اقتباس:هل الآن و في مرحلة العولمة و أحادية القطب ممكن بناء نماذج تنموية تقليدية كنهج الاعتماد على الذات مثلا ؟ أم أنه tooooo late الآن و سنبقى جماعة "طول عمرك يا زبيبة "
ماشي يا هالة ولو أنك كنت غلباوية معي في الاسبوع الماضي
شوفي يا ستي
لا يمكن للعولمة أن خلاصا أو ملجأ إلا إذا تمت عولمة سوق العمل في العالم بمعنى أن يتمكن أي شخص في أفريقيا أو في اليمن أو سوريا من السفر إلى أي بلد صناعي والعمل و الإقامة فيه.
وهذا بحد ذاته أمر مرفوض رسميا و شعبيا في الغرب وفي كل الدول الصناعية المتقدمة المستفيدة من هذا الوضع بل هو حتى غير مطروح في خطابهم وأدبياتهم.
هم يريدون فقط عولمة سوق تبادل السلع والخدمات فقط وهذا أمر في غاية الخطورة وغير عادل لأنه لأنه يحول دون أن تتمكن الدول النامية من تكوين رأسمال صناعي في ظل المنافسة التي توضع فيها صناعته الناشئة مع صناعات الشركات المتعددة الجنسيات التي تملك مئات المليارات من رؤوس الأموال فتتحول هذه الدول إلى مجرد سوق ولا تحصل أي تنمية في المجتمع ولا يستفيد من هذا الوضع سوى بعض المنتفعين من الطبقة الكمبرادورية (البرجوازية الطفيلية) أو أصحاب الوكالات المرتبطين مع مراكز صناعية خارجية اللي عايشين على الكومشن و هؤلاء ليس من مصلحتهم على الإطلاق قيام صناعة وطنية في بلدانهم.
التجارة الدولية يا هالة يوجد فيها رابح و خاسر مهما حاول
مهما حاول منظروا الاقتصاد الحر ان ينظروا و يتفلسفوا علينا
أما موضوع الاعتماد على الذات فهو يحتاج لاقتصاد مغلق و اقتصاد كبير ذو تعداد سكاني عالي وبلد ذو موارد كبيرة مثل دولة الوحدة العربية فكلما كان عدد السكان كبيرا كلما ازدادت السلع والخدمات التي يصبح الاستثمار فيها مُجدي اقتصاديا وبالتالي اقتربنا من الاكتفاء الذاتي والعكس صحيح.
وأيضا كلما كان الاقتصاد مغلقا أو على الأقل محميا برسوم جمركية عالية كلما ازدادت السلع والخدمات التي يصبح الاستثمار فيها مُجدي اقتصاديا وبالتالي اقتربنا من الاكتفاء الذاتي والعكس صحيح.
وقد شاهدت بنفسي كيف أن الاقتصاد المغلق في اكثر من دولة عربية ادى لزيادة كبيرة في الإقبال على الاستثمار الصناعي وظهور مدن صناعية
أخيرا أود أن أخبرك أن 10% فقط من الدخل القومي للولايات المتحدة يعتمد على التصدير والباقي يعتمد على الإنفاق الاستهلاكي المحلي و الحكومي وهما أبرز مكونين للدخل القومي بالإضافة إلى (فرق الصادرات و الوارادت و ريع الأرض) فلماذا لا تتعلم حكوماتنا من هذا النموذج بل ان تحاول ان تحاكي النماذج الشاذة لسنغافورة وهونغ كونغ.
سلام