حضورك أنت يشرفني، وأبدأ بالتعريف عن نفسي بما يمكن، وقد أغفل بعض النقاط متعما عدم الإجابة:

أنا من أصول فلسطينية طردت من قراها عام 1948، وأجول العالم الآن لا قرار لي بعد حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا،
عمري 28 سنة،
متزوج وعندي غلام عمره سنة،
أقدم الآن أطروحة الماجستير في شؤون الأغنام


ما سبب انهيار المسلمين ؟
وهل للخلافات الدينية دور في ذلك ؟
هل اهتم المسلمون بدينهم على حساب العلم وباقي سبل التقدم ؟

سبب انهيار المسلمين ليس سببا واحدا بل عديد،
فلنلاحظ أن أهم الأسباب هو خلو مركز القيادة في وعي الناس وضميرهم من مرجع موحد يستقون منه معالجاتهم لمشاكل الحياة المختلفة، ذلك أن وجود إطار جامع يشكل وجهة النظر عن الحياة يجعل الأمة كلها تنظر إلى العالم من زاوية واحدة وتفهمه بمنظور واحد ليس عسفا بل طبيعيا بمعاناة من المثقفين وبالتبع من العامة.

هذا المكان قد شغلته العقيدة الإسلامية ردحا طويلا من الزمن، هي وما ينبثق عنها من أحكام وما يتعلق بها من أفكار، ثم لعدم وجود مضخات تحافظ على بقاء الفكرة الأم في القيادة، أزيحت لصالح غيرها، لكن الغير لم يأت ولا يعمل أحد للإتيان به.

الخلافات الدينية مبكرة الظهور في تاريخ الأمة، وهي وإن كانت من عوامل الضعف، إلا أنها لم تكن من عوامل الانهيار وخليق بها أن تكون، ولا ألاحظ لها من وجهة نظري الخاصة أية أهمية في ترسيخ وتكريس الانحطاط.

بالنسبة للعلم أخي العزيز، فالحاجة أم الاختراع، وليس العلم مهما إن لم يتنظم السلوك البشري، والمسلمون كما غيرهم اهتموا بتنظيم السلوك البشري، وهذا السلوك المنظم على نسق واحد في المجتمع سوف يؤدي إلى الإبداع تلقائيا.