حزب الله لم يكن يوما في رأيي يمثل مقاومة بقدر ما هو ورقة بيد النظامين السوري و الإيراني

أعرف أن ما سأقوله سيثير عاصفة من الردود في وجهي ولكن ليكن فهناك الكثير من كتاب المقاومة العراقية الآن يسيرون في نفس الخط خصوصا ان موقف حسن نصر الله من المقاومة العراقية أقل ما يقال فيه ان موقف غير مشرف ومنحاز بالكامل للمشروع الأمريكي الإيراني بل ان حزب الله نفسه يشارك فعليا على الأرض مع الميليشيات الصفوية والحكيم بجرائمهم الحقيرة.

منذ انتهاء الحرب الأهلية في مطلع التسعينات وحل الميليشيات المسلحة وعودة الدولة اللبنانية لبسط سيطرتها ونفوذها على جميع أنحاء لبنان باستثناء الجنوب و إسرائيل تقدم العروض على لبنان كي يتسلم الجنوب المحتل مقابل نزع سلاح حزب الله و وقف إطلاق النار وتعهد الحكومة اللبنانية بالحفاظ على الحدود وحماية أمنها

ما كان يحيرني بالفعل هو رد الحكومة اللبنانية وحزب الله إزاء هذه الدعوة ((يا عمي تعال استلم أرضك مشان الله )) ورفضهما التام لها تحت ذرائع ومبررات أقل ما يقال عنها أنها سخيفة ومفتعلة و لا تدل على رغبة لبنانية حقيقية بإيجاد حل لهذا الملف.

فمرة كانوا يقولون أنهم لا يريدون توقيع اي اتفاقيات بدون فك المسار المشترك مع سوريا و دون تسوية قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان علما أن المعروض عليهم لم يكن فيه اعتراف متبادل أو ما يمكن تسميته معاهدة سلام وأنا متأكد بل و متيقن أن هذا العرض لو تم تقديمه لسوريا فيما يخص أرض الجولان لما ترددوا لحظة واحدة في قبوله على الفور.

ومرة كانوا يقولون انهم يريدون انسحابا بدون قيد او شرط.

وأذكر هنا أن العماد ميشيل عون كان يرد بغضب شديد على هذه التصريحات الحكومية اللبنانية قائلا ان كل دولة في العالم مطالبة بحفظ الأمن من جهتها إزاء حدودها مع الدول الأخرى وإلا فإنها ستخلق حالة حرب.

فيما بعد عرفت مدى التغلغل السوري في لبنان والذي كان يصل لحد التهديد المباشر لكبار المسؤولين ، وتوقيفهم واستدعاؤهم للتحقيق داخل الغرف المغلقة واللجوء إلى تصفيتهم جسديا اذا تطلب الأمر حيث لم يكن يجرؤ أي مسؤول لبناني ان يخرج عن هذا الخط الأحمر المرسوم له .

المهم ان الموضوع لم يكن موضوع مقاومة بقدر ما هو استعمال لهذه المجموعات التي تمارس العبث بالأمن والاقتصاد اللبناني لحساب النظامين السوري و الإيراني اللذان يعتبران حزب الله ورقة قوة يتم اللعب بها و تصعيدها و تخفيضها في علاقتهما مع اسرائيل وأمريكا حسب الحاجة.