قراءة اولية في كتاب مذاهب التفسير الاسلامي
للمستشرق اغنست كولد تسهير
تحقيق الدكتور عبد الحليم النجار

وبعد ان وصلنا بقراءة الكتاب الذي اهدانا اياه الاخ ابراهيم الى منتصفه لم اجد نفسي قادرا على الاستمرار بقراءته قبل تسجيل هذه الملاحظات على الكتاب


بداية لابد من الاشارة الى منهج كولد تسهير كمستشرق في دراسة التراث الاسلامي
كولد تسهير لم ينطلق في بحثة مسلما بما يسلم به المسلمين
من ان القرآن وحي منزل
هذه محسومة
كولد تسهير يتعامل مع مادة تاريخية كباحث وليس مع كتاب منزل يؤمن بحقيقته
بمعنى آخر كولد تسهير يعالج النص وفقا لمعاييره الاكاديمية هو والتي يعتبرها علمية ويتعامل مع النص القرأني كما نتعامل نحن مع النصوص الفرعونية او الاغريقية
من هذاالمنطلق ليس لنا ان نطالب كولد تسهير بان يؤمن بحقيقة الوحي القرآني او ان ينتصر له
بل من الغباء ان نطالب المستشرق بالايمان حتى لو وافقت بعض نتائجه اعتقادنا
كما فعل الدكتور نجار بتعليقاته على الكتاب
كولد تسهير لم يتعامل مع النص كأكليروسي
او يقوم بدراسة مقاربة او مقارنة بين النص القرأني والنص الانجيلي
ولم يحاكم النص القرآني بالتوراة والانجيل كما فعل يوسف درة الحداد او كما يفعل بعض (الاغبياء) عندنا عندما يحاكمون نصوص الاديان الاخرى بالنص القرآني

بل كان يقوم بعرض المذاهب الفكرية المؤثرة على تعدد تفسير النص واضطرابه
او على الاصح بعرض الاتجاهات لانك قد تجد اكثر من اتجاه تفسيري في نفس المذهب الواحد
لهذا لم ارتح لعنوان الكتاب واثار عندي شكا
فاذا كان العنوان من اختيار كولد تسهير فهذا يقدح بعلميته
واذا كان من المترجم فتلك مصيبة لان ترجمة النص ايضا لن تخلو من عدم الدقة ونقل ما يعنيه كولد تسهير حقيقة

على كل حال
اول ما يسجل من نقد على كتاب كولد تسهير مذاهب التفسير الاسلامي انه اعتمد على الرواية التاريخية للتدليل على اضطراب النص القرآني وتعدد معانية واالفاظه وتفاسيره
ومنها اسطورة الاحرف السبعة (المبجلة)

اعتماده على مرجع اساسي في دراسته وهي تفسير الطبري
وتفسيره بالمأثور
والمأثور عند الطبري فيه ما فيه من اضطراب ومأثور ضعيف وموضوع واضح الوضع
وقد تكون ليست محل اعتقاد عند الطبري وهذا ديدنه
فكيف يستدل كولد تسهير على الاضطراب بالمضطرب نفسه ؟

لم يتم تناول البحث عنده من وجهة نظر علماء اللغة العربية المشهورين ولا اشار الى تاريخ التنقيط والتحريك ومن قام به
ورعاه

تعمد كولد تسهير عدم الاشارة الى الاحداث السياسية واختلاف الصحابة واثر ذلك على روايات الجمع والقراءات

عدم مراجعة كولد تسهير لاتجهات المذاهب في التفسير من كتب رجال المذاهب نفسها بل اعتماده على ما يقوله غيرهم في تفسيرهم واعتقادهم
وهذه مشكلة تخدش علمية البحث ؟

يتبع
ولا مانع من تعليقاتكم