أخي العزيز الزعيم(f)

ونعم بالله وبكلام الله تعالى..

لاشك بأني لم أبلغ بعد مبلغ المجاهدين ولا القادة العسكريين ولا السياسيين ، ولكن في الوقت نفسه لدي عقل يفرق بين الصواب والخطأ ، فالحرب ليست عنتريات ولا هي على الطراز القديم بالسيوف أي أنك في الحرب ستقتل المحارب الذي يحمل السيف أو الجيش عن طريق السهام..

الآن الوضع تغير فالقنابل والصواريخ والمدافع الرشاشة لا تميز بين إنسان وإنسان ، فهل من الأفضل أن يبقى الأسير أسيراً أم أن يموت الآلاف من النساء والأطفال والعجائز مقابل لا شيء؟!..

لم نحارب من أجل المسجد الأقصى ولم نطلق صاروخاً واحداً من اجل فلسطين وأبناء فلسطين ، ومن أجل أسرى نحرق إقليماً بكامله؟!..

وقد أوصى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحد قواده قائلاً (اسمع من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تجتهد مسرعاً بل اتئد، فإن الحرب لا يصلحها إلا الرجل المكيث والسرعة إلى الحرب ضياع واحذر لسانك لا تفشين سرك فإن صاحب السر متحصن لا يأتى من وجه يكره، أنت الشاهد وأنا الغائب والشاهد يرى ما لا يرى الغائب وأنت بحضرة عدوك وعيونك يأتونك بالأخبار فإن رأيت الدخول إلى الدروب صداماً فابعث إليهم السرايا وادخل معهم بلادهم وضيق عليهم مسالكهم وإن طلبوا إليك الصلح فصالحهم)..

وجاء كذلك في وصايا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأحد الولاة (لا تدفعن صلحاً دعاك إليه عدوك ولله فيه رضا، فإن في الصلح دعة لجندك وراحة من همومك وأمناً لبلادك ، ولكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه فإن العدو ربما قارب لينقل فخذ بالحزم واتهم في ذلك حسن الظن وإن عقدت بينك وبين عدوك عقدة أو ألبسته منك ذمة فحط عهدك بالوفاء ، وارع ذمتك بالأمانة واجعل نفسك جنة دون ما عطيت فلا تغدرن بذمتك ولا تبخسن بعهدك ، فإن صبرك على ضيق امر ترجو انفراجه وفضل عاقبته خير من غدر تخاف تبعته ، إياك والدماء وسفكها بغير حلها والله سبحانه مبتدئ بالحكم بين العباد فيما تسافكوا من الدماء يوم القيامة فلا تقوين سلطانك بسفك دم حرام فإن ذلك مما يضعفه بل يزيله وينقله)..

ولا أظنك تقول كذلك بأن الفاروق وذو الفقار رضي الله عنهما وأرضاهما ليسا من أهل الجهاد..

وقد قالا ذلك والمسلمين هم من هم ، وهناك الكثير عن هذه المآثر من الخلفاء رضي الله عنهم أجمعين..

(f)