{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 5 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
Waleed غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 959
الانضمام: May 2005
مشاركة: #98
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية
[CENTER]تابع: متى و كيف بدأت الأزمة الحالية؟ و ما السبب المباشر فيها؟

وصلنا للسؤال المشروع و الطبيعي:-

"كيف وصل الغرب لهذه النتائج المبهرة تقنيا و لم نصل نحن لها؟"
ثم "كيف إستطاع الغرب النجاح نسبيا - أكثر منا - في تمثل القيم الأخلاقية التي نعلمها جيدا بل و نتخذها هدفا و نبراسا - بينما واقع حالنا أبعد ما يكون عن تمثلها؟"
و "من أي مصدر إذا تمثل هذا النجاح المبهر أخلاقيا و معرفيا كنتيجة مباشرة له؟"


لقد تيقن المبشرون الأوائل بالحداثة منذ البداية أن الحضارة الغربية قد تخلصت من الآلهة - أو على أقل تقدير حبستها بدور العبادة و تعلمت أن تعيش حياتها اليومية بدونها.

لكنهم إعتقدوا - أو أرادوا أن يعتقدوا - أن هذا الموقف من الدين هو موقف أخلاقي (أو بالأحرى لا أخلاقي) و ليس معرفي و من الأفضل لجميع الأطراف غض الطرف عنه.

نحن لسنا بصدد نقد هؤلاء الرواد أو توجيه اللوم لهم - فسواء تم ذلك عن عمد أو جهل أو خوف - و سواء كان هناك طريق آخر لتمرير الحداثة أم لم يكن - فغرضنا هو معرفة مكمن الزلل و ليس محاكمة قوم قد يكون ما فعلوه من قبيل "ليس بالإمكان أفضل مما كان".

لقد وضع المحدثون الأوائل مفردات الحضارة الغربية (مثل الخلفية المعرفية العلمية - المنظومة الأخلاقية / الإجتماعية - المنظومة الإقتصادية) في شكلها النهائي حينئذ - و خارج سياقها - وضعوها جنب لجنب على طاولاتهم و ماكينات حياكتهم لكي يعملوا فيها بالقص و اللصق و الرتق بغرض أن تتناسب و مقاساتنا.

لم يكن الرد بأمانة على تلك الأسئلة المطروحة هو الغرض - بل كان الرد بما يمكن أن يقبله المجتمع هو الغرض.

في النهاية - أنتج هذا الفكر التوفيقي منظومة فكرية جميلة الشكل و المقصد - قد تناسب العقل الجمعي لمجتمعاتنا - و لكن كل ما يعيبها أنها منظومة خيالية - لم و لن تتواجد سوى بخيالاتهم و من المستحيل تواجدها على أرض الواقع. مالبثت تلك المنظومة الخيالية أن تحطمت على أرض الواقع فيما هو حالنا الراهن.
فماكينات الحياكة أنتجت لباسا جميلا - من خيوط الوهم - إهترأ علينا بمجرد إرتداؤه. تاركا إيانا عراة حتى من لباسنا السابق الذي لم نعد نستطيع إرتداءه.

لقد تغاضى المحدثون الأوائل عن طبيعة كل منظومة - من حيث:
- هل هي سبب أم مجرد نتيجة محتومة لمنظومة أخرى؟
- و هل من الممكن تبني منظومة ما منهم كمنتج نهائي قابل للتطبيق بدون المرور على شرط وجود هذه المنظومة؟
- بل و هل من الممكن بمكان تبني منظومة ما بعد العمل على تجزئتها و إنتقاء ما نرغب منها؟
- هل تقف تلك المنظومات جنبا لجنب فقط و بدون أي تأثير متبادل - بحيث من الممكن أن تعدل في إحداها - دون أي تأثير يذكر على الباقي؟


أخطأ المحدثون الأوائل أخطاءا علمية قاتلة - في غمرة محاولاتهم تمرير الحداثة - و مع الزمن و إستمرار نفس الظروف و الملابسات و بمساعدة شديدة من الفكر الديني -تراكمت مثل كرة الثلج تسقط من على جبل من جليد.

و دعنا نبدأ بدراسة كل منظومة على حدة - من حيث طريقة تمثلها بواسطة المحدثين الأوائل (و للآن) و أسلوب الترويج لها.

[CENTER]المنظومة الأخلاقية الإجتماعية

لم يكن نجاح الغرب في تمثل منظومة أخلاقية / إجتماعية / قانونية متسقة و مؤثرة راجع أبدا لتمثل مجموعة القيم الأخلاقية العليا مثل (الحق - العدل - الحرية - حقوق الإنسان .. إلخ) - فهذه القيم العليا كانت أبدا شعارات رفعها الغرب على مر تاريخه و أقربه الحقبة المسيحية.
أي أن هذه القيم الأخلاقية العليا كانت هدفا إفتراضيا على الدوام - ليس للغرب وحده بل و تقريبا كافة الحضارات. و الحكم على مجتمع ما بالنجاح يأتي في قدرته النسبية على تفعيل هذه القيم على أرض الواقع. أي المنظومة الإجرائية لهذا المجتمع و التي تضمن تفعيل هذه القيم بقدر الإمكان و بأكبر قدر ممكن.

