يا محارب
مالك أنت ومال الأقباط ؟
وطالما لا تعرف بهم لماذا تقحم نفسك في شيء أنت اعترفت لا تعرفه ؟؟؟
هو اثبات وجود ...أم مناكفة وبس ؟؟
ثم أن الاستراتيجية لأي دولة تعني أن هناك طرق وأساليب يجب أن تتبع
وغالبا هي مؤامرات على الآخر ..
هذا ألف باء السياسة ... التي هي تخصصي ..الدراسي ..
واذا كنت لا تطيق ما أكتب وتستخف به عليك بالتالي
اما أن تعصر على روحك ليمونه حامضة حتى تبلع ما أدون
أو لا تقرأ لي من أصله فتريح بالك ...وتسعدني ...
اليك ما يلي لعل وعسى تفهم ما كنت أشير اليه ...

حصار فلسطين وشق الكنيسة القبطية أوراق مضافة لملف التوريث : كنيسة موازية يؤيدها الرئيس الموازي للتخلص من البابا شنودة الثالث!
2006/07/08
محمد عبدالحكم دياب
تبدو الأوساط السياسية والشعبية المصرية الرافضة لحكم عائلة مبارك مستمرة في نشاطها المعهود، رغم حرارة شهور الصيف. وحلول مواسم الراحة والعطلات، وهذه الأوساط تعتمد طرق الكر والفر، أو لعبة القط والفأر، التي أجادتها في السنتين الأخيرتين، ولا تملك عائلة مبارك، ولا منظومة الفساد الحاكمة والمتحكمة في القرار السياسي المصري، حيالها غير ممارسة أبشع عمليات التوحش، وأحط درجات السقوط الأخلاقي، ويشهد هذا الأسبوع تحركات علي أكثر من صعيد. فاليوم، السبت، تشهد القاهرة وقفة تضامن مع أهالي غزة والضفة الغربية، واحتجاجات عدة ضد الممارسات الصهيونية، واستنكارات متنوعة للصمت الرسمي العربي.. وكل ذلك ردا علي دعم وتأييد الموقف الرسمي المصري وتهاونه تجاه مايحدث للفلسطينيين. وتبدأ من الغد، الأحد، عملية احتجاب 15 صحيفة يومية وأسبوعية، مستقلة وحزبية، ليوم واحد، احتجاجا علي قانون النشر، الذي ضرب عرض الحائط بمطالب الصحافيين بمنع الحبس في جرائم النشر. وكان رئيس نادي القضاة المستشار زكريا عبد العزيز قد أعلن أثناء زيارته لنقابة الصحافيين، يوم الثلاثاء الماضي مساندة القضاة للصحافيين في مطالبهم.
وتستعد حركة كفاية لمرحلة جديدة من التصعيد، تركز فيها علي مناصرة الصحافيين ودعم مطالبهم، في مواجهة الإجراءات الحكومية والقانونية الظالمة، وضد قيود الحد من حرية النقد، ومقاومة الاستبداد والفساد والتبعية، وهذه القيود هي التي أفسدت الحياة السياسية والمالية والاقتصادية، ويأتي هذا الموقف استمرارا للمواقف التي اتخذتها تأييدا للقضاة، بعد أن وردت في القانون مواد تزكي الاستبداد، وتحصن الفساد، وتحمي الغارقين في التبعية والصهينة حتي آذانهم.. فمنها ما يُجرّم التعرض للذمة المالية للمسؤولين السياسيين، والعاملين في مجال العمل العام، في هجمة ثأرية علي الحملات الصحافية ومطالبات القوي الوطنية بإعلان الذمة المالية لحسني مبارك وولديه وزوجته ومواليهم. وقد شد الكاتب الساخر أحمد رجب، في عموده اليومي، نص كلمة انتباه القراء عندما نشر في عموده يوم الأربعاء الماضي موضوعا من أربع كلمات فقط قال فيه: تسقط الصحافة ويحيا الفساد !!. مع نصوص أخري تُجرّم الهجوم علي القادة والرؤساء الأجانب ونقد تصرفاتهم، لمنع تناول ما يقوم به بوش في العراق، وحجب ممارسات أولمرت في فلسطين وهكذا.
