قبل كل شيء علينا أن نؤمن أن الشك يقع في قمة حواراتنا. وللشك اصول و قواعد و مقاييس تختلف عن الظن. فالظن يستند الى الحس العاطفي بينما يأتي الشك باليقين من خلال مقاييس عقلانية بحتة..

ديكارت هو أول نبي فيلسوف, أو أول فيلسوف نبي تبنى الشك كوسيلة عقلانية لدحض الزيف. وقد وضع فلسفة الشك العصرية على أسس حسابية رقمية (ديجيتال) و بفلسفته هذه وصل العالم الحر الى ما وصل اليه من تطور في جميع المناحي, فقد أنجبت فلسفته طابورا من الفلاسفة و العلماء كلهم أعتمدوا على المادة الحسابية الرقمية في معادلاتهم.. ولا داعي للاطالة..

حسن نصر الله يقع اليوم تحت طائلة الشك. وبالتالي علينا أن نحسب بالأرقام كل شيء..

لو أخذنا المسألة من الناحية العاطفية فأنا من أوائل العرب الذين رقصوا و كبروا حين ضرب نصر الله البارجة الاسرائيلية وقتل 4 من ملاحيها. ولكن المسألة لم تقف هنا. فقد سبقه السادات في 73 بضرب خط بارليف و سحق من فيه وكلنا يومها بكينا فرحا و رقصنا طربا و نحن نرى طابور الأسرى الاسرائيلين يقفون بخضوع أمام الانسان العربي. ولكن سرعان ما تغيرت الصور ..وانتهت الحرب باستسلام مصر في الكيلو 101 عقبها استسلام كامب ديفيد, والباقي لديكم..

حتى اليوم و لبنان يئن من الضربات الاسرائيلية على مؤسسات الدولة و طرقها و كافة مفاصلها من طرق و كباري و جسور وخلافه. و خسارة لبنان 4 مليار دولار حتى تاريخ أمس, بينما كان المتوقع هو 4 مليارات مكاسب سياحية: و بالأرقام سنتأكد أننا قد خسرنا المعركة حتى الآن, فهل سنكسب الحرب؟

الجواب: مستحيل..

جنوب لبنان هو الذيل الباقي لليسار في الشرق الأوسط, وبتر الذيل سهل على صناع القرار في العالم الغربي بقيادة أمريكا. اما في حالة تدخل سوريا و ايران فان نهايتهما شبه حتمية لأنها سيعزلان تماما عن العالم (الثمانية الدول الكبار) وبعزلهم سينتهيا, او يسيطالبان بالصلح..

أي كل لبنان سينتهي قبل أن يحين موعد الصلح مع اليسار الباقي (ايران و سوريا) فماذا فعل حسن نصر الله؟

الأرقام تقول أن لبنان خسر مالا و رجالا..وكل يوم حرب لبنان فقط سيخسر لا سواه: فلماذا لا يكون نصر الله عميلا لاسرائيل لتقويض دعائم لبنان الحديثة و انفراد اسرائيل بالسياحة على الشاطيء الشرقي من الشرق الأوسط..؟؟

لننتظر لنرى..

راغب..