أخي العزيز غالي:

معك حق لم يكن من الواجب أو اللائق عليّ أن أستخدم هذه العبارة و خاصة أني شخصيا من دهماء الشعب و لا أدعي أني أنتمي لطبقة راقية. لذلك أعتذر للزميل المحترم و للجميع. كل ما في الأمر أني محبط. فتحت الموضوع بهدف مناقشة و استفسار. بعد كل هذه القراءات و الدراسات تيقنت أن لا أحد يغيّر أحد أو أحد يمتلك ما يسمى بالحقيقة المطلقة. هذه هي قناعتي الداخلية. لم أصل لهذا بين يوم و ليلة و لكن تجاربي مع الناس علمتني ذلك. أردت فعلا أن أسمع لطرفين ناضجين في الحوار و هما رحمة و هو يمثل الاتجاه الشيعي و العميد صديقي القديم من أيام البالتوك و هو يمثل التيار السلفي. لا أريد أبداً إثبات أي شيء. أريد فقط أن أتعلم بالاستماع الهاديء المتدبر لما يقوله المتعلمون. و طلبت كعادتي و أنا خجلان من الأخ زيد و لكن الحمية الدينية أعرفها جيداً لأني مررت بها في أطوار مختلفة من حياتي و في حياتي أعتبرها البلاء العظيم و الذي كان من الواجب عليّ التخلص منه. لا زلت آمل بأن أتابع العميد و رحمة يتفاعلان و أقرأ ما يقدمه كل منهما في ضوء كتاب جولدتسيهر. شكراً لك لأنك لفتت نظري و دائما أرحب بمن يلفت لي نظري حتى أنمو و أتجاوز عيوبي.