يسأل العزيز حسان – وافترض ان السؤال موجه الى كل سوري وليس العزيز ابو ابراهيم فقط - :
اقتباس:كيف تقترح أن تعمل المعارضة وتطرح برامجها في ظل نظام (( قمعي )) يمارس كلا الإرهابين الجسدي والفكري عليها
يا عزيزي .. مجددا احيلك الى ما قلته لك في موضوعك السابق عن ذات القضية ( والذي تحول الى ساحة للبصاق ! ) :
ان الاسد ومبارك والقذافي وصدام وفهد ... لم يهبطوا علينا من المريخ .. وانما هم في نهاية المطاف نتاج حتمي لهذا المجتمع الرديء .. في هذا العصر الرديء .. فهلا وعينا الدرس وسألنا عن سر ظاهرة الدكتاتور العربي الفاسد ؟ .
قبل أن نشتكي من الاستبداد علينا أن نسأل انفسنا : لماذا ظهر الاستبداد اصلا ؟ ..
سؤال اسأله وارجو ان تجيب عليه بصدق شديد : هل تعتقد يا عزيزي أن البيئة السياسية السورية اليوم تشكل مناخا صحيا للممارسة الديمقراطية ؟ ..
نعم .. اتفق معك 100 % على ان النظام البعثي القائم اليوم هو نظام قمعي ويمارس كلا الإرهابين الجسدي والفكري معا .. ولكن ماذا عن البديل المقابل ؟ ماذا عن المعارضة ؟ ( التي تحولت اليوم الى عراضة ! ) ؟ ..
هل وعت المعارضة مبادئ قبول الآخر واحترمت الحق بالاختلاف وسلمت بحتمية التعددية الفكرية في العمل من أجل الوطن ؟ ..
هل تمارس المعارضة القائمة اليوم الديمقراطية سلوكا وقيما ؟ وهل تعكس ممارساتها ولغة خطابها ايمانا حقيقيا بالاختلاف والتعددية ؟؟ ..
الا توافقني الرأي على أن الفوارق الحقيقية بين النظام والمعارضة قد انعدمت كليا من زاوية قبول الآخر ( النظام يعتبر كل من يخالفه خائن وعميل ومتأمرك وينفذ اجندة اجنبية .. والمعارضة بدورها تعتبر كل من يختلف معها : بعثي .. قرداحي ! ( لاحظ هذا المصطلح ! ) بوق للنظام .. مخابرات !! ( كذا ! ) ..
تأمل معي هذا الموضوع الذي اتحفنا به العزيز اسماعيل ردا على من نقد تصريحات البيانوني الأخيرة حول قضية التفاوض السلمي مع اسرائيل :
http://www.thisissyria.net/2006/06/30/articles/02.html
ودقق كيف يصف الآخر المختلف معه بأنه ( جوقة النظام الأسدي .. أوركسترا النظام السوري .. سذج .. زحفطونيون ) فهل تعتقد ان مثل هذه اللغة الحوارية مع الآخر والتي تطبع حوارات المعارضة اليوم ( وهي مازالت في صفوف المعارضة ! ) تصلح لأن تشكل مناخا سياسيا بديلا عن النظام ويبشر بالديمقراطية الحقيقية ؟؟؟ ..
هل يمكن أن نتأمل ممن لم يعتد بعد ممارسة الديمقراطية في صفوف المعارضة أن يمارسها بعد الوصول اليها ؟؟؟؟ ..
هل يمكن أن ينبت العوسج تينا ؟ أو الشوك عنبا ؟؟ ..
الشجرة الصالحة لا تنبت الا ثمرا صالحا .. والشجرة الفاسدة لا تنبت الا ثمرا ردئيا ! ..
اقتباس:كنت - ولازلت - ضد طرح الإخوان المسلمين ومفهومها لديموقراطية يستحيل أن يصنعها حزب إسلامي ، لكن فعلا : ما البديل ؟!
