عزيزي الدارقطني

يوما بعد يوم تظهر كم انك محامي بارع و لكن للأسف لقضية خاسرة, فيا عزيزي العهر التاريخي في كتب السرد عندنا وصلت الى سخف اين منها اغنيات اليوم و اعادة تعويم الفكر الأشعري لنكون مستوعبات لا محللات اضحى احد اهم سمات الإسلام النفطي, فحلال ان تصبح اهم قواعد الفرنجة ( مع التشديد على الفرنجة كما يرددها بعض الو عاض) في اراضي المحمديين المقدسة و تقوم الفتاوى و لا تقعد اذا قادت امرأة سيارة او اقامت نساء ندوة شعرية,

فما زال مفسرون و اللغويون يفسرون ما قله مفسرون نقلا عن تابعين ليجدوا مخرجا لمقولة الرسول" عمار تقتله الفئة الباغية" و كيف ركبت ام مؤمنيكم الجمل و لماذا نكح خالد زوجة ابن النويرة و كيف اوصى ابا بكر لعمر دون شورى, كيف يمكن دحش معاوية " كاتب الوحي" و ابنه الورع ليكونوا من الصحابة.

لا يستطيع احد ان ينكر اطلاعك على التاريخ الإسلامى او بالأحرى ما ارادو ايصاله لنا من هذا التاريخ, و الإطلاع شيء جميل و لكن الجمل ان يرفق بتحليل و منطق و ليس فقط وعاء او مستوعب, و حاشا ان تكون كذلك.

كما و يمكنني القول ان التحليل لواقعة الجمل او ولاية بني امية او نكاح زوجة ابن النويرة و دك الكعبة و واقعة اولاد الحرة لا يحتاج الى المام بالحروف السبع و اسباب التنزيل و السبع المثاني, بل الى القليل القليل من المنطق لفهم كيف ان ام المحمديين المؤمنين كفرت ذو النوريين نعثلا و حرضت على قتله, ثم ركبت جملها لتخرج على امير المحمديين المؤمنين مع ثلة من صحابة رواد سلطة ليقتل الألوف ليأتي العهر التاريخي ليترضى على الجميع و يوزع الأجور اثنين بواحد على طريقة مسحوق الغسيل يس. ثم يأتيك زمن الامويين مع معاوية وولده ليدفن الإسلام المحمدي فلا خبر جاء ولاوحي نزل و يأتي القرآن شاكيا من تمزيق الوليد له, وتأتي عذارى المدينة و اولاد الحرة يترضون على يزيد و يسألون عن ابائهم من بين جنوده اما التي بارك الله حولها فما زالت خائفة من منجنيق جديد يدكها.

يا عزيزي لو انك عاملت من ذكر اعلى, كسياسيين او اصحاب غرائز و طلاب سلطة لهان الأمر, و لكن ان تحيطهم بهالة من التقديس و تنسى او تتناسى او تبرر افعالهم و تعود من راوي عن راوي عن راوي لتجد سندا تاريخيا يبرر ركب الجمل و نباح الحوائب, فهذا ما لا بفهم

حللوا تاريخكم بعد ان تقرءوه و اخرجوا من مفهوم القدسية المطلقة, قبلنا بقدسية الرسول و لكن لا تعمموها على كل من رآه,

لا اجد نفسي بعد قرأ التاريخ و ما فيه من سواد الا ضاما صوتي لصوت أحد أنجاس آل أبي لؤلؤة في لعن بني أمية كحكام لبسوا عبأ الدين كذبا, و طبعا مع استثنائات كعمر ابن عبد العزيز اذ لا يجوز التعميم بل و اضيف بلعن من دخل بزوجة النويرة يوم قتله و بمن تستر عليه من رؤسائه ومن اتهم الرسول بالهجر و ابعد عنه دواة كانت ستكتب فيها كتاب لن يضل المحمديين بعده , و من اشترك بحرب الجمل و صفين و كان ظالما جائرا باغيا, دون توزيع سخيف للأجور. لنزيد على امضائك القائل " قبح الله شيعة أبي لؤلؤة" بقبح الله هذا التاريخ الكاذب و قبح و لعن من لعن الرسول ممن تخلف عن جيش اسامة

اذا اردت دحش القدسية ومبررات التدين في شخصية هذه العلية من القوم, فلنبدأ بتعميم اللعن على طريقة اهل الشرق. اما اذا كانت قرأتك مبنية على الخلفيات السياسية و الاجتماعية و انسنة هؤلاء الأشخاص و نزع هالة زائفة من القدسية ارادونا التسليم بها, عندها يمكنك نسيان كل ما سبق من مداخلتي

اخيرا و اذا سمحت لي بهذا التمني الذي اطلبه من نفسي قبل غيري هو ان نحلل ما نقرأ كما نحاول ان نستوعب ما نقرأ, وطبعا لست مجبرا بالرد فأعرف صعوبة التسليم بأن كل ما تربينا عليه من تاريخ هو كذب و عهر, فقد مررت بهذه المرحلة و عانيت منها

كامل محبتي