تسألني وأجيبك، أنت تأمر:

1- لماذا تركت الحدث ذاته ولم تعلق عليه واكتفيت بالتعليق على "الإجبار على الفرار"؟

لأنني لا أريد كلاما مستهلكا، تركت هذا لأبواق السلطة كي يحدثونا عن سورية المستهدفة، وليتهم يدركون الآن أنها أصبحت مستباحة لشذاذ الآفاق، محرمة على أحرار شعبها!
تركت للشعيبي وأحمد الحاج علي وفائز البرازي وسائر الجوقة، كي يعبروا لنا عن أسباب الاستهداف، ويلعنوا الظلام ، ويسبحوا بحمد الممانعة ويقدسوا لها!

2- هل أنت سعيد بالإغارة؟

سعيد، تصور!:P

وما عساها تفيدك مشاعري المجردة؟
سعيد بأن الغارة لم تنل من حر شريف، أو مدني بريئ ولا شك...
وسعيد بأن الغارة كشفت للمزاودين على حماس من نظم ومنظمات، بأن إسرائيل لا تقيم اعتبارا لاتفاقياتهم المخزية، وأنها لا تراها تسوي المداد الذي دنس ببنودها الظالمة...
وسعيد لأن الكيان الصهيوني يتصرف كالثور الهائج، وفي نظري الحالم لا يصل الثور إلى مثل هذا الهياج إلا في اللحظات التي تسبق سقوطه صريعا بين يدي مصارعه المحترف، ترونه بعيدا ونراه قريبا...
وسعيد لأن الغارة عرت النظام السوري وفضحت جاهزيته التي صادر حرياتنا ودمر مجتمعنا، وعاث بأمننا متاجرة بها، فكل مزاعمه في فرض حالة الطوارئ منذ أربعة عقود ونيف هو حالة التصدي للعدو، ثم إذا هو حين يحيس الحيس آخر من يعلم لأنه مشغول بمطاردة مثقفي شعبه وناشطيه المدنيين!!
{ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة216
فلنتفاءل حتى من خزي بني جلدتنا، فعسى أن يجعل الله في خزيهم فرجا، واشتدي أزمة تنفرجي!

3- هل قدمت ما يمكن اعتباره عدم موافقتك على ذلك بغض النظر عن عدوك المذهبي؟
عدوي المذهبي!
شو شايفك عم تنعدى من طائفيتنا ورايح تغلبنا كمان:D

ليس بيني وبين العلوي عداوة مذهبية، ونحن والعلويون شركاء في الهم، فدعنا من خطاب مرحلة مضت نجح النظام في أن يجرنا إليه جرا..

خلينا بالحاضر ننسى اللي كان:duh:

ماذا تريدني أن أفعل مثلا؟

هل تريدني أن أقدم ما تقدمه أنت مثلا؟! حكي مجرد حكي! لعيونك الحكي ببلاش يا صاح...:saint:

حين نريد الفعل، ونحن نطمح إليه جميعا فعلينا أن ننظر إلى المعوقات التي تحول بيننا وبين الفعل المشرف لصالح وطننا، إن ثقافة الرعب التي بثها النظام في شعبه حتى أفقدهم شموخهم الذي كانوا يفاخرون به في وجه الغزاة هي أول العقبات التي ينبغي تذليلها في طريقنا لبث ثقافة المواجهة والرفض والصمود..
ثم هل يطلب من الشعب أن يحمي جيشه ونظامه أم العكس؟ وماذا لو أننا فلسفنا الأمر وعدنا إلى الشعب حاميا ونصيرا، أكان يدافع عن طاغوت وهو يعيش في قبضة آخر؟ في رأيك لو أن صدام وهب شعبه بعض حرية في التسعينيات على الأقل، أكان سقوط بغداد سريعا بالطريقة المخزية التي شهدناها؟
شعب مستعبد هيهات أن يقاوم عن حرية نخاسه ، والشعب الحر يصنع المعجزات، وفلسطين شاهد ومشهود..

4- هل لديك حل تطرحه للرد على الإغارة؟

نعم لدي الحل، النموذج اللبناني الذي يريد النظام السوري حصره في الأراضي اللبنانية حل ممتاز...
ما دام النظام السوري متحمسا للمقاومة اللبنانية ومدافعا عنها، فالمستلب من أرضه مئات أضعاف مساحة مزارع شبعا التي يبرر فيها نصر الله بقاء مقاومته...
الجولان الأسير ألا يستحق من النظام السوري غض الطرف عن مقاومة سورية صنو المقاومة اللبنانية، خاصة وأن النظام يزعم أنه لم يزل في حالة حرب مع الكيان الصهيوني!
حسنا، إذن حالته لا تشبه حالة النظامين الأردني والمصري، فلا اتفاقيات تكبله، وأرضه محتلة، وشعبه يثور من أجل استعادة حقوقه، وهو لا يرى غضاضة في أن يكون للبنان جيش ومقاومة، فليسمح بمثل ذلك في سورية بدلا من تأمينه السرمدي لحدود الكيان الصهيوني حتى أنها لم تسجل اختراقا واحدا منذ التسليم!

