عزائي لك يا علماني في صديقك ورب هذه الأسرة...

الحرب هي الحرب، تأكل من تأكل، وتحصد من تحصد.
والحصادة إذا مشت في حقل لا تميز بين سنبلة قمح أو سنبلة شعير.

في التاريخ، أول ما قتل الزير سالم في حرب الأربعين عاماً كان ابن أخته شيبان !

تباً للحرب، وتباً لصانعيها...

لن ندخل في نقاش من صنعها ومن تسبب فيها اليوم.

ولكننا نقف جميعاً مع الأضعف في الميزان: شعب لبنان، وضد من يبالغ في القتل : إسرائيل!

لن يهدأ لي بال حتى نضع النقاط على الحروف، وحتى تساوي حياة العربي حياة الغربي وتنكف قنابل الغرب عن شعبنا العربي في كل مكان تحصد منه الناس بالجملة....

مائات من القتلى والجرحى من الجانب اللبناني، ودمار شبه شامل للبنى التحتية، وما زال مستر بوش يرفض قراراً بمجلس الأمن لوقف النار من الطرفين لغاية في نفسه صارت واضحة بعد التجسس الذي حصل صدفة على ميكروفونه : نريد سوريا داخل اللعبة ولا نريد حلاً أممياً فقط...

هي لعبة شطرنج ونحن حجارتها، والملك آخر من يتحرك.
فلنكن حجارة قوية على أقل تقدير كيلا يحركنا من يتحكم بنا منذ البداية، وكيلا نقع في يد عدونا من أول المعركة.

حزب الله بدأ المعركة بأسر الجنديين محاولاً استرجاع مساجين منذ سنين، ولكن إسرائيل أصرت على تمديدها كحرب إلى المدنيين والعزل ولم تنته ولم يردعها أحد بعد....
لا أبرر بهذا أخطاء حزب الله، ولكنني أشير بإصبع الاتهام إلى المسؤول عن حياة المدنيين.

الحرب عمياء، أقف محتاراً وراجياً ألا تطال أحداً ممن أعرفه كيلا أقع في لوم وحزن.

نحن جميعاً نقف معك في هذا الحزن...
قد نكون من هذا الصف أو ذاك، ولكننا كما كنا في قبائل العصور الوسطى، نبكي على قتلانا من الطرفين، وندخل حرباً لا نعلم لها نهاية.

أرجو لك الصبر، وأن تثبت حبك لصديقك بالوقوف بجنب أسرته وأهله.

وأن تبلغهم أن هناك من يعرف قيمة حياتهم من الطرف الآخر.

(f)