اقتباس:  Grendizer   كتب/كتبت  
أولا أود ان ارحب بالاخ العميد

وأرحب قبل ردي هذا بالأخ الحبيب العميد أيضا، وأستميحه عذرا بتطفلي هذا عليه، فإني أخشى انشغاله بمواضيع أخرى لا تقل أهمية عن هذا الموضوع، وأرجو أن يقبل الزميل ردي بصدر رحب وتعقل لا بتسرع وتهور، ولا يطعنن في هذا وذاك من علماء ذاك الزمان فإني أخشى عليه من عاقبة لا تحمد إن هو استهان بأمر هؤلاء رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.

اقتباس:  Grendizer   كتب/كتبت
وارى من كلامه على انه يشير بيد الاتهام الي في الطعن في حديث عبدالرزاق.

حق الأخ الكريم أن يشير إليك يا زميل، فما فعلك ذاك بسهل ولا بسيط ولا يرضى عنه مؤمن أو مسلم مستقيم أبدا.

اقتباس:  Grendizer   كتب/كتبت
فأود ان أوضح نقطة بهذا الخصوص. لقد أوردت ثلاثة اسماء يقولون بشكل صريح بعدم الثقة بروايات عبدالرزاق. الذهبي، وأبوحاتم، وعباس العنبري. فهل هي مصادفة ان يجتمع ثلاثة لايعرفون بعض في الطعن في حديث عبدالرزاق؟

رجعت يا زميل للتدليس العجيب، فما قال أحد هؤلاء بعدم ثقة عبد الرزاق أبدا، بل رأى أحدهم تفرده ببعض الأحاديث التي أنكرت عليه (ولا يعني صحة كلام من أنكر عليه، وكم وجدنا أحاديث أنكرت على بعض الشيوخ صححها العلماء الأجلاء، ووجدوها صحيحة سليمة لا ضعف فيها، وما يكون الاستنكار في كثير من الأحيان إلا بسبب فهم خاطئ للحديث، والذي بسبب ذاك الفهم ما كان يرويه معظم الرواة) وأما أبو حاتم فما طعن في عدالة عبد الرزاق، بل رفعه على بعض الثقات، ولكنه رأى عدم الاحتجاج به تعنتا وتشددا كما هي عادته في نقد الرواة، وهذا معروف ومشهور في حال أبي حاتم الرازي لا يخفى على أحد من أهل الصنعة أبدا، كما وأن أبا حاتم لم يلق عبد الرزاق وما سمع منه، إذ كانت ولادته سنة 195 للهجرة، بخلاف أحمد وابن معين الذين سمعا منه وطلبا الحديث على يديه، وكلاهما إمام في الجرح والتعديل، بل ابن معين متعنت ومتشدد في الجرح والتعديل، ومع هذا فقد جاء يوثق عبد الرزاق، بل نص على قبول حديثه وإن ارتد عن الإسلام وما ذاك إلا لصحة حديثه وقوته وسلامته وتقدمه على غيره في هذا الشأن، وأما عباس العنبري فإنه ما كان ليتهم عبد الرزاق بالكذب المقصود أو المفهوم من اصطلاحنا اليوم ثم يأتي ليروي عنه وينقل عنه الحديث، وقد وجدت المزي في تهذيب الكمال يذكر في ترجمة العنبري أنه يروي عن عبد الرزاق، فرجعت إلى بعض أصول الحديث فوجدت له رواية عند الترمذي، في كتاب: كتابة صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم- باب منه –يعني مما جاء في الشفاعة- حديث 2435 ، يقول فيه الترمذي: (حدثنا العباس العنبري حدثنا عبد الرزاق) فهل يقول عاقل بعد هذا إن مراد العنبري من كلامه ذاك الكذب المعروف في اصطلاحنا اليوم أم هو الكذب بمعنى الوهم والخطأ المستخدم عند أهل اللغة قبل ضياعها؟!! ولا أرى العنبري إلا لقيه بعد التغير والاختلاط وقبوله التلقين فروى عنه ما عُرف واشتهر عن طلاب عبد الرزاق قبل الاختلاط وترك ما سوى ذلك مما يراه مخلطا أو متغيرا فيه.

ثم إنك يا زميل تخلط خلطا عجيبا، إذ تجمع بين العنبري وأبي حاتم والذهبي في صعيد واحد، فالأول قد لقي عبد الرزاق نعم، ولكن الثاني ما لقيه ولا أدركه فولادته كانت سنة 195 للهجرة، وعبد الرزاق كانت وفاته سنة 211 للهجرة، ولا شك أن أبا حاتم تأثر بقول العنبري أو من لقيه بعد الاختلاط فآثر عدم الاحتجاج به تعنتا منه كما هو معهود ومعروف في حاله رحمه الله، وأما الذهبي فما عاصر هذا وذاك ولا رأي له مستقلا في هؤلاء، إذ وفاته كانت سنة 748 للهجرة، وما قوله في هؤلاء بمصدر أو أساس وإنما هو مرجع يرجع فيه للاستئناس عند أهل الاختصاص، وهو إنما يجمع أقوال العلماء أولئك الكبار فينظر فيها ويخرج بالنتيجة والجواب، وقد نص في الحقيقة على النتيجة القاطعة في شأن هذا الرجل والتي أهملتها لا أدري عمدا أو تدليسا في مداخلتي الحاملة للرقم 40 وقد ذكرت لك أن الذهبي رحمه الله تعالى ورضي عنه قد جاء على ذكر هذا الإمام في كتابه (الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم- صفحة 125) وما ذاك إلا قطع منه بسلامة هذا الرجل الهمام وتوثيقه، وما نقل في كتابه ذاك إلا ما قيل في حقه من طعن، لا أنه قبله أو وافق عليه.
وما سوى ذلك من طعن في بقية رجال الصحيح فما هو المكان المناسب له إلا إن شئت طرح موضوع له مستقل، فحديثنا هنا يدور في هذا الحديث ولا علاقة لنا بما سوى ذلك من حديث.

وأما الجرح فإنه يكون مقدما على التعديل إن لم يوثق الرجل، فإن وثقه أحد علماء الجرح والتعديل المعتبرين وجب بيان جرحه وتفسيره وإلا رفض جملة وتفصيلا، وما أحد من هذين الإمامين بين سبب الطعن مفسرا فأنا يقبل قوله وكلامه وقد وجدنا من يوثقه ويرفع من قدره ومن كبار علماء الجرح والتعديل أحمد وابن معين، بل ويحتج به البخاري ومسلم في الصحيح، فهل يقبل عاقل طعنا في أحد الثقات من غير ما بيان؟!!!

هل ذكرا أحدهما حديثا خالف فيه عبد الرزاق نفسه؟! أو روى عن أحد ولم يسمع منه كذبا؟!

هل ذكر أحدهم حجة لعدم قبول حديث هذا الإمام؟!!

إذا كيف تريدنا قبول كلام مرسل غير مبني على أصول الإسلام الأساسية في قبول الطعن والجرح في خلق الله؟!!