وعلي الهامش تجري عمليات تصفية حساب بين الإخوان المسلمين والشيوعيين، مع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، فمن جهة فإنه كان قد وجه نقدا، في برنامج مع هيكل الذي تبثه قناة الجزيرة، لجماعة الإخوان المسلمين في إدعائها بأن محاولة اغتيالها لجمال عبد الناصر كانت تمثيلية، وهو ما سوف ندلي فيه بدلو في اسبوع قادم، إن شاء الله، بدراسة ظاهرة عدم قدرة جماعة الإخوان المسلمين علي نقد ذاتها ومراجعة نفسها، في وقت طورت فيه قوي سياسية ودينية عديدة من خطابها وموقفها، وأيدت حق الجماعة في تأسيس حزب سياسي، يعبر عن مواقفها ومصالحها، ويترجم حركتها إلي نشاط سياسي حقيقي وفعال وغير محظور، لا يشوبه إدعاء بالعصمة، ولا يعطي نفسه مكانة فوق بشرية ، خاصة أننا نملك معلومات في هذا الموضوع، توفرت بالاحتكاك المباشر والتجربة الخاصة. أما الشيوعيون فقد استفزهم ما أشار إليه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في نفس البرنامج، الأسبوع قبل الماضي، عن دور اليهود في بناء الحركة الشيوعية المصرية، واعتبروا ذلك طعنا في وطنيتهم وتشكيكا في مسارهم، وهو ما لا أتصور أن هيكل. قد قصده، وسود كتاب شيوعيون صفحات ومطولات في صحيفة الأهالي اليسارية، وصحف شبه حكومية، شنوا هجوما ضاريا عليه. وقد تكون، هذه المعارك الهامشية، مقصودة للنيل من هيكل، أو إشغال الرأي العام عما هو أهم، وتمرير أمور شديدة الخطورة في هذه المرحلة.
ومن هذه الأمور تلك المصيبة، التي لم تكن متوقعة، وتلمسها في غضبة الطوائف المسيحية المصرية (ارثوذكس وكاثوليك وبروتستانت)، ورفضها ما وصفته بأنه انقلاب أمريكي علي البابا شنودة الثالث والكنيسة القبطية، وهذه الغضبة تجاوزت إدانة التصرف الأمريكي اللامسؤول وامتدت إلي اتهام الرئيس الموازي ، جمال مبارك، بأنه وراء الانقلاب، فقد كان حريصا علي إعلان مباركته لهذا الانقلاب الأحمق، وبادر بإيفاد ممثل عنه لحضور حفل افتتاح المجمع المقدس الجديد، والذي وصفه كاهن الكنيسة المعلقة بـ المجمع المدنس ، ومناسبات افتتاح خمس كنائس ارثوذكسية أمريكية، وكان حضور جهاد عودة، عضو أمانة السياسات، التي يرأسها جمال مبارك، ممثلا عنه في حفل تنصيب البابا الموازي . مصدرا لهذا الاتهام، الذي من المتوقع أن تكون له آثاره السلبية علي مخطط التوريث ، بعد أن راهنت عائلة مبارك علي الكنيسة والدور الخاص للبابا شنودة الثالث، في استقطاب رعايا الكنيسة إلي صفها.
وقد فسر موقف جمال مبارك الداعم والمؤيد للانقلاب الأمريكي بأنه يستهدف إضعاف دور الكنيسة المصرية، لتصبح بمستوي ضعف مشيخة الأزهر، وأثار بذلك استغراب الطوائف المسيحية المصرية، فأيدت بدورها بيان الكنيسة القبطية، الصادر يوم الأربعاء الماضي، وهو البيان الذي حمل تحذيرا بعدم شرعية الكنيسة الموازية ودعا إلي عدم التعامل معها، أو مع رئيسها ماكس ميشيل والذي نصب من نفسه بطريركا موازيا ، باسم الأنبا مكسيموس الأول ، ورئيسا للمجمع الكنسي الجديد التابع لمجمع الكنائس الأرثوذكسية الأمريكية المنشقة، وأكدت التصريحات التي نشرتها الصحف علي لسان البابا الموازي أنه يستجيب للمخططات الصهيو أمريكية، ويحيي أمل أنور السادات، الذي أراد أن يجعل من مسيحيي مصر حصان طروادة لضرب قلعة مقاومة التطبيع، ويدعو البابا الموازي إلي كسر المقاطعة القبطية للقدس، التي تمت استجابة لموقف البابا شنودة الثالث بالربط بين حق الأقباط في الحج إلي بيت القدس ودخول اخوتهم المسلمين إليها، ويدعو إلي السماح بالطلاق لغير علة الزنا، وهي العلة الوحيدة التي تجيز الطلاق في المسيحية، والتي يتمسك بها البابا شنودة الثالث، فضلا عن أن هذا الانشقاق أفسح الطريق أمام جماعات التبشير الأمريكية، بكل ما فيها من خطر علي الكنيسة القبطية. المستهدفة منها، منذ نهايات القرن التاسع عشر. هذا غير أن الكنائس الأمريكية مؤيدة بشكل مطلق لقيام لدولة الصهيونية، ومؤمنة بحقها في اغتصاب الأرض الفلسطينية، فضلا عن أنها مصدر تهديد للسلام الاجتماعي والتماسك الوطني المصري. وهناك من يري بأن تعجيل الإدارة الأمريكية وتشجيعها علي هذا الانقلاب إنما جاء استغلالا لمرض البابا شنودة الثالث، المتوقع عودته من رحلة العلاج اليوم الأحد، وسوف يعقد مؤتمرا صحافيا فور العودة لإعلان موقفه.
