أخي الحبيب،

الأصول لا تكون أصولا إلا إن قام الدليل القطعي على ذلك، وقد قام الدليل القطعي على أننا منذرون بالوحي، ولا شيء غير الوحي لقوله تعالى (إنما أنذركم بالوحي).
على أن رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم قد بين كذلك أن ما يرشد إلى الوحي يقوم مقامه حين غياب النص الواضح.
أما الوحي فهو القرآن الكريم والسنة الصحيحة عن الرسول محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله حصرا، فلا سنة عن غير محمد، لا من الأصحاب ولا من الآل ولا من غيرهم.
أما ما يرشد إلى الوحي فهما إجماع الصحابة والقياس الشرعي الصحيح، وهذا يخرج إجماع غير الصحابة ولو اجتمعت الأرض قاطبة، إذ أن إجماع الصحابة وحده لا غير يكشف عن دليل رأوه ولم يرووه واكتفوا بنقل الحكم لشيوعه بينهم، أما القياس الشرعي الصحيح فهو غير القياس العقلي، ذلك أن القياس الشرعي يشترط اشتراك الحكمين بعلة شرعية ظاهرة أو مستنبطة بوضوح من النص، ولا يقبل العلة العقلية لفسادها هنا. إذ لا إمكان لبشر أن يدرك باعث المولى على تشريع الحكم إلا إن أخبره.

الأصول الأخرى والتي قد أخذ بها بعض الفقهاء تحتاج إلى تفصيل، هل ترغب أن أعرضها هنا أم تنتظر لموضعها في شريط آخر؟