عزيزي،

ابتداء لست ضد الأخلاق، وإن كنت أنظر إليها من منظور آخر غير منظورك.

الأخلاق هي صفات فردية تظهر على الأفراد كمظاهر سلوكية لمجموعة التصورات والمعالجات عن الحياة.
فهي فرع وليست أصلا، وهي فردية ولم تكن ولن تكون مجتمعية.

لا يمكننا أن نقول مجتمع صادق أو مجتمع خائن، بل نقول أن زيدا صادق وعمرو خائن.

أما النهضة فهي شأن مجتمعي وليس فرديا، ذلك أنك مهما أوتيت من الخلق الحسن والوعي الممتاز والالتزام الرائع، فذلك لا يعني أن مجتمعك الذي تعيش فيه ناهض، وقد قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: "ارحموا عزيز قوم ذل، وغنيا افتقر، وعالما ضاع بين جهال".

فكم من نبي جال في قومه عصرا فبقي فيهم فردا لا يطاع حتى انتقم الله من المجرمين وأخذهم ببعض الذي كانوا يكسبون.
وكم من عبد صالح دون النبوة بكثير قد أوقع الله القبول فيمن حوله لما يدعو فنهض المجتمع على إثر ذلك سريعا، وما مصعب بن عمير رضي الله عنه عنا ببعيد.