ثم ، لماذا عليك أن تأتي بالإخوان المسلمين كمثال موازي للمثال الذي طرحه النجم ؟ لماذا تضع الإخوان المسلمين شماعة وذريعة للفشل في التغيير ؟
لماذا لا تتحدث عن ربيع دمشق ورياض الترك ومنتديات المجتمع المدني والشخصيات (( المستقلة )) التي أجهض النظام السوري أحلامها وقص ألسنتها رغم أن برنامجها السياسي بمعظمه لم يكن يتمحور سوى حول مفاهيم (( أعتقد )) أن جميعنا يتبناها كاطلاق الحريات والديموقراطية ولو من داخل منظومة النظام
معك قلبا وقالبا فيما قلت .. وانا مثلك اؤيد هذه التجماعات والتحركات المدنية وبشدة ( رغم تحفظي على بعض مبادئ اعلان دمشق ) ولكن الا يحق لنا يا عزيزي ان نبوح بمخاوفنا من الاخوان المسلمين ورفضنا لمشروعهم وتشكيكنا بصدق ايمانهم بالديمقراطية وقبول الآخر الديني والمذهبي والسياسي ؟ خصوصا عندما نجد عندهم لغة ثنائية : لغة تمجد المعارضة العلمانية .. ولغة تقصي العلمانية ! ، والأهم عندما نجد بعض تيارات المعارضة تتحالف معهم لتحقيق هدف وحيد فقط هو اسقاط النظام .. ومن ثم الدخول في صراع قسمة الغنائم بين الاسلاميين المؤمنين والعلمانيين الكفرة ! بما يذكرنا بالسيناريو الافغاني ؟..
اقتباس:ماذا يقصد النظام السوري باتهامه قوى الداخل بأنها (( تسعى لتغيير الدستور بالقوة وإثارة النعرات الطائفية
اذا كان السؤال موجها الى العزيز ابراهيم فهو اقدر مني على الاجابة عليه ..
اما اذا كان السؤال موجها لي ايضا ( باعتباري زحفطون ! وقرداحي ! من جوقة بالنظام من وجهة نظر صديقنا اسماعيل وصحبه !!! ) فاقول :
يا سيدي الفاضل هذا السؤال يوجه الى النظام والمدافعين عن النظام ولا يوجه لنا ! ..
لقد بُحّ صوتي وأنا اقول : لا ادافع عن النظام .. بل انا من خصومه ومعارضيه ( واحسب ان هذا موقف الاعزاء ابو ابراهيم وايبلا ايضا ) بل لقد دفعت بالفعل ثمن معارضتي للنظام حسب ظروفي وامكاناتي ( وتم التحقيق الأمني معي عدة مرات بسبب أمر مضحك جدا ! ولست بوارد الحديث عنه الآن، ولكني اضطر للبوح بهذا الأمر الشخصي لمن لا يرى فينا الا مخابرات وابواق للسلطة وزحفطونيين !! في محاكاة سريالية للغة النظام نفسه !) ولكن .. اعتقد أنه من الخطأ ان ننظر للمعارضة على أنها معارضة لهدف المعارضة لا غير ! أو وسيلة لتصفية حسابات سياسية ..
أنا افهم المعارضة على أنها وسيلة لتلمس الاخطاء والدعوة الى تجاوزها، ولا انظر اليها على أنها الاكتفاء بوضع العصي بالعجلات ولعن الواقع بعجره وبجره .. بحسنه وقبحه ! ..
المشكلة يا عزيزي حسان أن البعض منا لا يرى من الالوان سوى الابيض والاسود ! .. وينسى أو يتناسى أن عالم السياسة تصنعه تدرجات الابيض والاسود معا .. ففي سورية اليوم الاسود الفاحم بلا شك .. ولكن هناك الرمادي .. والاحمر .. والاخضر .. والأبيض الناصع ايضا ! .. ( أقول هذا وانا اعيش في سورية .. بحلوها .. ومرها ) ..
من المفهوم أن يتهم النظام كل من يعارضه بأنه طائفي ( وهذا لون اسود فاحم ) ولكن .. هل هذا يعني أن بعض ( واشدد على بعض ) من ينتسب الى المعارضة مبرأ فعلا من الطائفية ؟؟ ..
مع التحية ..
شهاب الدمشقي.