نجاح الغرب إذا كان مع منظومته الأخلاقية / الإجرائية / القانونية الجديدة - و التي ولدت و ولد معها مصطلحات لقيم أخلاقية جديدة لم تكن متداولة و لا تعتبر من القيم الأخلاقية العليا - بل هي قيم أخلاقية إجرائية تهدف لضمان الوصول للقيم الأخلاقية الأعلى بعد فشل المنظومات الدينية الأخلاقية في الوصول لها.
و من أمثلة تلك المصطلحات الجديدة (الديموقراطية - الليبرالية - حرية التعبير - الحرية الفردية - حقوق الإنسان - الدستور - العقد الإجتماعي .. إلخ).
و هنا يجب ملاحظة أن بعض هذه المصطلحات ليست بجديدة و قد تم إستخدامها على مر التاريخ - الغربي على الأقل - لكن ما تغير هو مدلولات الألفاظ و بشكل كامل - فديموقراطية الرومان - ليس بالتأكيد ما نقصده الآن بنفس المصطلح. و حقوق الإنسان ليست هي بالتأكيد حقوق الإنسان الذي يرضخ للحكم الديني و الدستور ليس هو الكتاب المقدس.

أي أن النجاح الغربي أتى مع مولد تلك المنظومة الإجرائية الجديدة و معها قيمها الأخلاقية الجديدة أيضا - و ليس في تمثل القيم الأخلاقية العليا و الثابتة أصلا.

على مر التاريخ - وجدت القيم الأخلاقية العليا - ثابتة تقريبا - و وجدت المنظومة الإجرائية التي تضمن قدر الإمكان تمثل تلك القيم. مختلفة من مجتمع لآخر و من بيئة إجتماعية لأخرى.
كان أحد الأخطاء التاريخية للأديان هو تثبيت المنظومة الإجرائية بوصفها تعليمات الإله. غير عالمة - و لا حرج في ذلك نسبة لبيئة ظهور الأديان - غير عالمة بكم التغيير الذي يمكن أن يطرأ على المجتمعات من جهة - و الأهم من ذلك - مغلقة كافة الطرق لتلافي أي خطأ إجرائي في تلك المنظومة. أي مغلقة الطريق للتحسين و التطور ( تحت بند: هل يحتاج الإله لأي تعديل أو تحسين أو تطور؟).

كان نجاح المنظومة الأخلاقية الإجرائية الغربية في كونها منظومة متحركة - غير ثابتة و غير مقدسة - وضعها الإنسان و ليس الله - و لصالح الإنسان و ليس الله. و بالتالي فهي تمتلك خاصية ذاتية هائلة العبقرية على بساطتها و بداهتها - و هي القابلية للتجريب و التكذيب و التعديل - أي المرونة الكافية في طريقها الصعب لتمثل القيم الأخلاقية العليا لصالح أكبر قدر ممكن من البشر.

لقد تغير إذا جوهر المنظومة الإجرائية الأخلاقية تماما لصالح الحركة و ليس الثبات - فيما هو مناف و مضاد لطبيعة منظوماتنا الأخلاقية تماما.


و لكن لماذا تغير جوهر تلك المنظومة؟ و من هو الأب الشرعي لهذا التغيير؟

يتبع ,,





07-06-2006, 08:41 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
العلم , الدين , اليقين و أزمة الحضارة الإسلامية - بواسطة Waleed - 07-06-2006, 08:41 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الحضارة الغربية هي أعظم حضارة في تاريخ البشرية ... العلماني 30 1,784 09-22-2014, 02:54 AM
آخر رد: Dr.xXxXx
  السلفيون يبثون الرعب في مدرسة اعدادية وينزلون العلم التونسي الجواهري 0 571 04-04-2012, 07:06 PM
آخر رد: الجواهري
  أزمة الحداثة الغربية وإبداع الحداثة الإسلامية مراجعة لكتاب: روح الحداثة فارس اللواء 11 1,917 03-06-2012, 09:07 PM
آخر رد: فارس اللواء
  دور العقلانية الإسلامية في إعادة صياغة الوعي الثوري فارس اللواء 3 1,147 03-02-2012, 09:09 PM
آخر رد: فارس اللواء
  نسف نظرية الخلافة الإسلامية نظام الملك 11 3,238 12-26-2011, 01:02 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 23 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS