اقتباس:

اقتباس:  CANADIAN   كتب/كتبت  
نعم يا صديقي ابلا قم واسجد لله لانه هذا الله علم عدو المشركين ان يكرهك لانك مشرك  

وعلمه ان يسخر مني ويتعمد الاهانة والسخرية في موضوعي الاخر  

قم واسجد احسن ليسبك كما سبني  

هذه اخلاق عدو المشكرين الاسلامية نسخر منهم ونهديهم وان لم يهتدوا نسبهم  


اليس كذلك يا عدو المشركين  

صديقي كاناديان (f)

تحياتي واحترامي .


اود في البداية ان اصنف امامك انتمائي كي لا يفهم مقصدي خطأ.. واندم حيث لا ينفع الندم .. انني ايها العزيز لا ديني، ولاصدقك القول انني كما العديد من اللادينيين حاولت مرارا وتكرارا الايمان بخالق للكون ومن بعده بدين معين، غير ان محاولاتي كان مصيرها الفشل .. كما ولا اخفي عليك انني في الفترة التي وجدت نفسي فيها اقرب الى الالحاد كان الدين والممارسين لتدينهم غالبا ما يثيرون حفيظتي، فكنت اتعاطى مع الدين والمتدينين بمنطق رد الفعل، فكلما رأيت امرا لا يعجبني في النص الديني او الممارسة العبادية، كنت افرغ شحنة انفعالية ضخمة على ما اراه امامي خطأ، او انحراف عن جادة الانسانية .. وغالبا ما نظرت الى الدين باعتباره تكريس للعنصرية، ومنبعا للتنابذ والتفرقة.. الى ما هنالك .. لكن بعد ذلك بفترة ايها العزيز - مع رجاء ان لا يفهم كلامي بمعنى الوصاية - وجدت ان حالة الصراع ما بين التدين والالحاد التي اعايشها واجبر العديد من الزملاء والاصحاب على مشاركتي فيها ليست الا تعبيرا عن حالة تدين محكومة بمنطق السلب حينا والايجاب حينا اخر.. تعبيرا عن نقمة داخلية .. او لاقل على الاقرب تجسيدا لاستفهام استنكاري قوامه :لماذا؟؟ وهذه الـ (لماذا؟؟) وان وجهت بظاهرها الى المؤمن او الى الملحد في سياق الدائرة الايمانية المحكومة بالسلب او بالايجاب على ما قدمت .. فهي بالاصل موجهة الى القوة العظمى .. او الاله اللامتناهي المتجسد في ذاكرتي .. والذي نقمت عليه لانه بقناعتي في ذلك الحين لم يقم بما هو كاف امام ما اراه.. وهنا وجهت سؤال جوهري لنفسي : هل حقا انا ملحد؟؟ وان كنت كذلك ... فلما كل هذه النقمة على الله (على اعتبار انه غير موجود) وعلى الدين ومفاهيمه ورؤاه وبالتالي على المتدينين؟؟ هل ما ظننته الحادا هو عين الايمان للشك الذي اصابني والمؤدي بي في النهاية الى الاستسلام لقدرة اللامتناهي؟؟ هل منبع الالحاد -الذي في ذاك الحين كان لي اشبه بثوب العيد الذي اختال به هنا وهناك لا لشئ الا لاستعرض شجاعتي ... كيف لا ... فقد كفرت بما يعبد الاخرون ... - لدي هو من العاطفة ؟ من تعب نفسي ومساءلات عديدة لا اجد لها اجوبة مقنعة؟؟ .. ويعدها اخذت المؤثرات تتالى علي .. فبدأت بالتفكير كيف لو كان الله حقا موجود.. حينها ما الذي يمكن ان يجري علي؟؟ هل اقبل ان يكون مصيري جهنم على ما تذكره المنظومات الدينية..لا تنس ايها العزيز اننا ابناء مجتمع يشكل الدين فيه ركنا اساسيا ,, فانت محاط بظواهره من كل جانب .. وهنا كانت نقطة الفصل لدي .. هل انا مؤمن ام ملحد؟؟ او بالاحرى هل الله موجود بالنسبة لي ام لا؟؟ وبهذا كان التحدي الضخم الذي خضته وانتهيت فيه الى نتيجة لا اقول انها نهائية ولكن على اقل تقدير هي الاقرب الى ذاتي وبها اجد نفسي واعبر عن مكنوناتي وما يعتمل في دخالتي ... ولا اخفيك انني في سياق الوصول الى هذه النتيجة انتهيت الى سمات عديدة صبغت قناعاتي بصبغة لن تزول -ولا ادعي هنا انني حالة متوحدة.. فربما الجميع قد يمر بما مررت به- وهذه الصبغة تمثلت اساسا بمجموعة من المفاهيم والقواعد التي حفرت طريقها الى ذهني والتي تتقوم اساسا بان الالحاد عزيز .. وليس كل من قال واعلن الحاده هو بالفعل ملحد .. ممكن ان يكون مستقيل او عاتب او ربما حاقد .. ولكن وراء كل تلك الصفات وغيرها غالبا ما يكون هناك ايمان محرك بطرق السلب او الايجاب .. ثم وبالتالي ليس بالضرورة لانني اقتنعت بشئ اكون بالفعل على حق .. فربما الامر بعكس ما قد اقتنعت به .. ولكن حتى اقتنع بهذا العكس لا امانع من اهراق دمي في سبيل ما انا مقتنع ومؤمن به .. وهذا الامر يحنم علي بالضرورة كاساس للمبادئ التي انا لها متبع ان انظر الى الجانب الايجابي فيما يؤمن به الاخر .. ليس مداراة للاخر .. بل لانه في كل ما قد يؤمن مطلق اي شخص به هناك جانب مشرق وجميل يراه هذا الاخر وسيقتنع به ويدافع عنه .. بهذا فلماذا لا اعمد انا نفسي لرؤية هذا الجانب المشرق من قناعة الاخر ؟؟ لماذا حتى لا ادافع عن قناعة الاخر ؟؟ وبالتالي حينها وبتلك الجزئية يصبح الجانب المشرق الذي يؤمن به الاخر (على تعدده) هو نفسه الذي اؤمن انا به .... اما الجانب السلبي في قناعتي او قناعة الاخر فاعمد الى (فلترتها) هل من الممكن ايجاد المبرر لها ام لا ؟؟ ان امكن بها ونعمت ؟؟ ان لم يمكن اسارع الى التبرؤ منها والى اقناع الاخر بردائتها وضرورة الاستغناء عنها .. وحتى لو لم يفعل فلا بأس تلك قناعته ويجب ان احترمها .... صديقي لا ما مضى من عمري او من عمرك خولنا احتواء كل التجارب والعلوم الانسانية ولا ما سيأتي سيخولنا ذلك ... لذا فالقدر المتيقن مما قد حصّل او ما سيحصّل هو ما نتابع حياتنا به كطاقة علمية مبررة لقناعتنا .. على هذا اختصار الحق بالذات ليس الا وجها من وجوه العنصرية والانكار على الاخر بدون مبرر فعلي او دليل مقتع ... فليقتنع الاخر بما يشاء .. فلا بأس .. بل ربما يجدني مدافعا عن بعض قناعاته ان اتفقت مع ما اراه .. اما وجهة مظري فلن اضن بها.. وكذلك لن الزم .. ولكن الاهم من كل هذا هو الخروج من دائرة السلب الايماني الذي اظنه الحادا .. والايجاب الايماني المعبر عنه بالتدين .. لاخط لنفسي طريقا اما ملحدا نظريا بالفعل .. وحينها المهمة شاقة وشاقة جدا لان الالحاد كما اوردت لك عزيز ويحتاج للكثير .. او مؤمن بالطريقة التي احب ... ووفق الدين الذي اجد نفسي به .. ولابتعد قدر الامكان عن منطق الفعل ورد الفعل لما فيه من تعب واذى للنفس وللاخرين .. ربما قد يطول الحديث .. لكن اكتفي الى هنا.....


اعذرني ان اطلت او تدخلت في بعض الجوانب الشخصية ....

اقبل فائق الاحترام


غرامشي