{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
Waleed غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 959
الانضمام: May 2005
مشاركة: #97
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
اقتباس:  نبيل حاجي نائف   كتب/كتبت  
لي ملاحظة وهي أن الإنبهار بالمنظومة الإجتماعية  الأخلاقية الغربية بقيمها البراقة و الجاذبة . كان محدوداً جداً وشمل المتنورين الموضوعيين .  
أما الأغلبية فهي ظلت على إيمانها بأنها هي التي تملك الحقيقة وهي التي لديها الأخلاق والقيم العليا الصحيح , وأرجعت أسباب التخلف إلى سوء التطبيق فقط  .
السيد المحترم / نبيل
تحياتي ,,

كما هي طبيعة الأمور في التطور الفكري للمجتمعات فالبداية تكون دائما من الصفوة المتنورين. ثم تنتشر مع الوقت - و شروط أخرى -لتصبح ضمن ما نسميه الوعي أو العقل الجمعي.
و يمكننا تتبع كتابات أوائل التنويريين مثل الطهطاوي في مصر كمثال لكي نرى مدى إنبهار تلك الصفوة - ليس فقط بالتطور المعرفي / التقني - بل و بالمنظومة القانونية و الأخلاقية أيضا.
بالضبط كما يمكننا تتبع وسائل إعلامنا الحالي أو أحاديث الآحاد اليومية على مستوى العامة لكي نتتبع نفس الخطاب. لكن و للعجب جنبا لجنب مع خطاب آخر مضاد 180 درجة.
فنحن نتشدق و نطالب بالديموقراطية مثلا - و نضرب الأمثال بالغرب - و نطالب بالشريعة. و نتحدث عن الحريات و حقوق الإنسان - و نحسد الغرب عليها - و نطالب بتطبيق الحدود. كما نتباكى على حالنا التعليمي / العلمي - نسبة للغرب و الشرق الأصى - ثم نروج للخرافات و بول الحيوان و نرهب و نقتل من يرتكب حماقة التفكير الحر ... إلى آخر ما تعلمه من حال أمراضنا العقلية.

و المشكلة بدأت و مازالت عند الصفوة - فالتنويريين الأوائل - أخذوا على عواتقهم محاولات تحاشي الصدام بين المعرفة الجديدة التي يبشرون بها و بين خلفيات مجتمعاتهم - و هذا بعد إيقانهم بحتمية الصدام - و بغرض تمرير تلك المعرفة الجديدة التي يحملونها إستخدموا ما ظنوا أنه الأنسب من آليات التوفيق و الإنتقاء سواء على مستوى العلوم أو المنظومة الأخلاقية. و تماشى معهم رجال الدين بآلياتهم التوفيقية الجاهزة سلفا - أي أن التلفيق جاء شراكة مصلحة لكلا الطرفين و النتيجة هي ما نراه و نسمعه الآن - و الضحية هي الكل.
ظن التنويريون الأوائل أن عملية التنوير من الممكن أن تمر إنتقائية و بدون مشاكل - فمن الناحية المعرفية بشروا ببعض العلوم - أو بالأحرى تقنياتها - التي لا تتعارض شكلا مع خلفياتنا و قرروا إستئصال ما يتعارض بسفور معها. و قد ساعدهم على تمرير ذلك من الناحية الأخرى عدوهم اللدود - رجال الدين - الذين أدركوا أيضا قوة الفكر الوافد الجديد - و شحذوا ما بجعبتهم من آليات التوفيق التاريخية لمحاولة إحتواء هذا الوافد و التماشي معه - حالة إدراكهم إستحالة إقصائه النهائي.
و من ناحية المنظومة الأخلاقية الإجتماعية - إنتقوا بعضا من منظومة القوانين و القيم و الإجراءات الغربية البراقة كمنتج نهائي محاولين تطبيقه مباشرة - ناسين أو متناسين - أن هذه المنظومة المتكاملة التي يقتطعون منها هي نتيجة - و ليست هدف - نتيجة لتبني منظومة فكرية معرفية مخالفة تماما لخلفياتنا.
و بدلا من أن يسير التطور الفكري للمجتمع الإسلامي كما في طبيعة الأمور (كما بدأنا حديثنا) - لم يمر العقل الجمعي بأهم مرحلة في هذا التطور ألا و هي تغيير الخلفية المعرفية - البنى الفكرية - و التي لزم لها الصدق في تعرية الصدام الفكري الطبيعي بين خلفيتين مصطدمتين بالضرورة - و ليس التدليس.
فأصبحت مجتمعاتنا كالرجل الكبير زمنيا / متخلف عقليا - لم يمر بالمراحل المناسبة في تطوره.

