اقتباس: توما الرائى كتب/كتبت
اذن تأثير اللاهوت على الناسوت انه جعله - اى الناسوت -قادر على فعل ما يفعله اللاهوت .
العزيز توما
مرحبا
كثيرون فعلوا ما يفعله اللاهوت كحزقيال وبولس مثلاً، صحيح أن هذا حدث بإرادة اللاهوت ولكنه يعني أيضاً أن الاتحاد المعني لم يتضح تأثيره الفريد بعد. حالة المسيح في هذا الاتحاد ما زالت مختلفة عما حددته كنتيجة للعلاقة.
أعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال يجب أن تكون من صلب فلسفة الإيمان أكثر من كونها تستشهد بوقائع محسوسة كإقامة الموتى وخلافه.
فالإيمان المسيحي يقوم على حقيقة هذا الاتحاد الموعود منذ خروج آدم من الجنة، وهو مبني على أساس الإيمان المسيحي بأن يقوم الخالق بفداء البشر بموته. والخالق لا يموت، الناسوت يموت، من هنا فهذا الاتحاد هو ضرورة لاتمام وعد الرب بالفداء بالموت البشري للتكفير عن خطيئة مزعومة لسنا في صدد دراستها.
أعتقد أن نتيجة الاتحاد ستكون في هذا الاتجاه، الفداء يتطلب موتاً، الموت يتطلب ناسوتاً، يتجسد الرب بحلوله في هيئة بشر لديه مواصفات الناسوت الكاملة أهمها الموت الذي هو هدف هذا الاتحاد بحسب الإيمان المسيحي. يموت الناسوت، ويرتفع اللاهوت نحو مصدر حلوله الأول. ويعود بعد ثلاثة الأيام كدليل على أن اللاهوت غير مائت، وأنه قهر الموت، وأدى المهمة التي وعد عبيده بها. وهنا يقوم غموض آخر حول طبيعة هذا الفداء الذي هو أكثر تعقيداً من علاقة اللاهوت بالناسوت وأفضل أن نبقى في موضوعنا الآن. مما سبق يكون تأثير اللاهوت بالناسوت أبعد من التأثير بذات شخص المسيح البشري الذي بقي على مواصفات البشر الكاملة من أكل وشرب ونوم وتبرز وجوع وألم وصولاً للموت. بل يتجاوزه إلى التأثير بالجنس البشري عموماً حيث أوصله إلى تحقيق وعد الرب له، وخلصه من خطيئته الأصلية، ووضعه على حافة خطاياه الذاتية وليس الموروثة.
بهذا يؤمن المسيحيون! قد يكون هذا الإيمان صورة عن إيمان آخر وقد لا يكون، قد يصدقه البعض ويرفضه الآخر، إنما السؤال كان حول هذه النتيجة ولا أعتقد أن أي مسيحي سيختلف معي في حقيقة هذه النتيجة التي صورتها آنفاً. أما عن المسلمين - وزعيمنا أحدهم - فلهم أن يطلعوا عليها بحسب سؤالهم وعرض النتيجة هنا هو إجابة وليس دعوة للتصديق بل شرح مبسط لما يؤمنون حتى وإن اختلف عما يورده كتاب المسلمين عنه أو عن أي حدث مسيحي آخر.
أحب أن أؤكد هنا على أن الهدف من الحوار هو المعرفة ومحاولة النقد بالمعقول وليس التهجم والوصول بالموضوع إلى ما يتنافى مع طبيعة الحوار الجاد والهادف وصولاً لمهاترات تبعده عن هدفه الأساسي: المعرفة ومحاولة النقد المعقول، كما هو حال بعض مواضيع هذه الساحة في فترة سابقة ليست بعيدة.
بانتظار آراء المسيحيين والمسلمين.
(f)