تحياتي للجميع.
لنتابع ما بدأنا به:
اقتباس: ديدات كتب/كتبت
يقول يسوع متنبأ عن نهاية العالم :
" 15 فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ليفهم القارئ
العفو يا عزيزي! فسياق الكلام هنا يشير، لا إلى نهاية العالم، بل نهاية النظام اليهودي وخراب أورشليم! لاحظ ما يلي:
اقتباس: ديدات كتب/كتبت
16 فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال
17 و الذي على السطح فلا ينزل لياخذ من بيته شيئا
18 و الذي في الحقل فلا يرجع الى ورائه لياخذ ثيابه
19 و ويل للحبالى و المرضعات في تلك الايام
20 و صلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء و لا في سبت
دعنا هنا نقارن هذه الكلمات بما كتب لوقا عن تلك المناسبة:
"21: 20 ومتى رايتم اورشليم محاطة بجيوش فحينئذ اعلموا انه قد اقترب خرابها
21: 21 حينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال والذين في وسطها فليفروا خارجا والذين في الكور فلا يدخلوها
21: 22 لان هذه ايام انتقام ليتم كل ما هو مكتوب" – لوقا 21 : 20 – 22.
http://st-takla.org/pub_newtest/42_luk.html
نلاحظ طبعاً الإرتباط الوثيق بين رؤية "رجسة الخراب" ورؤية "أورشليم محاطة بجيوش". فكان على أتباع يسوع المسيح أن يترقبوا الحوادث بدقة كي يهربوا من أورشليم طاعة له.
المشكلة تبقى ما يلي:
كيف يمكن لهم أن يهربوا من أورشليم إن رأوها "محاطة بجيوش"؟ فطبيعياً كانت الجيوش المحاصرة للمدينة ستمنعهم! وأيضاً لماذا العجلة في الخروج إلى حد عدم العودة إلى البيت لأخذ شيء منه أو لأي سبب آخر؟
حسناً، كانت تلك النبوة دقيقة جداً إن راجعنا الحوادث التاريخية بحسب المؤرخين. فالإتمام كان قد حدث وكأن يسوع كان معهم حاضراً لحظة بعد لحظة.
أتت الجيوش الرومانية وحاصرت المدينة سنة 66 ميلادية. لا بل وحتى بدأت بنقب أسوار المدينة وحتى جدار الهيكل ذاته.
الآن بدأ المسيحيون بالتساؤل: كيف سنخرج من المدينة ونهرب إلى الجبال طاعة لأوامره؟
وفجأة! ... لسبب غير واضح بدأت الجيوش الرومانية بالإنسحاب.
هنا كانت الفرصة للمسيحيين للإستعجال بالخروج.
وفعلاً خرجوا! وعلى ما يظهر قامت بعض تكتلات التمرد اليهودية بملاحقة العساكر الرومان ليلحقوا بمؤخرتهم بعض الخسائر. لكنهم قرروا بعد ذلك فوراً إغلاق مداخل ومخارج المدينة، ووضعها تحت المراقبة. فكان فعلاً من الضروري على المسيحيين أن لا يتوانوا في الهرب. أما فالجيوش الرومانية فعادت ثانية سنة 70 ميلادية لتدمير كل شيء.
الضحايا: موت مليون ومئة ألف يهودي، و 97000 تشردوا هنا وهناك في الدول الأخرى. فكان فعلاً هرب المسيحيين في الوقت المناسب سبباً للنجاة، وأيضاً لاستمراريتهم بنشر الرسالة.
اقتباس: ديدات كتب/كتبت
21 لانه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الان و لن يكون
22 و لو لم تقصر تلك الايام لم يخلص جسد و لكن لاجل المختارين تقصر تلك الايام
23 حينئذ ان قال لكم احد هوذا المسيح هنا او هناك فلا تصدقوا
24 لانه سيقوم مسحاء كذبة و انبياء كذبة و يعطون ايات عظيمة و عجائب حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضا
25 ها انا قد سبقت و اخبرتكم
26 فان قالوا لكم ها هو في البرية فلا تخرجوا ها هو في المخادع فلا تصدقوا
27 لانه كما ان البرق يخرج من المشارق و يظهر الى المغارب هكذا يكون ايضا مجيء ابن الانسان
ويعود يسوع هنا ثانية لازدواجية إتمام النبوة بين ما يحدث لأورشليم في أيامها الأخيرة، وما سيحدث للأنظمة البشرية في نهاية العالم. ولذلك، بين أمور أخرى أشار إلى ضيق عظيم لم يسبق له مثيل لأورشليم (كإتمام أول للنبوة). وأيضاً ضيق آخر على مستوى كل المسكونة على الأرض في وقت "مجيء ابن الإنسان" (كإتمام ثاني).
أما بالنسبة للعدد 27 بتشبيه مجيئه بالبرق، فلا يعني بأننا سنراه كما نرى البرق. إنه يدل على فجائية الحضور كالبرق الذي يلمع في لحظة لا نتوقعها. أي أنه سيأتي بطريقة غير منظورة (ليدين) في وقت لا حساب له ولا معرفة دقيقة لنا به. الأمر إذاً يدل على ضرورة بقائنا مستعدين لاستقباله باستمرار.
اقتباس: ديدات كتب/كتبت
31 فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السماوات الى اقصائها
إتمام هذه النبوة لا يجب أن يؤخذ بمفهوم سطحي. فهو يتناسب مع النبوة المذكورة في سفر الرؤيا 14 : 6 و 7 :
"14: 6 ثم رايت
ملاكا اخر طائرا في وسط السماء معه بشارة ابدية ليبشر الساكنين على الارض وكل امة وقبيلة ولسان وشعب
14: 7 قائلا بصوت عظيم خافوا الله واعطوه مجدا لانه قد جاءت ساعة دينونته واسجدوا لصانع السماء والارض والبحر وينابيع المياه"
http://st-takla.org/pub_newtest/66_revel.html
هذه النبوة إذاً تشير إلى
المهمة الموجهة بطريقة ملائكية للكرازة ببشارة الملكوت في الأيام الأخيرة (متى 24 : 14). فبهذه البشارة سيعلن الناس مواقفهم، إما مؤيدين أو رافضين لرسالة إعلان مجيء ملكوت الله. وبذلك يجري تمييز وجمع "مختاريه".
اقتباس: ديدات كتب/كتبت
ويختتم تنبؤاته باجابة سؤال : متى سيحدث كل هذا , فيقول :
" الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله " !!!!!
نعم! هذا ما حدث فعلاً في فترة ذلك الجيل الذي كان معاصراً للمسيح سنة 33 ميلادية، إذ تمت النبوة بعد حوالي 33 سنة. لكن يمكن أيضاً أن نجد إتماماً ثانياً لتلك الكلمات في وقت النهاية الذي يشهد حوادث مشابهة في فترة جيل واحد فقط.
يتبع ...