و هكذا تكون أكبر طبق سلاطة فكرية في التاريخ. و سأحاول في المداخلات القادمة دراسة و تحليل هذه الحالة المرضية - و التي مهدت لها بالأسئلة باللون الأحمر بآخر مداخلة.
اقتباس:ولو كانت الأغلبية أمنت بأن الغرب يملك المنظومة الاجتماعية والأخلاقية الأفضال , لكانت سعت بطريق مباشر أو غير مباشر , في تقليده ومحاكاته , فالإنسان بغريزته يقلد الذي يعتبره الأفضل أو الأقوى .  
ولكنها هي واثقة , أنها هي التي على حق في كل ما تتبناه من معارف وقيم أخلاقية واجتماعية , والآخر على خطاء .
معك و لكن في الحالة الطبيعية لتطور المجتمعات كنتيجة لم نصل لها بعد و ربما لن نصل نهائيا. الآن يا سيدي الفاضل تؤمن الأغلبية بأن منظومة الغرب هي الأفضل - بل و تسعى لبعضها (الديموقراطية مثلا أو حقوق الإنسان أو العقد الإجتماعي .. إلخ) - جنبا لجنب مع إيمانها بأنها على الحق كله - فالعقل العربي مريض بالفصام. يجتذبه يقينان متناقضان لكي يبقى معلقا في وضع إتزان غير مستقر. فالقانون الطبيعي للتطور ساري سواء سعينا للأفضل و الأقوى - أو إنقرضنا تاركين الأفضل للبقاء.
اقتباس:لذلك إنني أرى أننا  وضعنا شبه ميؤس منه , ولن نتجاوز محنتنا خلال زمن قصير , فالأمور سيئة أكثر مما نتصور .
نعم و للأسف.
فلا أعتقد بحلول سحرية على مستوى الأجيال الحالية نهائيا - هذا حال البقاء المادي لنا - بعد فوضى عارمة قد تأكل الأخضر و اليابس.
الأمر جد خطير - يهدد وجودنا و بقاءنا - و ليكن عزاءنا أن ما نقوله قد يساهم بطريقة ما في تغيير حياة ذرياتنا و لو حتى البعيدة للأفضل و من يدري ما قد تأتي به الرياح غدا؟

لك كل إحترامي ,,
06-29-2006, 10:12 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - بواسطة Waleed - 06-29-2006, 10:12 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الحضارة الغربية هي أعظم حضارة في تاريخ البشرية ... العلماني 30 1,784 09-22-2014, 02:54 AM
آخر رد: Dr.xXxXx
  السلفيون يبثون الرعب في مدرسة اعدادية وينزلون العلم التونسي الجواهري 0 571 04-04-2012, 07:06 PM
آخر رد: الجواهري
  أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية مراجعة لكتاب: روح الحداثة فارس اللواء 11 1,917 03-06-2012, 09:07 PM
آخر رد: فارس اللواء
  دور العقلانية الإسلامية في إعادة صياغة الوعي الثوري فارس اللواء 3 1,147 03-02-2012, 09:09 PM
آخر رد: فارس اللواء
  نسف نظرية الخلافة الإسلامية نظام الملك 11 3,238 12-26-2011, 01:02 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 11 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS