• الزميلة نسمه .
إن الجندي الأمريكي جلف و عنيف و للعسكرية الأمريكية سجل أسود مشين في فيتنام و غيرها ولا نتصور أن الجندي الأمريكي سيكون أحسن حالا في العراق ، فالجنود الأمريكيون من أدنى الطبقات الأمريكية و غالبا من المهاجرين الجدد أو الملونين ، أعتقد أن هناك جرائم كثيرة لم يعلن عنها في العراق و منها جراتئم اغتصاب فهي الأقرب لطبيعة الأمريكي ، هذا كله لا علاقة له بالمسيحية مثلا أو الليبرالية ،و لكنها طبيعة الإحتلال الأجتبي في كل مكان و زمان وهو الذي يستدعي المقاومة من جانب و الإنتقام الوحشي من جانب آخر ، إن ربط السلوك الإجرامي للمحتل بدينه أو بمذهب سياسي يعادي الإحتلال بشكل قطعي هي مجرد قراءة أيديولوجية متعسفة و خطاب دعائي ، و إلا ما الفرق بيننا و بين من ربط تفجيرات سبتمبر بالعقيدة الإسلامية و تعاليم النبي محمد ؟.
ربما يخفي عليك أن محاولة ربط الليبرالية او الديمقراطية بالتدخل الخارجي و الإحتلال الأمريكي للعراق هي دعاية أصولية توظفها بحماس في حربها ضد الحداثة و التنوير ، ولا مصلحة للوطنيين أو القوميين العرب في تبني هذا المنطق الأعوج ، هذا يشمل أيضا الفلسطينيين من غير الإسلاميين ، إننا نعرف عن يقين أن الأصولية الإسلامية افتقدت دائما الحس الوطني الذي تراه جاهلية نتنة ،و لعلنا نتذكر شعار مرشد الإخوان في مصر الخالد ( طظ في مصر ) ، إن التجربة التاريخية القريبة توضح من الذي تعاون مع أمريكا و الغرب لضرب التجربة الناصرية القومية ، ومن خدم المخططات الأمريكية لضرب الإتحاد السوفيتي صديق العرب المخلص في أفغانستان ، ومن قدم القواعد و المطارات لضرب العراق ، حسنا فلنذهب للعراق هل تجدين هناك الليبراليين على مقاعد الحكم أم الأصوليين الشيعة و السنة ؟،
إننا جزء من هذا العالم ولن نحل مشاكلنا بالنظر إلى الجانب الآخر و لكن بالتحاور معه لهذا علينا أن نعرفه جيدا ، نعرف من مع السلام و التفاهم و من مع فرض الحلول بالقوة ، إننا عندما نعتقد ان الليبرالية هي اليمين الجديد أشبه بمن يعتقد أن الثلج هو النار الموقدة ، تلك متناقضات موجودة في المجتمع الأمريكي بالفعل ، ومن يتابع الحدل داخل النخب السياسية في الولايات المتحدة يعرف ذلك جيدا ، من ينسب جرائم الإحتلال الأمريكي إلى الليبرالية أشبه بمن يعتقد ان المسيح هو الذي خان يهوذا و أن محمدا كان يدعوا لعبادة اللات و العزى و مناة الثالثة الأخرى ، مجرد خلط ناتج عن الجهل من المصدر الذي نقلت منه العنوان .
هذه الجريمة و غيرها مناسبة كي أؤكد على مبعض المرتكزات التي يجب أن تقود العرب العقلاء من غير أبناء الطوائف عند التعامل مع الشأن العراقي .
1. يجب ان يسعى الحقوقيون العراقيون - مع الإستعانة بلجان حقوق الإنسان العربية إذا كان ذلك ملائما لهم - إلى تكوين لجان نشطة لتسجيل و توثيق و متابعة جرائم الإحتلال و الإرهاب في كل أنحاء العراق و أن تعمل هذه اللجان تحت مظلة دولية بهدف مقاضاة قوات الإحتلال أو الدول و الجماعات الداعمة للإرهاب و فضحها إعلاميا وهذا ما حدث في فيتنام و كان له فعالية كبيرة ، على أن تشمل هذه اللجان جميع مكونات الطيف العراقي من شيعة و سنة و أكراد حتى لا توظف طائفيا .
2. على من يتصدى للشأن العراقي ان يتخذ موقفا مبدئيا ضد جميع الجرائم التي ترتكب بحق المواطنين العراقيين العاديين سواء بواسطة الإحتلال الأمريكي أو الإرهابيين السنة و الشيعة على السواء ، أما سياسية الكيل بمكاييل عديدة فهي سياسة عنصرية و طائفية لا تنطلي على أحد .
3. العمل بكافة السبل على سرعة تخلص العراق من قوات الإحتلال الأجنبي و استعادته لحريته و استقلاله كاملا ، و يجب أن يكون هذا هو الهدف الأول لجميع الأطراف بعيدا عن الطائفية الضيقة اللعينة أو الولاء لهذا الزعيم أو تلك العمامة من أصنام العراق الجدد و القديمة على السواء .