اقتباس:ان رجمنا للحكام هنا ليس مجديا. ورجم حكامنا على الصحف وعلى محطات التلفزة أيضا ليس مجديا. المجدي هو ما فعله الأمريكان في صدام. دكت جيشه, وانتشلته من الجورة لمحاكمة صورية, ثم فصل رقبته عن جسده, ودفنه كالكلب تحت التراب, بعد تنصيب حكومة يختارها الشعب..!

ودمتم..

حسام راغب..

للأسف يا "حسام"، هذا أيضاً ليس مجدياً وليته كان ...

المشكلة يا صاحبي هي في "طينتنا نحن" وفي أهليتنا للتقدم واللحاق بالعصر وليس في تغيير "الحكام" فقط.

الأنظمة العربية عبارة عن "وجه لشعوبها" ليس أكثر ولا أقل. شعوبنا متخلفة تزني بها العقلية الديكتاتورية وآفات الجهل والدين. ولو سقط حكامنا، لسبب أو لآخر، بين ليلة وضحاها، فإن من سيتولى الحكم لن يكون إلا مثلهم، وجهاً آخر لذهنية متخلفة تغب من آبار الجهل والدين الآسنة.

ماذا سوف يتغير في مصر بحق السماء لو سقط "مبارك" وجاء "الإخوان" إلى الحكم - مثلاً -؟
ماذا تغير في فلسطين عندما "سقطت فتح" وجاءت "حماس"؟ وماذا تغير في السودان قبلها عندما جاء "الترابي" مصحوباً بالبشير إلى الحكم؟

الداء هو في "البنية الذهنية العربية" المتخلفة وليس في إفرازاتها السياسية والاجتماعية. المرض هو في الجسم وليس في الثياب الخلقة العتيقة البالية التي تغطيه. الجهل هو في "عقولنا" وليس في القبعات التي نلبسها على رؤوسنا.

حسناً، ما العمل إذاً؟
العمل يبدأ من "تنظيف العقل العربي" من الجهل والغيبيات واساطير الأولين أولاً. والعمل على بناء أسس جديدة قائمة على "المعرفة العلمية" و"الحداثة" و"المنطق".

ما يجب علينا اليوم هو "تحييد الله" من مركز الكون ووضع الإنسان مكانه. وتحييد "شرائع الله القديمة المتآكلة" وإحلال القانون الوضعي مكانها. ووضع "المعارف القروسطية" في "الدرج" وإخراج علوم العصر وقوانينه، في شتى المجالات منذ عصر الأنوار الأوروبي حتى اليوم، ووضعها على الطاولة.

من أين نبدأ؟
نبدأ من خلال عملية "نقد ونسف وجلي" لجميع الصدأ الذي علق بأذهاننا منذ عشرة قرون حتى اليوم. نبدأ بدراسات موضوعية فلسفية تحررنا من ربقة "ثوابت الأمة وهويتها" وهذا "القات" الذي يتحفنا به الإسلامويون اليوم، مع التأكيد على أن "الثابت الوحيد" الذي يجب أن يركن إليه هو حق هذه الأمة بالتقدم والنهوض بعيداً عن "المسلمات والبديهيات والمحنطات والمصبرات" التي ورثناها كابراً عن كابر.

الرهان هو على "العقل" وحده، وعلى "حركة التاريخ" وعلى الإيمان بأن "وعي الإنسان"، حتى لو ارتكس، فإنه سوف يمشي قدماً من جديد.

الرهان هو على منح العقل العربي أساسات منطقية يستطيع أن يبني عليها مستقبله، وهذا يأتي بمواصلة البحث والنقد والهدم والإصرار على بناء أساسات دول حديثة بمجتمع مدني وتعددية ومؤسسات تكفل "للإنسان" (رب الأرض الحقيقي) حريته وكرامته وأمنه وسلامه.

واسلموا لي
العلماني