الأخ الكريم غرندايزر

لم أقصدك أنت بالتحديد فقط بل جملة من الإخوة من سلكوا هذا المسلك في رد السنة الصحيحة بالأهواء ، ولنكون صادقين معك أخي فإن كل من رأيناه يرد السنة برأيه لاحظنا فيه بأن معلوماته قليلة جداً في علوم الحديث إن لم تكن معدومة .

ونحن إنما نتكلم معك أخي الكريم في هذا الموضوع من دافع محبتنا لك وغيرتنا عليك ، فإن ما تُقدم عليه أمر خطير وليس بسهل كما تفضل أخي الدارقطني ، فإننا نأمل منك ومن إخواننا مراجعة أنفسهم وعدم الحكم دون تعمق ودراسة .

تفضلت بالقول ( لقد أوردت ثلاثة اسماء يقولون بشكل صريح بعدم الثقة بروايات عبدالرزاق. الذهبي، وأبوحاتم، وعباس العنبري ) .

سنناقشها معك ، وإن كان أخي الدارقطني وفَّاها حقها ، ولكن من باب تكميل الكامل ، أقول وبالله أستعين :

أما الذهبي فقال عن الإمام الجهبذ عبد الرزاق (( الحافظ الكبير، عالم اليمن، أبو بكر الحميري، مولاهم الصنعاني [COLOR=Red]الثقة

فهو عنده ثقة أخي الكريم وليس كما فهمت ، أما عبارة " له ما ينفرد به" فهذه ليست جرحاً حفظك الله ، وكم من إمام حافظ انفرد بأحاديث لم يروها غيره .

أما أبو حاتم فقال (( يكتب حديثه ولا يحتج به )) ، فليس كما فهمت حضرتك منها حيث قلت "وقال أبا حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به (يعني زي عدمه) ".
فهذا القول منك أخي الكريم قول بلا دراية بمصطلح العلماء في ألفاظ الجرح والتعديل ، فهذا القول يدل على أن الراوي صدوق ولكن الضعف في حفظه ، وبمعنى آخر أن حديثه يتقوى بالشواهد والمتابعات ، وليس كما تقول "عديم الجدوى" فانتبه بارك الله فيك ، فلو كان عديم الجدوى لم يكن هناك من داع لكتابة حديثه والاشتغال به .

فالإمام عبد الرزاق لا شك في صدقه عند أبي حاتم ، ولكن المشكلة عنده في حفظه ، وهذا يترجح أنّ أبا حاتم عنى بتغير حفظ عبد الرزاق في آخر حياته ، وكما أشار الأخ الدارقطني إلى أن سنة وفاة عبد الرزاق هي 211 ، وسنة ولادة أبي حاتم هي 195 ، فهذا يدل أن أبا حاتم عرف عنه في آخر حياة الصنعاني عندما تغير ، فعلى هذا يُحمل كلام أبي حاتم ويوجَّه.

وبقي كلام الحافظ العنبري ، وهو تكذيبه للإمام عبد الرزاق وهذه تُحمل على الكذب بمعنى الخطأ هو ما ذكره الأخ الدارقطني ، والخطأ في الروايات كانت بعد أن عميَ وذهب بصره فتغير حفظه .


وسوف يكون لي متابعة إن شاء الله ..