اقتباس:  هاله   كتب/كتبت  
عزيزتي روزا  
لم أقرأ الا أقل من نصف هذه المقالات لكن هناك نقطتين حتى الآن:
هل نلقي اللوم على "كل" من رمانا بالكفر و الالحاد و الاباحية و سائر اللائحة اللامنتهية من الموبقات سواء كان هذا الكل حكومات أو قوى سياسية أو اعلام او أي كان ؟ الكل غلط و الحق على الاخرين كالمعتاد ؟

أتفق معك بخصوص هذه النقطة تحديداً هالة (f).. معك حق تماماً. لكن ليس المقال الأول الذي تتحدثين سوى رصد لموقف حدث من الإخوان بالفعل. حدث هذا في لحظة كان يجب على الإخوان كقوى وطنية, أن يتضامنوا مع المتهمين في قضية الإشتراكيين الثوريين بدلاً من ترديد دعاياتهم الإنتهازية ضدهم. تماماً كما يصر الإشتراكيين الثوريين على مطلب وقف المحاكمات العسكرية للإسلاميين, وقف حالة الطوارئ, وأيضاً الإفراج عن آلاف المعتقلين من التيارات الإسلامية المختلفة, برغم كل الإتهامات التي يواجهون بها من الفصائل الشيوعية الأخرى. تلك التي تدعي أن مبدئيتها العلمانية هي التي تمنعها من النزول للشوارع. المبدأ لا يتجزأ, هذا ما نؤمن به وندافع عنه. الإخوان بنشرهم مثل هذا المقال مارسوا أسوأ انواع الإنتهازية, يتشابهون بهذا الموقف, بالقيادات الإنتهازية لحزب التجمع التي غضت الطرف عن التعذيب والقمع والتشريد الذي عانت منها آلاف الأسر لهؤلاء المعتقلين,لتؤيد الممارسات العبثية للنظام بسفور مخجل.



أم ان الغلط فينا نحن اذ نتحدى مشاعر و معتقدات تسري في النخاع الشوكي لهذه الامة منذ قرون ؟ هل الهدف مقاتلة الناطور و الاصطدام بالجماهير و الحكومات ؟ أم أكل العنب و نقل الوعي الى مرتبة أعلى بنفس طويل و خطى ثابتة و على مدى بعيد ؟
ألا تلاحظي أن الرعيل الأول حرق اسهم التالين المستقبلية حين قدم نفسه ككافر ملحد .. هل كانت هذه مهمة المرحلة ؟ و هل كان نهجا صحيحا أن "هذا رداء جاهز فالبسوا"!


اتفق معك مرة أخرى. ليست مهمتنا استفزاز معتقدات الناس, مهمتنا تثويرهم. وهم, في طريق ثورتهم, سيكتسبون ما قمعوا كي لا يكتسبوه في ظل الأنظمة الديكتاتورية المتعاقبة. أطالبك بتوجيه هذا السؤال للعلمانيين الذين لا يميزون أنفسهم عن الأخرين إلا بفكرة الإلحاد. كأن المؤمن بالدين هو كائن اقل إنسانية منهم ولا يحق له أن يناضل أو يضحي من أجل وطنه طالما هو مؤمن بحوريات الجنة. تماماً كما يؤمن العلماني. لذلك اسمحي لي أن احيل أسئلتك الاخيرة اليه!!




هذا المثل مجرد موقف لكنه يقول الكثييييييييير عن الرؤيا و عن النهج و عن الادوات ..ألسنا بحاجة لان نبطل نتعامى عن الواقع و نقول ان الاخوان المسلمين يقفون على اسس هشة .. طيب "فتح" عندنا اكبر التنظيمات و ليس لديها برنامج سياسي اصلا و مع ذلك ابتلعت الشارع الفلسطيني و القضية و القيادة اربعين سنة !! هل بامكاني القول ان فتح فشلت و العالم يشهد بغير ذلك؟
لماذا سنظل زارعين في أدمغتنا ان "الكرام قليل" و نعزف عن مراجعة الذات بوقفات نقدية شجاعة .. لماذا نجحوا في كسب الشارع و فشلنا ؟

نخلي الكلام حبة حبة لنحفظ الحوار من التشتت ..

تحياتي


كون أن الإخوان المسلمون يقفون على أسس هشة, فهذا ليس إتهام أخلاقي ياعزيزتي. هذا تحليل سياسي قد تتفقي أو تختلفي معه. يبقى من حقنا أن نحلل الجذور الطبقية للإخوان وعلاقتها بنوعية عضويتهم وبالتالي مواقفهم وسياساتهم المتناقضة في الكثير من الأحيان. لا أفهم وجه إعتراضك على هذه النقطة تحديداً.
ربما لم يكن لفتح برنامج سياسي محدد, لكن كانوا يناضلون من أجل قضية وطنية لشعب كامل. لهذا كسبت فتح شعبيتها, لأنها كانت حركة مناضلة. ولهذا أيضاً خسرت هذه الشعبية لصالح حماس, لأنها ببساطة توقفت عن النضال بينما تصاعد نضال حماس. لهذا فنضال حماس في النهاية هو نضال الفلسطينيين من أجل التحرر وليس من أجل نيك حوريات الجنة. سواء إتفقنا مع العمليات الإنتحارية أو إختلفنا, فهذه حقيقة موضوعية وحاسمة فيما يخص مساندة المقاومة.

الإخوان المسلمين كسبوا جماهيريتهم لأسباب أخرى كثيرة, من أهمها, غياب اليسار وتشرذمه وإتخاذه الكثير من المواقف الخاطئة سياسياً. الإخوان خرجوا من قلب الشارع, بينما مازال اليسار "بيتعازم" على "نزول" الشارع. هناك 20 الف من تنظيم الإخوان المسلمين في السجون وعصام العريان يخرج من السجن ليعود له مرة أخرى, بينما يجلس رفعت السعيد تحت قبة مجلس الشورى بعد أن كسر عينه مبارك بكرسي ومكريفون. هذا فرق ضخم. والجماهير المصرية, لأنها تكره النظام, فهي تميل لمساندة معارضيه. حتى لو كانت مجرد معارضة شكلية.

ايمن نور, اكتسب شعبية وشهرة بعد أن وقف في مجلس الشعب وكشف بعض قضايا فساد الحكم. أصبح بطلاً في عيون المصريين بعد أن لفق له النظام قضية التزوير والتخابر.

لم ينزوي الإسلاميين مثل اليسار العلماني في أبراج مثقفاتية عاجية ومتعالية. لم يقضوا أيامهم في نقاش بيزنطي حول صحة أو خطأ إعتبار الناصريين من اليسار أو لا!! وحياتك نفسي تحضري اجتماع واحد من اجتماعات تحالف اليسار المصري لتري بعينيك أسباب صعود الإسلاميين وهبوط اليسار لسابع أرض!!.



تحياتي واحترامي

(f)