العزيز اسماعيل (f)
شكراً لتفضلك بالرد، وأشكرك أكثر لابتعادك عن الأسلوب الخطابي.

سأحاول الاستفادة من ردودك للحصول على مقارنة في الحلول التي يطرحها فكر الجماعة (يبدو أنك ممثلها في النادي) مع ما هو الوضع عليه من قِبل النظام الحالي "عدوكم المذهبي" مع وقف التنفيذ.

1- تقول أن تبيان الرأي في الحدث من قبل أبواق السلطة كان كلاماً مستهلكاً، لكن التعليق لم يكن مجدياً بل أكثر استهلاكاً ولم يفد إلا ببيان بعض "الزعل" الواضح في التهكم وهذا لا يفهم منه سوى تكرار لاستهلاك آخر قديم. وهذا لا يختلف في شيء عن أبواق السلطة، ولا عن السلطة ذاتها.

2- إذن، ترى في الغارة فوائد بحسب مبدأ مصائب قوم عند قوم، ولم يلفت انتباهك أي أثر آخر للفعل. وبهذا انشغلت بتصيد الحدث وتغاضيت عن الوقائع بأسبابها ونتائجها، وتلهيت بخزي بني جلدتك. وبالطبع فهذا هو ما ينتظره "شعبكم" من حلول، أن يخلص من المطاردة لأن يبدأ مطاردة أخرى. أليس هذا تطابقاً عجيباً مع ما تدعون أنه واقع حالياً؟

3- العدو المذهبي مع وقف التنفيذ ... وبما أنني لا أجيد سوى "الحكي" برأيك سأنتظر الأفعال منك على هذا الأوراق الافتراضية. ولكن الأفعال - برأيك - تصطدم بمعوقات ... إذن فهي "معوقات" سببها النظام؟ عجيب هذا التطابق ... فالنظام ذاته يلجأ لهذه الحجة.

4 و 5 - بما أنك تقدم حلاً من قبيل: (إذا فعلنا ... فهل) فالجواب سهل: ليتقدم إذن الزعيم البيانوني رسمياً بإعلان وطلب للجهاد في الجولان ويجهز جيشه وعتاده، وعندما يرده بشار الأسد ابقى قابلني. أذكرك أن حافظ الأسد وجه ما يشبه هذه الدعوة ولم يجرؤ أحد فلماذا؟ وما الذي تغير الآن؟ وهل يمكن للجماعة أن تتقدم الآن علنا ورسمياً بهذا الحل من بشار الأسد أم أنها تخشى من موقف الدول التي تنام في حضنها؟
أزعجتك مزاودات أبواق النظام فلا تكثر من التطابق بينكم حفظاً للمصداقية.

6- بدأت بوضع "المعوقات" سلفاً، وعممت المشاكل تماماً كما يفعل النظام عندما يقول أن الأرض المحتلة هي قضية شعبنا كله وبرأيكم هو يستغل ميزانية الجيش لذلك كما ورد في بيان الجماعة. طيب يا أخي لا تقلدون النظام في أفعاله! قضية الشعب ليست قضية الجولان فلديه من القضايا ما لا طاقة لكم بها ولا لعدوكم المذهبي الذي تزاودون عليه - وليس علينا - بها؛ وليس الشعب من يغر بهذه الأساليب بعد رؤية كل ذلك التطابق بينكما.

7- مشكلة لكم أن تُظهروا أن وصايتكم أكثر مرارة من وصاية البعث، وردك في 7 لم يفد الإجابة المتوخاة: هل أنت متأكد من أن الشعب معكم؟ وكان الرد بأسلوب عدوكم المذهبي: نحن مع الشعب ... يا صديقي أنتم مع الشعب، ويبدو أن الكل مع هذا الشعب المسكين حتى الأعداء. أكرر: هل أنتم متأكدون من أن الشعب السوري معكم يا جماعة الإخوان المسلمين؟

8 - يا أخي سألتك عن سبب تشرد الجماعة فبم أجبتني؟ أن "سيكتشف العالم يومها ..." ؟ أهو صعب أن تجيب بصراحة لماذا تشردت الجماعة السورية كي تلتف على السؤال بهذه الطريقة؟ بأي حال، إن وجدت إحراجاً في الإجابة فإنني أعفيك.

9- المتهم بريء حتى تثبت إدانته، صحيح. لكن هذا لا يلغي ما يسمونه "الدفاع". دعك من قضية أبي عدس فشهود عمليات إجرام الجماعة ليست شخصاً واحداً بل يمكن القول أنهم شعب كامل. ما الذي فعلته الجماعة للدفاع عن نفسها أمام هذا الشعب غير التمتع بجو لندن ورذاذها الناعم ووجباتها الشهية والله أعلم ماذا أيضاً عدا عن محاولات الالتصاق بمن هم مشهود لهم بالإجرام؟

10- إن قولي عن النظام السوري أنه من الشعب أيضاً ليس دفاعاً عنه، ولو أنك استمريت في اتهامك القديم هذا لي فأنا من سيترك الحكم عليك للغير. لكن ردك في 10 دليل آخر على تطابقكم الكامل مع من تتهمونهم بكل شيء. فلا فرحة لك إن أنا وجدت النظام مُتهماً بأمر وأنتم معه بالمثل. وهنا حق أن أقول لك أنا: والله عيب!

11- إذن، فـَ "شعبكم" هم: (الأحرار غير الزحفطونيين في الداخل والخارج). يا له من جواب مطاط بعبارة بهلوانية بسيطة الألفاظ! طيب يا عزيزي، من هم أولئك الأحرار؟ وكيف تثبت لنا أنهم معكم وليسوا ضدكم؟ أهي أحلام يقظة أم ضحك على اللحى؟ ذكرتني بإجابة المسؤولين في قرية "كفر غار" (بنت الحارس) رداً عن سؤال: (مين هنّة؟) ... ويكون الجواب دائماً: ( شِه ؟! هنّة). فمن هؤلاء الـ (هنّة)، وما دليلك على أنهم معكم؟

12 و 13 - أيا اسماعيل العزيز، لن أزعل منك مهما كانت صراحتك فصارحني ولا يهمك. أنت قلت أن الشعب السوري يعيش بلا كرامة ولا حرية ولا إنسانية وأنهم من أولئك العبيد الذين يجيدون الصد ولا يجيدون الكر والفر. وأنا والله يشهد من هذا الشعب السوري، فهل أنا أعيش بلا كرامة ولا حرية؟ وأنني عبد؟ وما هو دليلك. معلش ... تقويمك لشخصي يهمني إذا كان لا يهمك فأنجدني عجل الله فرجك. ولا ترد علي فقط بما يعني أنك تبزني كراً وفراً في عالم الحكي.
يعني باختصار: هل كل سوري يرفض طروحاتكم هو عبد يعيش بلا كرامة ولا حرية؟ وهل هذا الاتهام يميزكم عن "عدوكم المذهبي" مع وقف التنفيذ؟

14- شكراً للتصحيح! طيب ... هل يدعوني شدادكم للكر كي أصبح حراً؟
أولاً أنا لست عنترة، وثانيا لا نعيش زمانه، وثالثا: لماذا أكر لحرية وهمية عالماً أنني سأقع في استعباد أكثر شدة؟
إذا أردت البحث في الاستعباد الآخر فهذا موضوع أكثر طولاً واستقلالا عما نحن فيه هنا.

الخلاصة، لم أشأ أن أبين هشاشة استناداتك بقدر ما حاولت أن أبين أننا معاً غارقين في مشكلة واحدة وأكرر أننا ننظر لها من عينين مختلفتين. أنا أقيم الطرح من حيث فائدته وأنت تقيمه من حيث توجهه. "شعبكم" يا عزيزي يروم الفائدة، فلا توجهه ضد من لا يشعر به ولا بغيره لأنه لا يشعر إلا بمصلحته وهذه لا ولن يراها من خلال عينك وعيني. وبهذا فوقوفك موقف الواعظ والضاحك والساخر من أي قضية لن يزيده إلا ابتعادا عن طرحكم.

وأخيراً ... ## إم الما بيحبك :D
إنت وصاحبك اللي بيشفع لك: حسان، أبو المشاركات التعضيدية.
ويا حسرتي، أنا أردد مع "محمد عبده": لنا الله ...
كفرتوني :P

:redrose: