وهل تفيد الدعوى القضائية ضد قاصر؟
لو كنت مكان آل الحريري لما تقدمت بدعوى قضائية ضد سليمان طوني فرنجية، مهما تلفظ بعبارات نابية وسقط في اتهامات رخيصة.
ولو كنت مكان المحامي الصديق محمد فريد مطر لنصحت آل الحريري بأن الدعوى القضائية ضد ((قاصر))، و((غير آهل)) مآلها الحكم بإرساله الى الاصلاحية لإعادة التأهيل لإخراجه من سوقه مخفوراً الى السجن، فهل تريدون سجنه ام تريدون اصلاحه؟
فهذا القاصر لو يدري ماذا يفعل وماذا يقول، لما قبل اول الامر ان يزوّر له تاريخ ميلاده ليصبح مؤهلاً للترشح الى النيابة، ولما قبل ان يُستحصل له على شهادة مزورة تدعي معرفته بالقراءة والكتابة كشرط لقبول ترشيحه.
وهذا القاصر لو كان يدرك ماذا يفعل لسأل معلميه في دمشق لماذا سمحتم لقوات ايلي حبيقة ان تمر عبر حواجزكم في الارز وبقية الشمال لتجري المواجهة مع والده طوني والتي انتهت بمصرعه مع والدته وشقيقته، لماذا مر المقاتلون امام الحواجز العسكرية السورية يومها، ولماذا سحبت دمشق بعض هذه الحواجز قبل المعركة وأعادتها بعدها؟
لو كان هذا القاصر يدرك ماذا يفعل لفهم معنى كلمة ((المردة)) ومن أين جاءت ومن هو الذي قاتلته قبل ان يعتمدها اسماً لميليشياته تتلقى الدعم وتأخذ الاوامر من دمشق نفسها.
لو كان هذا القاصر يقرأ مجرد القراءة لعرف من كان حاكم دمشق عندما انشأ اجداد اجداده المردة ولعرف من هو معاوية بن ابي سفيان، ولعرف اين هي القلعة التي عصيت على هذا الخليفة.. ومن أين لهذا القاصر ان يدرك ان اول مجابهة حسب التاريخ الماروني للبنان، حصلت لبقاء لبنان او الجبل فيه على الاقل، او شماله تحديداً مستقلاً جاءت من القلعة التي ينتمي اليها الآن سليمان طوني فرنجية.. وحبذا لو يسأل هذا القاصر من هم اكبر منه وأفهم وأكثر ادراكاً.. من أين جاء لقب فرنجية لهذه العائلة الكريمة.. انما خارج استيعابه؟
لو كان هذا القاصر يدرك ماذا يقول لما تطاول على مقام البطريركية المارونية ومجد لبنان اعطي لها، ولما تطاول على مكانتها وطرب لهتاف ميليشياته المنادية به بطركاً وهو ما هو في مخالفته لسر الكنيسة بدءاً بالزواج رغماً عنها وصولاً إلى مهاجمتها لمجرد تمسكها بالاستقلالية ورفضها الانصياع مثله لأوامر أسياده في دمشق.
من أين له أن يفهم وهو القاصر عندما كان أول من هدد بقتل عناصر الدرك إذا توجهت لإقفال إذاعته غير الشرعية في إهدن تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.
لو كان هذا القاصر يفهم لأدرك ان زمن ترسيمه نائباً ثم وزيراً ثم مرشحاً أساسياً تهديدياً لرئاسة الجمهورية في عهد حافظ الأسد وولده بشار ولى إلى غير رجعة، ولكن إدراكه العقلي يقول له ان هذا الزمن عائد.. وان سليمان الصغير سيكون رئيساً للجمهورية خلفاً لإميل لحود، وان أميركا تريد رضى دمشق لتعود وصية على لبنان، وان إسرائيل لن تتخلى عن نظام آل الأسد وهو أفضل من قدم الخدمات الاستراتيجية لإسرائيل، حتى بات حاجة ثابتة لإسرائيل تمنع حتى الشعب السوري وقواه الحية الديموقراطية من تغييره.
ولد قاصر كهذا يراهن على إسرائيل لحماية النظام الذي يحلم بتركيبه على رئاسة الجمهورية لا يمكن العتاب على كلامه، حتى لو كان هذا النظام ولي نعمته الحقيقية حتى لو كان نظام الأسد الاب والابن حفظ له حصة من السرقات والمغانم التي نهبها من لبنان فأعطاه من أموال النفط أحياناً وغيرها من أموال الوقود وغيرها من أموال الخدمات والمشاريع هي جزء من ديون لبنان الآن.
من أين لسليمان الصغير أن يدرك وأن يفهم معنى الضمير والحلال والحرام وقد بنى بيوتاً ويعتاش بالحرام من سرقات أو خوات شركة ((شكا)) للترابة وغيرها.
قاصر كهذا يحتاج إلى تأهيل لأنه تربى في بيوت الاستخبارات وأول ما يتعلمه من هذه الأجهزة أن يقتل قلبه وأن يجمد عقله وأن يخنق عواطفه وأن يسحب من صدره كل ما يشير إلى المشاعر.. وقد نجح سليمان الصغير بهذا طيلة 28 سنة وعدة أسابيع.. فكم يحتاج كي يعود إنساناً سوياً مؤهلاً أن يعيش كالبشر الآخرين؟
انه وقت طويل لا نظن ان الدعوى القضائية تنتظره أو تستلحقه في السجن وما عليها إلا أن تطلب له الإصلاحية ففيها التأهيل والتهذيب والتعليم
http://www.alshiraa.com/alshiraa/details.a...1&art=1&id=9793