في الحقيقة يا نسمة لم أفهم ثلاثة أرباع كلامك، فلا أدري ألعلي من طول السهر وكثرة العمل ما عدت أستوعب وأفهم أم لعلك كتبت كلامك بسرعة فخلطت بعضه ببعض.. الله أعلم

المهم أني فهمت -ولعلي أكون فهمت على الصواب- منك تأييدك لحكم العثمانيين الأبي الذي حافظ على فلسطين رغم الإغراءات السخية له من هنا وهناك أيام عبد الحميد الثاني رحمه الله تعالى.. صح ولا أنا غلطان؟!

فإن صح ما فهمت فلا أفهم وجه اعتراضك على قيام دولة إسلامية تجمع بلاد الإسلام كلها تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله مع بقاء حرية الاختيار والاعتقاد للجميع، مسلمين ومسيحيين ويهود بل وحتى ملحدين؟!!

نعم أنا مثلك تماما لا أؤيد خلافة إسلامية في هذا الوقت لأن أحدا من المسلمين لن يرض بحكم أحد من خارج بلده كائنا من كان في هذا الوقت بالتحديد إلا ما رحم ربي، وما عهدنا كعهد صلاح الدين أو سابقيه، بل عهدنا وعصرنا عصر القوميات والقطريات بل والقبليات والمحليات، وكنا تكلمنا عن لبنان مع بعض الإخوة يوما فقلت لهم بصراحة وبغض النظر عن ظلم الجيش السوري لأهل لبنان ما يضيرهم من حكم سورية لهم؟ فأجابني أحد الإخوة قائلا أنت كسوري لو جاءك لبناني من خيرة المسلمين أكنت ترضاه سيدا عليك وعلى قومك فقلت له دون تردد: نعم، وما يضيرني في ذلك؟!! بل أبذل له نفسي ومالي كما فعل السوريون أيام عبد الناصر الذي للأسف ما كان كفؤا لجمع الأمة والقيام بها، قال: لكني لن أقبل أنا أبدا، فقلت في نفسي: إذا كان هذا حال الأمة فإنها لن تقوم على لم الشمل في هذا الوقت قطعا.

ثم إنا لا نريد وطنا إسلاميا يجمع الشرق والغرب، بل نريد وطنا يجمع البلاد ذات الأغلبية المسلمة كما في شتى البقاع، فهناك الولايات المتحدة والتي مساحتها قريبة من بلاد الإسلام كلها وقد اجتمعت في بلد مسيحي واحد وإن ادعوا اللبرلة والعلمنة وعدم التعصب لدينهم، فلم لا نجتمع على وطن واحد كما اجتمعوا هم؟!!

وأما عن صدام وحربه الإيرانية إن كنت تقصدينها بكلامك ذاك فنعم حكام السعودية والكويت بل والخليج كله كان وراء إذكائها بالدعم الأمريكي المطلق، وما دعم الخليجيين لصدام إلا خوفا من مد إيران الصفوي، وكلنا يعلم كارثة الصفويين التي حلت ببلاد الإسلام أيام العثمانيين والتي ما زالت آثارها حتى يومنا هذا، بل رجعوا يطالبون بالثأر والقتل وسفك دماء المسلمين بعد أن نزعوا غطاء التقية.