وهذا يوضح جانبا من العلاقة بين ما يجري داخل مصر، وما يحدث في فلسطين، بشكل يقتضي معرفة أدوار حسني مبارك، و الرئيس الموازي ، جمال مبارك. في استمرار حصار للشعب الفلسطيني، وتجويعه، وجهده الذي لا يتوقف للقضاء علي المقاومة وتصفيتها، وإدانة الثقافة التي تنميها، وهذا الجهد أضحي بعضا من أوراق اعتماد تحتاجها تل أبيب وواشنطن من عائلة مبارك لحسم التوريث خلال هذا الشهر والشهر القادم، وقد يكون في ذلك تفسير للتهديدات التي قام بها الوفد الأمني المصري للحكومة الفلسطينية وقادة حركة حماس، ولا يقلل من هذا التهديد النفي الرسمي الذي جاء علي لسان مصدر رسمي مقرب من الوفد الأمني المصري، وإشارته إلي أن جهود مصر متواصلة لاحتواء الأوضاع علي الساحة الفلسطينية لحل الأزمات الناجمة عن أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليت. ونفي صحة ما ورد من أخبار عن تهديد الوفد الأمني المصري للمسؤولين الفلسطينيين بوقف جهوده والانسحاب من الوساطة!!، وكذلك نفي زيارة الوفد للجندي الأسير، وهو أمر إن نفته الكلمات فقد أكده الواقع.
والمشكلة هي فيما تركه أسر الجندي الصهيوني من أثر بالغ علي الرئيس الموازي ، جمال مبارك، ووالده، وهو أثر لا يقل عن مثيله علي القادة الصهاينة. فالهجوم علي الموقع العسكري الصهيوني، الذي تم منذ حوالي اسبوعين، علي الحدود مع قطاع غزة في منطقة كرم أبو سالم ، كان هجوما نوعيا، نفذه فلسطينيون بكفاءة عالية، قد تتفوق علي كفاءة الجنود في الجيوش المحترفة، فقد استخدم هؤلاء الفلسطينيون نفقا طوله 400 متر، منها 280 مترا داخل المناطق المغتصبة، واخترقوا موقعا عسكريا قوي التحصين، واشتبكوا مع جنود صهاينة.. فأصابوا ثلاثة منهم، وهاجموا دبابة، وقتلوا قائدها ومعه جندي آخر، ثم أصابوا جنديا ثالثا بإصابات خطيرة، وخطفوا الجندي الرابع، وقد يكون ذلك سببا من أسباب التهديد الرسمي المصري. وإذا أخذنا في الاعتبار سوابق حسني مبارك والدور الخاص الذي لعبه الرئيس الموازي في استكمال صهينة السياسة الرسمية، والأجهزة والمؤسسات المنفذة لها، فإن كثيرا من المراقبين ينظرون للدور الرسمي كرديف معتمد لتعميم المخطط الصهيوني علي المنطقة، وكأداة في يد المنظومة الصهيو غربية، لتصفية المقاومة المسلحة بذريعة الحرب علي الإرهاب. وبذلك أضحي صعبا إقناع أحد، بسلامة نية عائلة مبارك ومواليها تجاه ما يحدث في غزة وعلي الأرض الفلسطينية.
وبعد أن تلاشي الأمل في كسب عقول وقلوب المصريين لتأييد التوريث تعلقت أنظار عائلة مبارك بالدور الصهيوني، كطريق أوحد متاح لتنصيب الرئيس الموازي حاكما لمصر، وإلي تأثير هذا الدور علي الإدارة الأمريكية، فهي تضع المصالح الصهيونية فوق مصالحها، وتعطيها الأولوية علي ما عداها.
ولم يتبق أمام عائلة مبارك إلا هذا الطريق الأخير للاستمرار ووراثة الحكم، فتأمين التأييد الداخلي أصبح مستحيلا، والدعم الصهيوني يضمن الموافقة الأمريكية، لمكانة الدولة الصهيونية في العقل الرسمي الأمريكي، وهنا علينا أن نذكر بعضنا بأن المقاومة، بكافة أشكالها، عمل مشروع وحق إنساني للشعوب، الواقعة تحت الاحتلال، بنص القانون الدولي، وهذا ما لا يفهمه الرئيس الموازي ولا عائلته ولا مواليه، وهم يجدون مصلحتهم في التصدي لهذا الحق، ومحاربة كل من ينادي به، ولهذا بهم يتصورون أن تل أبيب هي الجهة الوحيدة القادرة علي فرضهم علي المصريين وحمايتهم من غضب الشعب، وهذا هو الوهم الكبير.
9