5- هل أنت وجماعتك قادرون على تنفيذ الحل الذي تطرحونه؟

نعم ليسمح لنا بأنة نشكل مقاومة مثل مقاومة نصر الله، ونعده أن تكون موجهة للعدو الصهيوني لا سواه، فهل يفعل؟!


6- هل الحل الذي تطرحونه مرتكز عليكم أم على غيركم - بما فيهم الشعب السوري؟

الحل للجميع، لأن قضية الجولان وسائر الأراضي المحتلة هي قضية شعبنا كله، فلنطلق كل الخيارات للتحرير بما فيها خيار المقاومة، أوليس خير لنا أن نعيد لقرعتنا رونقها بدل أن نفتخر بشعر ابن خالتنا حسن نصر الله!

7- هل أجبتني عن تأكدكم من أن الشعب السوري معكم؟

من قال؟!:o
نحن مع الشعب السوري، لأننا جزء منه، أما هو فسيد يجب أن يكون عصيا على وصاية حزب أو جماعة أوفصيل مهما زعموا أنهم يمثلون ويهدفون! من العار على عاقل أن يكرر مأساة حزب البعث التي هزت كرامة شعبنا، كفانا وصاية وإقصاء وتهميش وادعاءات فارغة...

8- هل أنت متأكد أن قولكم كفى هو السبب فقط أم الحوادث الإجرامية هي السبب؟

الحوادث الإجرامية نتركها للمحاكمة المحايدة، وسيكتشف العالم يومها أن نموذج أبي عدس الذي بان عواره في قضية الحريري كان روتين سوري مع الخصوم طوال مسيرة الاستبداد التي حكم بها شعبه!

9- هل لديك دليل واضح على أن الشعب السوري ينظر لسببكم ويعف عن السبب الآخر؟

الأصل قانونيا ودينيا البراءة..
المتهم بريئ حتى تثبت إدانته، (فإن لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون) على ألا يكون شهودهم من عينة أبي عدس كما أسلفت!

10- هل "إعادة اللحمة بين أبناء الوطن" تبدأ بالسخرية من بعض أبنائه؟

(إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح)
هذا النظام منبت عن الشعب ومفروض عليه فرضا، ولا حرمة لظالم مستبد، على كل دافع أنت عن هذا التيار، واجعله ممثلا للشعب السوري، واترك غيرك يحكم عليك!
يا صاحبي فرعون لما تفرعن إنما كان باستخفافه قومه (فاستخف قومه فأطاعوه)
وفرعوننا ما فتئ من يستخف بهم حتى يجعلوه سوريا دون شعبه، بينما سخريته من مثقفي وطنه، ونعتهم بأقذع الأوصاف، ورميهم في المعتقلات لا يحرك في حسك الوطني والإنساني شعرة!
والله عيب!

11- ما قصدك بكلمة "شعبنا"؟ هل هم "المهجرون" بحسب اعتباراتك أم هم الموجودون في سوريا؟

أتكلم عن الأحرار غير الزحفطونيين في الداخل والخارج، وهم جبهة واحدة، لا يسرني أن أتماشى مع أجندة النظام في فرز خصومه جبهات شتى على قاعدة فرق تسد، وأتفهم سعي المدافعين عن النظام لتكريس هذا التوجه، وأتذكر أن العدو الصهيوني طالما قسم فتح وحماس أيضا لداخل وخارج زاعما أن مشكلته مع مشعل والقدومي في الخارج، بينما العقلاء جميعا يعلمون أنه حين الجد لا يفرق بين خصم وخصم!
ولا يضيرنا أن أخرجنا من أرضنا قبل ربع قرن، فقلوبنا فيها، بينما قلوب كثير من أزلام النظام وزحفطونياته خارجها مع أنهم يعيشون فيها، وما ذاك إلا أنهم يعتبرون بالدرس العراقي ويعلمون أن للظالم يوما، فليكن ثمة حيث يهرب أمواله !!!

12- إذا كان "شعبنا" يتضمن الموجودون، فهل تقصد بكلامك أنني مثلاً أعيش بلا كرامة ولا حرية ولا إنسانية؟

لا يهمني تقويم شخصك، (بل الإنسان على نفسه بصيرة، ولو ألقى معاذيره).

13- هل أنا من أولئك العبيد الذين يجيدون الصد ولا يجيدون الكر والفر أو أنه يفترض أن أكون كذلك لأكون من "شعبكم"؟

قلت لك لا يهمني تقويم شخصك، ولا دراية لي بخبراتك الفروسية والقتالية، كل ما أستطيع الشهادة به أنك تجيد الكر والفر في عالم الحكي!:23:

14- هل البيانوني هو ابن شداد الذي تعنيه؟ وإذا لم أطعه فسابقى عبداً؟
شداد وليس ابنه هو من استعبد عنترة، وهو الذي قال له حين دعا داعي القتال: كر وأنت حر

النظام الذي استعبد الناس، يستطيع أن يهب الناس حرياتها الأساسية وسيرى أي صمود سيصمدون، لولا أنه هيهات أن يفعل، فما لنخاس عيش ومصلحة وبقاء بدون استعباد ورق وسياط!

أرجو الإجابة بدقة عن الأسئلة السابقة وعدم التهرب بخطبة عصماء كالعادة.
فعلت :9:
تحية مع خالص الاحترام:redrose: