروعا علمانيا معتدلا، وسنتعامل مع هذا الواقع بمسؤولية ووعي، وسنجتهد حثيثا مبشرين بمشروعنا الإسلامي، وكلنا ثقة أن ثقة المواطن السوري ستتحول صوب الأسلمة أسرع بكثير مما يتصور الكثيرون!

لن نفرض برنامجنا، ولن نجتهد في تلميع الصورة الإخوانية، لأن الأداة الإخوانية في نهاية المطاف وسيلة لا غاية..
ومن يدري ربما نرى أن الوقت الذي يمكن بذله لرد الشبهات عن الجماعة وتصحيح الفهم وكشف زيف الادعاءات أولى من ذلك بعمل بناء إيجابي يخدم الشعب السوري لا فصيلا منه اسمهم الإخوان المسلمين، وحينذاك فما أسهل الأمر علينا لو نزعنا لبوس الإخوان وتسربلنا بأي دثار إسلامي آخر...

أهم ما لدينا أن نحافظ على ديننا ونحمل رسالته بأي طريقة كانت، ويبقى في ضميرنا ورؤيتنا أن الإسلام بمفهومه الحضاري لا المتطرف هو الحل والأمل

واسلموا لود واحترام(f)